المحلية

صحافة أم حسافة

[COLOR=#FF0045]صحافة أم حسافة!![/COLOR] أحمد سعيد مصلح

[JUSTIFY]جمعتني الصدفة أثناء حضوري إحدى المناسبات مع مسئول عن قطاع حكومي مهم ودار الحديث بيننا عن الصحافة والصحفيين في الماضي والحالي.. فأعرب هذا المسئول عن أسفه لمستوى بعض الصحافيين الميدانيين والكتاب الذين يملأون أعمدة الصحف بمقالاتهم الركيكة مؤكداً في نفس الوقت بأن صحافة الأمس ليست كصحافة اليوم .وفي تفسير له عن هذه العبارة يقول : في الماضي كنا نعرف الصحفيين والكتاب وكانت لهم (شنة ورنة) حيث كانوا يركضون وراء الخبر أما اليوم فقد تبدلت المعايير وإنعكست الأمور وأخذت الأخبار هي التي تطارد الصحفي وتأتيه جاهزة مجهزة ودون عناء إلى مكتبه! ومضى يقول : في الماضي كنا نشاهد الصحفيين يأتون لتغطية المناسبة بينما اليوم يطلب الصحفي من المسئول تزويده بالخبر وهو في غرفة نومه حسب وصفه.. مضيفاً بأنه في أحدي المناسبات إتصل مسئول العلاقات العامة بالإدارة بأحد الصحفيين العاملين في صحيفة محلية من أجل تغطية مناسبة فما كان من هذا الصحفي المسترزق إلا أن رفض الحضور وتغطية الحدث بحجة أنه مشغول وطلب إلى مسئول العلاقات العامة إرسال الخبر والصور عبر البريد الإلكتروني الخاص به رغم أهمية المناسبة . كما أن معظم الصحفيين العاملين في الصحف اليوم يكتفون بنقل الأخبار والصور والتصريحات التي تنشر في مواقع الوزارات والجهات الحكومية الأخرى ويتم ذلك وهم قابعون على مكاتبهم الوثيرة دون أي تحرك أو جهد يبذل للبحث عن الخبر!

وهذا هو الواقع فعلاً.. فقد كشفت بعض الأحداث وبخاصة كارثة سيول جدة عن وجود مواطنين عاديين ليست لهم علاقة بعالم الصحافة ومهنة البحث عن المتاعب ولكنهم أفضل مائة مرة من مستوى بعض العاملين في الصحافة المحلية والدليل على ذلك التعليقات والتغطيات والصور التي شهدتها الساحات والمواقع الإكترونية ..بينما إكتفت الصحافة بإقتباس ما جاء في تلك المواقع ونقلها بحذافيرها مما يؤكد حقيقة أن مهنة البحث عن المتاعب أصبحت اليوم مهنة البحث عن الراحة والإستجمام !!

ومن الملاحظات على بعض الصحف المحلية إستقطابها لكتاب ليست لديهم أدنى خبرة بعالم الكتابة ولكنهم يبحثون عن الأسماء اللامعة من رجال أعمال وغيرهم لإستكتتابهم والله أعلم من الذي يقوم بالكتابة نيابة عن هؤلاء !..ربما المزارع أو الحارس او السائق. ومن المضحكات المبكيات أن هذه الصحف تزف البشرى لقرائها بأن رجل الأعمال أو الشيخ فلان سيكتب لديها وتسوق عنواناً لمقالته القادمة مثل (خافوا الله ياجماعة).. بينما المقالة عادية وليس فيها جديد.

ومن المفارقات أيضاً وجود بعض الصحفيين المتفرغين للعمل الصحفي في بعض الصحف المحلية مضى عليهم سنوات طويلة وليست لديهم إضافات أو أعمال مما جعلهم مجهولي الهوية في عالم الصحافة بينما الصحفي الحق هو الذي يثبت كفاءته ويفرض إسمه صحفياً ومن غير المعقول أن تلتقي بأحدهم ولم تسمع بإسمه قط وحين سؤاله يخبرك بأنه يعمل منذ عشرة أعوام في صحيفة كذا وفي قسم المحليات أو القسم السياسي !!

أعود لنكتة واقعية حدثت بالفعل حينما تم تكليف محرر ميداني يعمل في صحيفة محلية بتغطية مؤتمر صحفي لمسئول في الحج – ولكنه لم يحضر المناسبة بل إكتفى بتغطية الخبر من منازلهم وبعث به للصحيفة التي قامت بنشرها في اليوم الثاني – ولكن المفاجأة هي أن هذا المؤتمر الصحفي قد تم تأجيله إلى موعد آخر مما أوقع الصحيفة في حرج كبير بين قرائها ..وهذا هو حال معظم الذين يعملون في الصحافة حالياً للأسف.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى