المقالات

الساعة المتوقفة تُشير عقاربها للوقت الصحيح مرتين كل يوم

مثل عالمي يفهمه البعض على نحو ” تجي من البُلهِ إصابات” ويفهمه البعض الآخر أنه (قلب للحقائق بالألفاظ)؛ فالعقارب لم تُشر للوقت بآلتها الحركية؛ وإنما أشارت بجمودها للحظة لفظ أنفاسها الأخيرة وحسب، والزمن بتجدده يعيد كل يوم .. ذكرى لحظة وفاتها وحسب.

وعلى هذا الكوكب تجمد أناس بيننا عند لحظةٍ ماتت فيها قدرتهم على التفكير، وقست ضمائرهم على نبل الشعور، وشوهت أخلاقهم كل فضيلة؛ فلم يعد ينفعهم أي جديد من الحقائق التي تبدد سبب جمودهم الأزلي.

هؤﻻء نوعان :
– مهوسون بالجمود عند قبولهم للشائعات.
– مهوسون بالجمود عند استنتاجاتٍ لصورهم الذهنية التي فهموا بها الواقع فهمًا سقيمًا.

وكلاهما مؤهل للثقة بالخونة، وللاستغلال أثناء لحظة جمود عقارب ساعة نضجهم.
تنكشف لهم الحقائق يوما بعد يوم فتأخذهم العزة بالجمود الفاسد، يتعذبون كل يوم بمرور الحقائق التي تبدد لحظة جمودهم، وتشعرهم بفرص الخلاص من عجزهم للانعتاق إلى رحابة حقائق الواقع.
النصيحة لهؤلاء ﻻ تسمحوا بتوقف عقارب زمن النضج في حياتكم، واشحنوا أنفسكم بطاقةٍ من حقائق الواقع؛ لتتحق قناعاتكم بأن الجمود وفاة والحركة حياة.
كما أن الجمود بمعاداة الحقائق ﻻيؤثر في جريان الحقائق؛ وإنما يحجب اﻻستفادة منها.

وخير مثال لغير المتجمدين .. وطننا الغالي .. فبفضل من الله ومنّته ثم بعزيمة شعب أبيّ وحكمة قيادة فتيّة تتجه مؤشرات تنميته نحو تحقيق أهداف 2030 مرحلة تلو الأخرى بمرونة من المراجعة المستمرة .. غير أن نظام سير اتجاهه ليس دائريًا كالساعة؛ وإنما مستقيمًا كانطلاقة تزيد معها الفجوة التاريخية والحضارية بينه وبين المتجمدين دون المرور بلحظة جمودهم كل يوم.

فـ”أتمتة” الخدمات الحكومية في وطننا حقيقة أصبحت مثالًا لبقية دول العالم، وسياسة وطننا الصحية المتميزة لمواجهة جائحة Covid-19 حقيقة أصبحت أنموذجا لبقية دول العالم، واعتماد وطننا على شعبه للذود عن حياضه في كل مجال؛ بالعمل المتميز ميدانيًا وبالقلم الكاشف للحقائق في كافة وسائط الإعلام التقليدي والحديث.

إحموا أبناءكم وبناتكم بألا يصبحوا ساعات متوقفة ذات نظام دائري مفرغ انتكاسي، وحفزوهم لاستقامة الانطلاقة نحو تحقيق جميل آمالهم بصدق قدراتهم مستحضرين الله جل في علاه في كل سكناتهم وحركاتهم.

فالحياة ليست مجرد ساعة نكتفي بإشارة عقاربها للزمن الصحيح مرتين كل يوم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى