المقالات

الفكرة التائهة..والعبور للحياة

​وفقًا لقانون الاحتمالات في الإحصاء؛ فإن فرص النجاة من الدهس تنخفض جدًّا إذا عبر الإنسان أي طريق وفكره مجردًا من أي فكرة سوى الرغبة في العبور، في حين يمكن بسهولة رفع فرص النجاةبدرجة عالية جدًّا لمجرد إضافة فكرة واحدة فقط، وهي (الانتباه)..

​هذا المثال طرحه فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إحدى حلقات برامجه التلفزيونية؛ مؤكدًا أن كل تصرفاتنا المجردة من الأفكار غير مأمونة النتائج.

والآن لنتصور معًا ..

​وجود طريق العبور للحياة وعلى أحد جانبيه تتوفر كافة مقومات البهجة والسعادة والحياة الكريمة الدائمة، في حين الجانب الآخر للطريق مظلم لا تتوفر فيه أدنى مقومات استمرار الحياة بكرامتها وزخرفها سوى لسنوات معدودات، والمؤلم أن كثيرًا من الناس يقف في الجانب المظلم والجميل أنهم يرغبون في العبور للحياة إلىالجانب المضيء. ​

والعجيب أن هذه الطرق خالية من السيارات تمامًا؛ لأنها مخصصة لسير مواقف الحياة بسرعة عالية وكل من يحاول العبور للحياة يكون معرضًا للاصطدام بمواقف حياته لتعيده مرة أخرى منهكًا يائسًا إلى الجانب المظلم من الطريق.

​وبالتالي ليس أمام الراغبين للعبور للحياة سوى التحلي بأفكار تمكنه من تفادي الاصطدام بمواقف الحياة ليتمكن من العبور لجانب الحياة، وهذه الأفكار المطلوبة تختلف باختلاف مواقف حياة كل شخص، ولا تقتصر على الانتباه فقط فربما تكون فكرة العبور المطلوبة هي : (العدل، أو الإنسانية، أو القناعة، أو التفاؤل، أو المثابرة، أو التسامح، أو الوفاء، أو المواطنة، أو الصدق، أو الإخلاص، أو المحبة،أو الاجتهاد، أو التعايش، أو … أو … ، وأهمها على الإطلاق التوكل على الله، والدعاء بالتوفيق للأخذ بالأفكار الداعمة للعبور للحياة. استبصر في داخلك، وتأمل في أهل بيتك ما هي الأفكار التي تحتاجونها للعبور للحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى