المحلية

العيسى: الأمة الحكيمة تعمل لمستقبلها ويجب أن نكون أنموذجاً للسلم والتعايش

(مكة) – كوالالمبور

أوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى أن التاريخ الإنساني مليء بالعظات والعبر لنتائج الصدام السلبي لأسباب دينية أو عرقية أو ثقافية، وأن وقائع الماضي يجب نسيانها والأمة الحكيمة تعمل لمستقبلها ولا تلتفت وراءها، وأن التخلف يكمن في الصدام على حساب ذلك كله، ومن أجل هذا كان من أعظم قواعد الشريعة الإسلامية قواعد الأولويات والترتيب بين المصالح والمفاسد، وليست هذه هي البراغماتية السلبية كما يتصور البعض بل هي انسياق وراء المصلحة الأخلاقية بعكس تلك البراغماتية التي لا تُعير للأخلاق قيمة في سبيل تحقيق مصلحتها المادية.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها بمناسبة زيارته الرسمية لماليزيا مؤخراً عن الوسطية وذلك في معهد الوسطية التابع لمجلس الوزراء الماليزي.

وقال العيسى”: إن أفضل أساليب الدعوة تأثيراً هو سلوكنا الحضاري الحاضن والمؤثر، فالأولى بنا أن نجعل من سلوكنا أنموذجاً للسلم والتعايش والتعاون والمحبة، وأنه ما دخل الناس أو على الأقل احترموا دين الإسلام إلا بدلالة قول الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: “فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك”.

كما أكد أمين الرابطة في كلمته في افتتاح مؤتمر جامعة العلوم العالمي عن فقه المواطنة والتعايش والتسامح، أن السياسة الشرعية في الشريعة الإسلامية تتطلب من المسلمين أن يكونوا على وعي تام بهذا الفقه الذي يمكن أن نسميه بالفقه الغائب عن وعي عدد منهم.

وشدد الدكتور العيسى على أهمية أن تكون تلك القيم منهجاً ملازماً للوعي والسلوك لا مجرد نظريات تطرح أو منهج مدرسي تقضي به حاجة تجاوز نسبة النجاح دون أن يلامس الوجدان والوعي ودون أن يترجم سلوكاً، وقال : “إن المعلم الكفء يساوي المنهج بعشرة أضعافه، وأن المنهج وحده دون المعلم الكفء لا قيمة له، فلا منهج دون معلم كفء، وربما أسعف المعلم دون منهج بإشاراته التربوية في مضامين دروسه، والمعلم الكفء يسدد ويكمل نقص المنهج أو ضعفه والعكس صحيح.

وختم أمين الرابطة محاضرته بالتأكيد على أن المسلمين يتحملون سمعة دينهم وعليهم مواجهة كل جاهل بالحق الذي معهم وبسلوكهم الحضاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى