ماجد الحربي

حساب المواطن .. لا يكفي ..!!

أيام معدودة تفصلنا عن تطبيق الضرائب في الشهر الميلادي القادم، وتحديدا في 1 يناير 2018، الموافق 14/04/1439هـ، وهي بزيادات غير مسبوقة في تاريخ المملكة، وهي زيادات كبيرة جدًا لا قِبل لكثيرٍ من الناس بها، وفي سِلع مُهمة جدًا، وهي الكهرباء والبنزين بنسب كبيرة جدًا، والقيمة المُضافة بنسبة 5%، وغيرها، والتي تثقل كاهل المواطن البسيط، وما أكثرهم في بلادنا حتى ممن يتقاضون رواتب معقولة، وليست عالية، فما بالنا ممن يعيشون على معاشات التقاعد، والضمان الاجتماعي ممن لا دخل لهم ولا أملاك ولا عقارات، فضلاً عن العاطلين والعاطلات ..؟! فكيف سيكون حالهم ووضعهم حينها ..؟! هل 148 ريالاً بحسب إفادة حساب المواطن لكل فرد منهم كافية لهم ..؟! إذا كان عدد أفراد الأسرة 5 أشخاص، فسيكون المبلغ المصروف من حساب المواطن 740 ريالاً، بينما لو كان عدد أفراد الأسرة 4 سيكون المبلغ 592 ريالاً، فهل ذلك المبلغ سوف يفي بإعانة الأسرة في ظل تلك الضرائب المأخوذة منه في سِلع حيوية كالكهرباء والماء، والبنزين بتلك النسب العالية والمرتفعة التي أُعلن عنها ..؟! الكهرباء لوحدها لمن يصرف 100 ريال شهريا بحسب التعرفة الجديدة سوف تصل الفاتورة 400 ريال، ومن فاتورته 200 ريال يرتفع مبلغ الفاتورة أكثر من 500، فضلاً عن البنزين، والماء، وارتفاع بقية السلع، فهل سيدرك المسؤول مُعاناة الناس البسطاء ..؟! أود إخبارك أيها المسؤول أن ذلك المبلغ لا يفي بشراء بعض متطلبات البيت الحيوية لا الكمالية، فكيف إذا أضيف لها كل تلك الضرائب ..؟!!
وخِتاما.. حساب المواطن حينما بدأ في شهر فبراير من العام الميلادي الجاري 2017م وبدأ الناس بالتسجيل فيه، سأل فيه المواطن عن كل ممتلكاته، وكل من يتبعون له، ولكن لم يسأله عن الديون التي عليه مهما كان راتبه، حتى لو يتقاضى مبلغا مرتفعا هذا إذا سلمنا بأنه يقبض راتبا مرتفعا في ظِل الرواتب المتواضعة التي يتقاضاها كثيرًا من موظفي الدولة من مدنيين، وعسكريين، وهنا أتكلم عن من ليس لهم دخل سِوى رواتبهم فقط، وليس عن من لديهم ممتلكات وعقارات، والتي ستجعلهم لا يعتمدون على رواتبهم، فعن هؤلاء لا أتحدث، وإنما أتحدث عن الناس البسطاء، وعن من ليس لهم دخل سِوى رواتبهم، فهل فكرنا فيهم أم إننا جعلناهم والأغنياء ومن لديهم ثراء فاحش في سَلة واحدة ..؟! وذلك غير منطقي أبدًا، إذ إن الأخيرين لن يتضرروا من تلك الضرائب القاسية ” لا يوجد وصف أخف من ذلك ممكن أعبر عنه، بل هي قاسية جدًا، وليست قاسية فقط !! ” .
ذكرت في مقالات سابقة على منبر هذه الصحيفة عبر أكثر من مقال تطرقت فيه لذلك الأمر، بأن على الحكومة أن تأخذ من الأغنياء، والذين لديهم ثراءً فاحشا ضرائب على وصولهم لتلك الدرجة من الثراء، وأن يردوا دين البلد عليهم التي جعلتهم كذلك، وأن لا تعتمد على من يتقاضون ملاليم من الريالات لا تكاد تكفيهم معيشتهم العادية في ظِل الغلاء الحاصل الآن، فكيف بهم سيتحملون كل تلك الضرائب مُجتمعة ؟! يجب علينا وجوبا أن ننظر لهم، ونرفق بهم، وعلينا أن نعفيهم من تلك الضرائب التي لا قِبل لهم بها، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لا فض فوك وسلم قلمك على عذا المقال الرائع الذي أتى على الجرح وفي الصميم فعلا
    الله يعيننا على الآتي فأنا مطلقة لا أب ولا معين بعد الله ومتقاعدة ومديرنة بأكثر من نصف الراتب وابنائي يعيشون معي .. نحن متوسطي الدخل ولكن بعد فرض الضرائب سنصبح من الفقراء حتماً والله المستعان وإليه المشتكى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى