
حينما أقول بأن للشخصيات البارزة مكانتها وتقديرها مهما علا منصبها وارتقت مرتبتها ، فان مقولتي بنيت على مواقف شخصية عشتها لا روايات سمعتها ، فحينما بدأت حياتي الصحفية في العزيزة ” النـدوة ” ، قبل نحو ثلاث عقود مضت ، كنت مغرما بالبحث عن تحقيقات مثيرة تجذب انتباه القراء ، وكانت أبرز تلك التحقيقات ـ آنذاك ـ ما يتعلق بمؤسسات الطوافة التي كانت في بداية نشأتها الأولى ، وكان لابد لي من مواجهة مسئولين كبار كوزير أو وكيل وزارة ، لكنني في كل مرة كنت أخشى نفورهم ورفضهم اجراء أي حوار معي .
غير أن ادراكهم بمهمتي ، واحترامهم لوجهة نظري فتح أمامي أبواب التواصل المباشر معهم ، فلم أرى وزيرا رافضا للرد على سؤال أطرحه ، أو متهربا من اجابة لسؤال ، ولم يكن أصحاب المعالي وزراء الحج وحدهم هم من واجهتهم فهناك وزراء آخرون التقيت بهم وكانوا أكثر تواضعا من مدراء الادارات بوزاراتهم .
وان كان معالي الأستاذ / عبدالوهاب أحمد عبدالواسع ـ يرحمه الله ـ وزير الحج ” والأوقاف ” ـ آنذاك ـ ، أكثر الوزراء الذين دخلت معهم في جدال ونقاش حول أوضاع مؤسسات الطوافة ، فانه كان أكثر مرونة وتواضعا في اجاباته ، وقد أتاح لي الفرصة بالالتقاء به أكثر من مرة ، ووجه رؤساء مجالس ادارات مؤسسات الطوافة ـ آنذاك ـ بضرورة التعاون معي ، والإجابة على كافة أسئلتي المطروحة ، ولازال الأستاذ / فائق بياري ـ متعه الله بالصحة والعافية ـ الذي كان رئيسا لمجلس ادارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية يتذكر ذلك جيدا ، ويذكر ذلك الاتصال الهاتفي الذي وصله ظهرا من معالي الأستاذ / عبدالوهاب عبدالواسع ـ يرحمه الله ـ
وفي أروقة وزارة الحج اتفقت واختلفت مع معالي الدكتور/ محمود بن محمد سفر ، والسيد / اياد بن أمين مدني ، والدكتور / فؤاد عبدالسلام فارسي ، وأخيرا الدكتور/ بندر الحجار ، ولم أجد أي منهم وقد نصب مصيدة أو وضع مكيدة ، أو نفر من مقال دونته ، وهو ما يؤكد أنهم أصحاب فكر ورأي ، يؤمنون بالرأي والرأي الآخر .
لكن من هم الآخرون ؟
بكل آسف انهم البعض من رؤساء وأعضاء مجالس ادارات مؤسسات الطوافة ، الذين يرون أن أي نقد يوجه بحق المؤسسات انما هو خروج عن المألوف ، ولا ينبغي الحديث عنه .
وليس رؤساء وأعضاء مجالس ادارات مؤسسات الطوافة هم وحدهم من ينصبون أنفسهم اصحاب فكر ورأي ثاقب ، فهناك آخرون من العاملين داخل أروقة وزارة الحج وبعض قطاعاتها يسيرون على هذا النهج .
فان كان الوزراء الذين يشكلون أعلى قمة هرمية داخل الوزارة أكثر تقبلا لآراء الآخرين ، فمن أنتم حتى تنصبون أنفسكم أصحاب رأي أوحد وفكر ثاقب ؟