
وهذا هو الواقع فعلاً.. فقد كشفت بعض الأحداث وبخاصة كارثة سيول جدة عن وجود مواطنين عاديين ليست لهم علاقة بعالم الصحافة ومهنة البحث عن المتاعب ولكنهم أفضل مائة مرة من مستوى بعض العاملين في الصحافة المحلية والدليل على ذلك التعليقات والتغطيات والصور التي شهدتها الساحات والمواقع الإكترونية ..بينما إكتفت الصحافة بإقتباس ما جاء في تلك المواقع ونقلها بحذافيرها مما يؤكد حقيقة أن مهنة البحث عن المتاعب أصبحت اليوم مهنة البحث عن الراحة والإستجمام !!
ومن الملاحظات على بعض الصحف المحلية إستقطابها لكتاب ليست لديهم أدنى خبرة بعالم الكتابة ولكنهم يبحثون عن الأسماء اللامعة من رجال أعمال وغيرهم لإستكتتابهم والله أعلم من الذي يقوم بالكتابة نيابة عن هؤلاء !..ربما المزارع أو الحارس او السائق. ومن المضحكات المبكيات أن هذه الصحف تزف البشرى لقرائها بأن رجل الأعمال أو الشيخ فلان سيكتب لديها وتسوق عنواناً لمقالته القادمة مثل (خافوا الله ياجماعة).. بينما المقالة عادية وليس فيها جديد.
ومن المفارقات أيضاً وجود بعض الصحفيين المتفرغين للعمل الصحفي في بعض الصحف المحلية مضى عليهم سنوات طويلة وليست لديهم إضافات أو أعمال مما جعلهم مجهولي الهوية في عالم الصحافة بينما الصحفي الحق هو الذي يثبت كفاءته ويفرض إسمه صحفياً ومن غير المعقول أن تلتقي بأحدهم ولم تسمع بإسمه قط وحين سؤاله يخبرك بأنه يعمل منذ عشرة أعوام في صحيفة كذا وفي قسم المحليات أو القسم السياسي !!
أعود لنكتة واقعية حدثت بالفعل حينما تم تكليف محرر ميداني يعمل في صحيفة محلية بتغطية مؤتمر صحفي لمسئول في الحج – ولكنه لم يحضر المناسبة بل إكتفى بتغطية الخبر من منازلهم وبعث به للصحيفة التي قامت بنشرها في اليوم الثاني – ولكن المفاجأة هي أن هذا المؤتمر الصحفي قد تم تأجيله إلى موعد آخر مما أوقع الصحيفة في حرج كبير بين قرائها ..وهذا هو حال معظم الذين يعملون في الصحافة حالياً للأسف.[/JUSTIFY]