المحلية

برعاية خادم الحرمين الشريفين.. سمو أمير المدينة المنورة يفتتح ندوة (جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا)

برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، افتتح  صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، أمير منطقة المدينة المنورة، اليوم الاحد 1442/6/25، فعاليات ندوة(جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا) والتي نظمتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، (عن بعد)، وشارك فيها سمو أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، وسماحة مفتي عام المملكة- رئيس هيئة كبار العلماء – الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، وإماما وخطيبا المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، وفضيلة الشيخ عبدالله بن عواد الجهني.وبمشاركة كلا من الرئيس العام العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ووزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح طاهر بنتن.ووزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة،ومدير الامن العام الفريق اول الركن خالد بن قرار الحربي

وبدأت الندوة بتلاوة آيات عطرة لفضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله بن عواد الجهني، ثم افتتح الندوة والمعرض الافتراضي المصاحب، سمو أمير منطقة المدينة المنورة، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، استعرض سموه من خلال تلك الكلمة جهود المملكة المبذولة في تحدي ومواجهة أزمة كورونا وخطوتها الاستباقية في الحد من انتشار الفايروس بتعليق زيارة الحرمين الشريفين وتعليق الحج والعمرة إلى حين الاستعداد وتجهيز ما يلزم لضمان سلامة زوار بيت الله الحرام.حيث توجه سمو أمير منطقة المدينة المنورة للحضور بكلمة ألقاها موجهاً من خلالها الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على موافقته الكريمة لانعقاد الندوة ولسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله-.
موجهاً شكره للحضور والجهات المشاركة. كما استعرض من خلال تلك الكلمة جهود المملكة المبذولة في تحدي ومواجهة أزمة كورونا وخطوتها الاستباقية في الحد من انتشار الفايروس بتعليق زيارة الحرمين الشريفين وتعليق الحج والعمرة إلا حين الاستعداد وتجهيز ما يلزم لضمان سلامة زوار بيتي الله الحرام.وقال سموه: أصحاب المعالي والفضيلة..الحضور الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،بدايةً أرفع أسمى آيات الشُكر والعرفان، لسيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله-، على موافقته الكريمة لإقامة هذه الندوة التي تُسلط الضوءَ على جهود المملكةِ في خدمةِ المُعتمرين والزائرِين خلال جائحةِ كورونا.واضاف : لقد دأبتِ هذه البلادُ منذُ توحيدِها على يدِ جلالة الملكِ المؤسسِ – طيب اللهُ ثراه – وصولاً إلى العهد الحالي الزاهر على إيلاءِ الحرمين الشريفين، وقاصديهما من حجاجٍ وزوارٍ ومعتمرين، فائقَ الرعاية والعناية والاهتمام، وحرصت على توفيرِ كلِّ ما مِن شأنه ضمانُ أمنهم وسلامتهم وراحتهم.ولذلك، اتخذت المملكةُ في بداية ظهورِ الجائحة قراراً مسؤولاً بتعليق العُمرة وزيارة الحرمين الشريفين، في خطوةٍ استباقيةٍ، أثبتت نجاحَها في منعِ انتشارِ الوباءِ بين المسلمين حول العالم، في وقتٍ تمكنت فيه الجائحة من كثيرٍ من دول العالم.وبفضل الله، تم تخفيفُ تلكَ القيود وَفْقَ مستجدات الوضعِ الصحيِّ والحالةِ الوبائيةِ حولَ العالم، وبدأَ ضيوفُ الرحمن بالتوافدِ إلى أراضي المملكة لأداءِ العمرة والزيارة وفق منهجيةٍ صحيةٍ معتمدةٍ شاملةٍ ومُحْكَمَةٍ.وقال : استمرتِ المملكةُ في إصدار عددٍ من الإجراءاتِ الاحترازيةِ الاستباقيةِ، من بينها منعُ التجول للحفاظ على الصحة العامة للمواطن والمقيم، وحققت ولله الحمد نتائجَ إيجابيةً في الحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه، بأقل تأثيرٍ على مجريات الحياة العامة، وبتظافر جهود الجهات الحكوميّة والأهليّة والخيريّة في كافة مناطق المملكة.واشار سموه: في هذا الصدد؛ اسمحوا لي أن أُسلطَ الضوءَ على تجربة منطقة المدينة المنورة في التعامل مع الجائحة، دحيث اتُخِذتِ العديدُ من الإجراءات الوقائية والاحترازية، بالتزامن مع بدءِ الجائحة في ضوء ما صدر من توجيهاتٍ كريمةٍ، جعلتِ المحافظةَ على سلامةِ الإنسانِ قبل أي شيء، وبالتالي كان لها بالغَ الأثرِ في السيطرةِ والحد من تفشي الوباء، بالإضافة إلى متابعةِ تنفيذِ عدة برامج ومشاريع صحية واجتماعية ساهمت في تحقيق النتائج المرجوة.وشملت أبرزُ تلك الجهود:
-عزل بعض الأحياء في المدينة المنورة، كإجراءٍ صحيٍّ احترازيٍّ لمكافحةِ انتشارِ الوباء، وتوفير كافةِ المستلزمات والمتطلبات لسكانِ تلك الأحياء.
-تفعيل لجنةِ الطوارئ بالمنطقة، وجعلُها في حالة انعقادٍ مُستمرٍّ، بهدف متابعة المؤشرات الصحية للوباء، وتنسيقِ الجهود وتكاملِ الأدوارِ بين الأجهزة الخدمية، إلى جانب تفعيل مركز الطوارئ والأزمات في مبنى الإمارة وتشكيلِ لجانٍ ميدانيةٍ لمتابعة الالتزام بالإجراءاتِ الاحترازية.
-وفي الوقت الذي شكل فيه انتشارُ الوباء بين العمالة في مقارِّ سكنهم، هاجساً لدى الجهات المعنية، نجحت لجنةُ الطوارئ في المعالجة الفورية لتكدس العمالة في مساكنهم، وفكِّ اكتظاظهم، حيث تمت معالجة تكدس 11730 أحد عشر ألفٍ وسبعمائةٍ وثلاثين عاملاً من خلال إعادة تنظيم 289 مائتين وتسعةٍ وثمانين مسكناً لتتوافق مع القُدرةِ الاستيعابيةِ والاشتراطاتِ الصحيةِ، فيما تم نقل 3 ثلاثةِ آلاف عاملٍ للفنادق المؤقتةِ ريثما يتم إيجاد مساكن نموذجيةً دائمةً لهم بالتنسيق مع الشركاء في القطاع الخاص والمشغلين بما يتسق مع المعايير والاشتراطات الصحية، إلى جانب إخلاء 213 مائتين وثلاثة عشر مسكناً لعدم توافر الحد الأدنى من الاشتراطات.
-وكان للعملِ الاجتماعيِّ دوراً في التخفيف من وطأة الجائحة على سكان المدينة المنورة خصوصاً في الأيام التي شهدت تصاعداً في منحنى الجائحة .. حيث تم إطلاقُ مبادرةٍ اجتماعيةٍ شاملةٍ حملت عنوان “خير المدينة”، لدعمِ وتمكينِ المؤسسات والجمعيات الأهلية من ممارسةِ دورها المجتمعي من خلال تقديم المعونات المعيشية والأدوية الطبية للمحتاجين والمتضررين على مستوى المنطقة ومساعدتهم في توفير احتياجاتهم الضرورية، في ظل الأوضاع المرتبطة بالجائحة.

-ومنذ منتصف شهر ربيع الأول من العام الحالي، تم اعتماد قرارٍ بإلزامية إبرازِ ما يُثبت الحالةَ الصحيةَ عبر تطبيق (توكلنا) كشرط للدخول للمنشآت الحكومية والخاصة.
وعلى صعيد المشاريع الصحية، كان لجهودِ وزارة الصحة وقياداتها دورٌ في تعزيز أداء القطاع الصحي بالمنطقة من خلال تدشين حزمةٍ من المشاريع الجديدة لمجابهة الجائحة .. شملت :
• تشغيل المرحلة الأولى من مستشفى المدينة المنورة بسعة 200 مائتي سرير، وإنشاء مُستشفى ميداني تابعٍ لهُ بسعة 100 مائة سرير.
• إنشاء مستشفى ميداني بسعة 100 مائة سرير، منها 20 عشرون سريراً للحالات الحرجة، مُجهزٌ بأحدث التجهيزات الطبية، وتم تسمية المستشفى باسم المُمرضة (نجود الخيبري) تقديراً لجهودها رحمها الله تعالى، حيث تُوفيت بعد إصابتها بالفايروس أثناء عملها في الميدان.
• رفع السعة السريرية بالمستشفيات الحكومية والأهلية بالمنطقة خاصةً غرفَ العناية المركزة لاستيعاب المصابين بالفايروس المحتاجين للرعاية الطبية الفائقة.
• افتتاح مركزٍ للفحص المُوسّع، بقدرة إجمالية تبلغ 7 سبعة آلاف مسحةٍ يوميًا.
• افتتاح مختبرٍ متنقلٍ، بقدرة إجمالية تصل إلى 10 عشرة آلاف فحصٍ يومياً.
كما تابعت الجهاتُ المعنيةُ في المدينة المنورة، تطبيقَ البروتوكولاتِ الصحيةِ والتدابيرِ الاحترازيةِ، في المسجد النبوي الشريف، ومن بينها اشتراطَ الحجزِ للزيارة عبر تطبيق اعتمرنا، وذلك لضمان راحة وسلامة الزوار والمصلين.
وقال سموه :أيها الإخوة، كُلُّ تلك الإجراءات، ساهمت ولله الحمدُ في السيطرةِ على المنحنى الوبائي وانحسارِه بشكلٍ كبيرٍ، وبالتالي تهيأت الظروفُ الصحيةُ الآمنةُ والمناسبةُ، لزوار المدينة المنورة, بمُتابعةٍ وتوجيهاتٍ مُباشرةٍ من سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- للتيسير على قاصدي الحرمين الشريفين، وخدمتهم لأداء عِبادتهم بكل راحةٍ واطمئنانٍ.ونحن في المدينة المنورة نعمل على الاستفادة من هذه التجربة الناجحة التي أثبتت من خلالها الجهاتُ الحكوميةُ قدرتَها على التعامل مع كافة الظروف والحالات الوبائية التي قد تطرأ مستقبلاً – لا سمح الله – والخروجِ بتوصياتٍ ناجعة ودروسٍ مُستفادةٍ منها.واضاف :أصحاب المعالي والفضيلة،أُرحب بكم مُجدداً، وأُعلن عن بدء أعمال ندوة (جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا)راجياً من الله التوفيقَ والسدادَ لكل المُشاركين فيها.

كما أوضح صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود – أمير منطقة عسير- خلال مشاركته في ندوة (جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين) أن هذه الندوة توضح للجميع التنسيق الرائع والأفقي بين كافة القطاعات الحكومية، وهذا هو النهج الذي تسير عليه الدولة المباركة، حيث أديرت جائحة كورونا بطريقة لم يسبق أن أديرت بها جائحة في العالم بهذه الطريقة المتقدمة، وذلك تحت قيادة موحدة يقودها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز, وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله-.وأكد سموه في رسالة للجميع أن الجائحة لم تنته، وأن جهود المملكة العربية السعودية مستمرة وستستمر بكل قوة مع هذا التنسيق الكبير والمميز، مما يوضح للجميع أن المملكة قوية بقيادتها في حفظ سلامة الإنسان وأمنه، مشيراً سموه بأنه يعمل مع فريق عمل لمواجهة هذه الأزمة، والاستفادة من هذه التجربة العظيمة الحاصلة في الحرمين الشريفين، بحيث يتم تطبيقها في موسم الصيف القادم بإذن الله.

كما كان لسماحة مفتي عام المملكة كلمة ألقاها نيابة عن سماحته مقدم الندوة – عضو هيئة التدريس بجامعة نايف العربية- الدكتور سليمان بن محمد العيدي وذكر فيها: (أن خدمة ضيوف الرحمن نعمة عظيمة، منّ الله بها على هذه البلاد، ولقد اعتنت هذه الدولة المباركة بزوار بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي عناية عظيمة، وذلك استجابة لقوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ولأجل ذلك فقد تبوأت المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة في العالم، وأصبحت عنوانا لكرم الضيافة، وحسن الوفادة، واستطاعت أن تحقق مكانة مميزة في قلوب المسلمين في كل مكان).وذكر أن خدمة ضيوف الرحمن نعمة عظيمة، منّ الله بها على هذه البلاد، ولقد اعتنت هذه الدولة المباركة بزوار بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي عناية عظيمة، وذلك استجابة لقوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ولأجل ذلك فقد تبوأت المملكة العربية السعودية، مكانة مرموقة في العالم، وأصبحت عنوانا لكرم الضيافة، وحسن الوفادة، واستطاعت أن تحقق مكانة مميزة في قلوب المسلمين في كل مكان.وأضاف سماحته: كما أن قيادة المملكة العربية السعودية حرصت كل الحرص على تحقيق مصالح المسلمين، والحفاظ على كل ما فيه نفع لهم، ومحافظة على سلامتهم، وإبعاد كل ما فيه أذى لهم وإضرارا بهم مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وامتثالا لما أمر به النبي – صلى الله عليه وسلم- من (النصح لكل مسلم).واستكمل بقوله: انطلاقا من هذا المبدأ، لمّا نزلت جائحة (كورونا) سعت المملكة العربية السعودية في اتخاذ تدابير احتياطية ووقائية واسعة، وإجراءات احترازية كبيرة، للحد من انتشار هذه الجائحة بين المواطنين والمقيمين في المملكة، أو انتقالها من خارج حدودها، فأمرت بإيقاف السفر خارج المملكة والقدوم إليها، تحقيقا لقوله – صلى الله عليه وسلم – عن وباء الطاعون: (إذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأرْضٍ، فلاَ تَقْدمُوا عَلَيْهِ، وإذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ)، ومن تلك الإجراءات الاحترازية والوقائية، ما اتخذته الحكومة السعودية تجاه المعتمرين والزائرين في الحرمين الشريفين، سواء من داخل المملكة، أو من خارجها، والتي فيها حفاظ على سلامتهم، وتيسير لأداء مناسكهم من غير مشقة وعناء ، وكان من مقتضيات تلك الإجراءات الاحترازية تقليص عدد المعتمرين وزوار المسجد النبوي ، والتعامل معهم وفق ما تقتضيه متطلبات السلامة والوقاية من آثار هذا الوباء ، فقامت الأجهزة الرسمية بجهود مضاعفة في هذا المجال حيث تم إخضاع جميع القادمين إلى فحص فيروس كورونا المستجد قبل الوصول إلى مكة المكرمة، ووضعهم في الحجر الصحي في الفنادق عند الحاجة، وتم تزويدهم بجميع المستلزمات والأدوات المعقمة، والكمامات وغيرها من الأدوات اللازمة، وتم إقامة عدد من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة، وجهزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج عند حدوث أي حالة طارئة بينهم، كما تم تنظيم المعتمرين في الدخول إلى خطوط منتظمة مع مراعاة التباعد أثناء الطواف والسعي بين الصفا والمروة، وأثناء أداء الصلوات المفروضة.وأشار إلى أنه تم استخدام التقنية الحديثة بجميع أنواعها في خدمة المعتمرين والزوار من خلال تخصيص برنامج خاص يحمل اسم (اعتمرنا) للحجز من أجل أداء العمرة والزيارة والصلاة في الحرمين الشريفين، وتنظيم أعداد القادمين للحرمين ، وتسهيل دخولهم وفق جدول زمني مرتب، تفاديا لحصول تزاحم عند التوافد على زيارة الحرمين الشريفين.كما تم استخدام عدد كبير من رجال الأمن والموظفين، لتنظيم حركة المعتمرين والزوار أثناء الدخول والخروج، وأثناء تواجدهم داخل الحرمين الشريفين، وكل ذلك لأجل تمكينهم من أداء مناسكهم وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تسهل لهم أمرهم، وتيسر عليهم القيام بشعائرهم وعبادتهم، من غير عناء ومشقة.واختتم كلمته بقوله : جزى الله قيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسائر المسؤولين في الدولة، والقائمين على رئاسة شؤون الحرمين الشريفين على جهودهم المميزة في خدمة المعتمرين والزوار من ضيوف الرحمن خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناتهم يوم الدين.

ثم استعرض مقدم الندوة عضو هيئة التدريس بجامعة نايف العربية الدكتور سليمان بن محمد العيدي، جهود المملكة العربية السعودية، وجهود المشاركين، وقال: تهدف الندوة لإبراز جهود المملكة خلال جائحة كورونا، والعناية الفائقة التي تلقّاها الحرمان الشريفان وقاصدوهما من معتمرين وزائرين، والتعاون الكبير الذي تكاتفت فيه كافة القطاعات الحكومية لمنع وصد الجائحة عن ضيوف الرحمن.

ثم شارك في الندوة، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بكلمة عنوانها “جهود الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تمكين المعتمرين والزائرين من أداء المناسك وسط منظومة متكاملة من الخدمات”.حيث قال فيها: إن الجهود الاستباقية التي بذلتها المملكة في مكافحة كورونا، برهنت على أن المملكة أصبحت أنموذجاً يقتفى به في إدارة الكوارث والأزمات، والتصدي للجوائح والأمراض والأوبئة والملمات بكل كفاءة واقتدار، واحترافية ومهنية، وإن ما قامت وما تقوم بد الدولة –رعاها الله- من اتخاذ إجراءات احترازية وتدابير وقائية من أجل منع انتشار فايروس كورونا المستجد في الحرمين الشريفين، لتؤكد وتبين حرصها التام على سلامة المعتمرين والزائرين لإبقاء بيئة الحرمين الشريفين مثالية نموذجية، خالية من الأمراض والأوبئة، وما أتت هذه الندوة المباركة إلا امتداداً للرعاية الكريمة التي توليها القيادة الرشيدة –رعاها الله- للحرمين الشريفين وقاصديهما.وأردف: أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كانت ضمن الجهات الحكومية السباقة في اتخاذ قرارات استباقية في اعتماد تدابير احترازية، وإجراءات وقائية صارمة، لمواجهة الجائحة والحد من تفشيه، منذ الإعلان عن ظهور إصابات بالفيروس وانتشاره بالعالم، ولا تزال الرئاسة –بفضل المولى تبارك وتعالى- سيرتها العبقة ومسيرتها الوضاحة الغدقة، تتجذر في أعماق الإبداع والتميز في تقديم منظومة الخدمات المتألقة لقاصدي الحرمين الشريفين، كي يحملها مجد الزمان على جبهته غرراً، وتتقلدها قداسة المكان على لباتها درراً.وأشار الرئيس العام أنه منذ صدور الموافقة الكريمة بالعودة التدريجية للعمرة والصلاة بالحرمين والتي حققت مقصدين من مقاصد الشَّريعة: حفظ الدِّين من خلال إقامة الشَّعيرة، وحفظ النَّفْس من خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية؛ قد آلَتْ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النَّبوي على نَفسِها، وبِجَميع مُنْشآتِها ووكالاتها وإدَارَاتِها امْتشاقَ هذه الموافقة الأثيلة، مِشْعَلًا وضَّاءً في جميع شؤونها وقراراتها، وخِطَطِها ومَشاريعِها وبَرامِجِها؛ بتجنيدها جميع أجهزتها متخذة كافة التدابير الوقائية والاحترازية في تمكين المعتمرين والزائرين من أداء المناسك وسط منظومة متكاملة من الخدمات، ومن أبرز تلك الجهود:
1. تنظيم موظفي الرئاسة والوكالة لعملية تفويج المعتمرين والزائرين، وقياس درجة الحرارة قبل الدُّخول بالكاميرات الحرارية المطورة عالية الدِّقة، والتَّأكد من ارتداء الكمامات وتعقيم الأيدي وشرح الإجراءات الاحترازية وعملية التقيُّد بالمسارات الافتراضية، والملصقات الموضحة، بالحرمين الشريفين.
2. كما قامت الرِّئاسة ووكالتها لشؤون المسجد النبوي بإعادة ترتيب صفوف المصلين بمراعاة مبادئ التَّباعد الجسدي، وتحديد مسافة مترين بين كل سجادة وأخرى للصَّلاة؛ وثلاثة أمتار بين كل صفٍّ وآخر.
3. توظيف الذَّكاء الاصطناعي بالحرمين الشَّريفين بتدشين الروبوت الذَّكي، وبتدشين جهاز تعقيم السُّجاد بالأشعة فوق البنفسجية، وبتدشين جهاز التَّطهير والتَّعقيم بتقنية الأوزون، وتَجْمعُ هذه الأجهزة الذكية بين الكفاءة وسرعة الإنجاز، ما يعد خطوة مهمة في التَّطهير والتَّعقيم بشكل أسرع.
4. كما كثفت الرِّئاسة والوكالة بالتَّزامن مع العودة التَّدريجيَّة للزُّوار والمعتمرين أعمال توجيه ضيوف الرَّحمن خلال أداء النُّسك ومساعدتهم وتوجيههم بالعديد من اللغات العالميَّة على مدار السَّاعة منها (الإنجليزية، والفرنسية، والفارسية، والصينية، والبنغالية، والروسية، والتركية، والهوسا، والإسبانية، والبشتو، والبنجابية، والبلوشية، والتايلندية، والأوزبكية, والأردية).
5. تكثيف أعمال التَّطهير والتَّعقيم : هناك أكثر من (4000) عامل يقومون بغسل وتعقيم المطاف والمسعى بعد الانتهاء من كل فوج، ويتم استخدام (60000) ألف لتر من المنظفات والمطهرات يوميًا وهي ذات جودة عالية وصديقة للبيئة، وأيضا يتم تطييب المسجد الحرام بـ (1200) لتر من أجود أنواع المعطرات وذلك بشكل يومي، ويشارك في عملية التَّطهير (100) معدة غسيل حديثة ذات تقنية عاليَّة تعمل على مدار السَّاعة، وتم توفير مضخَّات تُحمل على الظَّهر لأعمال التَّعقيم، وتوزيع صبانات على مداخل أبواب الحرمين والمصليات.
6. تأمين ماء زمزم بتوفير أكثر من (38) ألف عبوة ماء زمزم يوميًا لضيوف الرَّحمن، بتوزيعها من قبل العاملين عن طريق نقل عبوات زمزم في حقائب محمولة على الظَّهر.
7. النَّشر الإلكتروني للمطويَّات التَّوعويَّة والوقائيَّة عن فيروس كورونا، وإقامة الدُّروس والمحاضرات والدَّورات عن بعد عبر منصة منارة الحرمين وحسابات الرِّئاسة بمواقع التَّواصل الاجتماعي.
وفي الختام أكد الدكتور السديس، أن الرِّئاسة العامة تمضي قُدمًا للعمل بالبُروتوكولات الوقائيَّة، وبتطبيق أعلى التدابير الاحترازية لما تحققه بعد مشيئة الله -عز وجل- من حماية للحرمين الشريفين وقاصديهما، ومنع دخول الفيروس وانتشاره فيهما، وكَم يُسْعِدُنا أنْ نُزجْيَ بالشَّكر الغَامِر، والتّقديِر الهامر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ولمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ولسمو أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ولسمو نائبيهما الكريمين على الجهود العظيمة المبذولة في التَّصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، وعلى الرِّعاية الفائقة والعناية السَّامقة للحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما، وتسخير الإمكانات الكبيرة، وتقديم الخدمات الوفيرة، وعلى ما تلقاه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومنسوبوها من كرم العناية وجزيل المعونة.وقال :حفظ اللهُ البلاد والعباد من كل سوءٍ ومكروه، ورفعَ الجائحة والبلاء والوباء والأدواء، وزادَ دولتنا أمنًا وإيمانًا، وسلامًا واستقرارًا، وجعلها سخاءً رخاءً، وحفظَ علينا قيادتَنا وأمننا ورخاءنا، وسائر بلاد المسلمين.

تلى ذلك كلمة وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وعنوانها”الخدمات الصحية في الحرمين الشريفين عناية فائقة ورعاية كريمة”.حيث أوضح وزير الصحة، الخدمات الصحية في الحرمين الشريفين عناية فائقة ورعاية كريمة؛وقال: إنه مما لا شك فيه أن العالم يعيش اليوم وضعًا اِسْتِثْنَائِيًّا، والمملكة العربية السعودية نهجت نهجًا فريداً في تعاملها مع الجائحة.وأشار الدكتور الربيعة أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله-، بين في حديثه أننا نعيش مرحلة صعبة ولكننا ندرك أنها مرحلة ستمضي، والمملكة مستمرة في مواجهة الجائحة.وتحدث الدكتور توفيق الربيعة؛ أن الجائحة فاجأت العالم، ولم تطرأ على أحد، حيث لم يتوقع أحد أن يتحول هذا الحدث الذي تم اكتشافه في مدينة ووهان الصينية إلى وباء.ولفت إلى أن هناك كثير من الدول لم تستطع التعامل مع الجائحة، والمملكة اتخذت أسلوبا فريدًا في التعامل معها، وأنشأت لجنة معنية تتابع الفايروس، نتج عنها توصيات اتخذت القيادة بناءً عليها عددًا من القرارات.وأضاف وزير الصحة أن المملكة قامت بمجموعة احترازات لحماية الجميع من الجائحة، وأنفقت بسخاء على القطاع الصحي، وتوسعت في أسرة العناية المركزة، كما اهتمت بتوفير فحص كورونا للجميع.واختتم الدكتور توفيق الربيعة مشاركته بقوله: إن كل هذه الجهود ساهمت في تقليل أعداد الإصابات، وبلادنا من أوائل الدول التي حصلت على اللقاح ومكنت الجميع من الحصول عليه بشكل عادل، ونقدر الجهود التي تمت في الحرمين الشريفين، كما نقدر جهد الرئاسة العامة لشؤون الحرمين والجهات المعنية فيهما.

 

بعد ذلك كلمة وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، وعنوانها “التقنية الحديثة والتطبيقات الذكية ودورها في تسهيل العمرة والزيارة”.تحدث فيها عن التقنية الحديثة والتطبيقات الذكية ودورها في تسهيل العمرة والزيارة منذ رصد انتشار جائحة فيروس كورونا العالمية في المملكة العربية السعودية.وأكد وزير الحج والعمرة على إسهامات التكامل والتعاون بين الجهات الحكومية لاسيما وزارة الصحة ووزارة الداخلية والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تقديم أفضل الخدمات المراعية للمعايير الصحية العالمية داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي، ونوه إلى أن المملكة العربية السعودية كانت ضمن أولى الدول في اتخاذ الإجراءات الاحترازية واتباع المعايير الصحية العالمية، وحرصها الواضح على سلامة وصحة الإنسان، مستشهداً بمواقفها الإنسانية العديدة التي كانت محط الأنظار والإعجاب العالمي ومنها ما فعلته تجاه المعتمرين المتواجدين في المملكة بعد التطبيق الكامل للإجراءات الاحترازية المشددة، حيث تم استضافتهم وتأمين كل سبل الراحة لهم إلى حين رجوعهم لبلدانهم.واستطرد الدكتور بنتن بقوله: وزارة الحج والعمرة كانت تعمل على مدار الساعة بالتعاون مع الجهات الأمنية والصحية ورئاسة شؤون الحرمين على خطط أداء الصلوات وفتح العمرة على ٣ مراحل، حيث تطلبت الاستعدادات إجراءات احترازية دقيقة، وتهيئة الحرمين من قبل الرئاسة، وتنظيم الحشود من قبل القوات الأمنية في الحرمين الشريفين.وأضاف: أسهمت البرامج التقنية ومنها تطبيق اعتمرنا البالغ عدد المستفيدين من خدماته ٩ مليون مستفيد في تيسير أداء النسك والعبادات بكل مهنية واحترافية، ومتابعة التقارير والمؤشرات لأداء الحج والعمرة، وتسخيرها لتوحيد وتطوير الخطط الدقيقة لشهر رمضان المقبل، ودراسة مستجدات الأوضاع الصحية التي تعمل عليها الوزارة بمشاركة الرئاسة وجميع الجهات الحكومية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن.

ثم كلمة مدير الأمن العام- الفريق أول الركن – خالد بن قرار الحربي،بعنوان(تكثيف الاحترازات الوقائية والجهود الأمنية لعمرة آمنة وزيارة مطمئنة).استعرض جهود رجال الأمن خلال جائحة كورونا حيث قال:صـــدر أمر ســـمو وزيـــر الداخليـــة -حفظه الله- رئيـــس اللجنة العليـــا للعمرة بتشـــكيل لجنة تنفيذيـــة ميدانية دائمة برئاســـة وزارة الداخليـــة، ممثلةً في الأمن العـــام والجهات المعنيـــة وهي (وزارة الحج والعمرة، الرئاســـة العامة لشؤون المســـجد الحرام والمســـجد النبوي، ورئاســـة أمن الدولة) مهمتها متابعة تنفيذ الأمر السامي الكريم، والتنســـيق مـــع جهـــات الاختصـــاص بمـــا يضمن تحقيـــق الســـلامة والأمن والاطمئنـــان على المعتمريـــن، وفـــق مراحـــل التنفيـــذ بمـــا فـــي ذلـــك الاســـتعداد والتهيؤ لاســـتقبال الحجاج القادمين مـــن خارج المملكة عبر محطات الوصول والتعامـــل معهـــم، وقد اتخـــذت اللجنة من مركز عمليات الحـــرم مقرًاً لها، وأعدت خطـــة ميدانيـــة بذلك.وأضاف: روعـــي فيهـــا تقســـيم الأدوار بين جهـــات الاختصـــاص لتنظيم حركـــة المعتمرين أثنـــاء الدخول والخروج من الحرم المكي الشـــريف، وإعـداد خطـة أمنيـة مرورية بداية من تكثيف الوجود الأمني على الطرق البريـة المؤديـة إلى منطقـة مكـة المكرمة، وتوزيـع مراكـز إعـادة الحيويـة والنشــاط المعروفــة بنقــاط التهدئــة، علــى الطــرق البريــة المؤديــة إلى مكــة المكرمة، وصـولاً إلـى مراكـز الضبـط الأمنـي المحيطـة بالعاصمـة المقدسـة، كمـا تـم التنسـيق مـع وزارة الحـج والعمـرة لتكليـف منـدوب من قبلهـم للتأكد مـن صحـة ونظاميـة تصاريـح العمـرة التـي حصـل عليهـا المعتمـرون، مـن خـلال تطبيـق (اعتمرنـا)، وبلـغ عدد المخالفيـن الذيـن تـم إعادتهـم مـن مراكـز الضبط الأمني لعـدم حصولهـم علـى تصاريـح عمـرة نظاميـة (1728) شـخصًاً و(536) مركبـة. واضاف:كمــا شــملت الخطــة تنظيــم وإدارة حركــة المــرور علــى الطــرق والأنفــاق المؤديــة للمســجد الحــرام، والمنطقــة المركزيــة، ووضــع نقــاط منــع وتحكــم في الحركــة المروريــة، وحركــة المشــاة فــي حــدود الطريــق الدائــري الثانــي للمركبــات، والطريــق الدائــري الأول للمشــاة باتجــاه المســجد الحــرام لمنــع وصـول المعتمريـن المخالفين، حيـث تـم ضبـط ( 1453) شـخصًاً كانوا ينـوون أداء العمـرة بطريقـة غيـر نظامية، كمـا تضمنـت الخطـة وضـع آليـة لتفويـج المعتمريــن والمصليــن إلــى المســجد الحــرام . وأشار أن وزارة الداخلية نفذت خطـة ميدانيـة للمشـاركة مـع الجهـات ذات العلاقـة فـي إدارة وتنظيـم حركـة الحشـود وتنقـل المعتمريـن داخـل المسـجد الحــرام، وذلـك مـن خـلال الرصـد والمتابعـة مـن مركـز عمليـات المسـجد الحـرام، وتمرير المعلومــات والملاحظــات علــى حركــة المعتمريــن إلــى جهــات الإشــراف الميداني أولاً بــأول. وبين بقوله :كمـا امتـدت أدوار رجـال الأمـن بالمسـجد الحـرام إلـى المشـاركة فـي إدارة الحشــود، والتأكــد مــن التقيــد بمواعيــد التفويــج، وكون الأعــداد وفــق المسـموح به لـكل مجموعة، وذلك بالتنسـيق مـع الرئاسـة العامـة لشؤون المسجد الحـرام والمسـجد النبـوي.وكما شــملت أدوار وزارة الداخليــة – أيضــًاً – وبالتنســيق مــع وزارة الصحــة مراقبــة تطبيــق لائحــة الحــد مــن تفشــي وانتشــار فيــروس كورونــا بيــن المعتمريـــن، والتأكـد مـن التـزام المعتمريـن بالتعليمـات الصحيـة المتعلقـة بذلـك، وتطبيـق العقوبــة المقــررة بحــق المخالفيــن للإجــراءات الاحترازيــة والتدابيــر الوقائيــة، فــي كلٍ مــن المســجد الحــرام والمســجد النبــوي الشــريف ، وبلــغ عــدد مــن تــم مخالفتهــم فــي المســجد الحــرام (9852) شــخصًاً لعــدم ارتــداء الكمامــة، و(2494) شــخصًاً لعــدم الالتــزام بالتباعــد الاجتماعي، أمــا مــن تــم مخالفتهــم فـي المسـجد النبـوي الشـريف فبلـغ ( 10898) شـخصًاً لعـدم ارتـداء الكمامـة، و(4168) شــخصًاً لعــدم الالتــزام بالتباعــد الاجتماعــي . وأوضح أنه لم يقتصـر دور وزارة الداخليـة علـى الأدوار الميدانيـة فـي حفـظ ومتابعـة الحالــة الأمنيــة والمروريــة للمعتمريــن، وتنظيــم مــا يتعلــق بتنقلاتهــم فــي محطــات الوصــول ومواقيــت العمــرة وحجــوزات الســيارات إلــى المســجد الحــرام أو المســجد النبــوي الشــريف. بـل تجـاوز ذلـك إلـى برامـج توعويـة متنوعـة تهـدف إلى رفـع مسـتوى الوعـي لمــن يرغــب بــأداء مناســك العمــرة للتقيــد بالأنظمــة والتعليمــات المتعلقــة باتبـاع الإجـراءات الوقائيـة والتدابيـر الاحترازيـة، والتأكيـد علـى أن رجـال الأمـن معنيـون بتطبيـق النظـام بدايـة مـن مراكـز الضبـط الأمنـي، مـرورًاً بخـط السـير الـذي سيسـلكه المعتمـرون، وصـولا إلـى المسـجد الحـرام والمسـجد النبـوي الشريف، وذلـك مـن خـلال الرسـائل النصيـة بالتنسـيق مـع شـركات الاتصـالات أو مـن خـلال حسـابات التواصـل الاجتماعـي والبرامـج التلفزيونيـة، وقد لاحظنا مـن خـلال التطبيـق الميدانـي ارتفـاعا ملمـوسا فـي مسـتوى الوعـي بأهميـة التقيــد بالأنظمــة والتعليمــات المختلفــة، وأن البرامــج التوعويــة قــد حققــت جـزءًا كبيـرا مـن أهدافهـا بحمـد اللـه. وأضاف: تـم إعـداد خطـة أمنيـة مروريـة لتنظيـم حركـة المـرور فـي الطـرق والمحـاور الرئيسـية التـي تـؤدي إلـى المسـجد النبـوي الشريف، كمـا تـم بالتنسـيق مـع الجهـات المختصـة متابعـة الحالـة الأمنيـة لزوار المسـجد النبوي الشـريف في نقـاط الفـرز المخصصـة لدخـول الروضـة الشـريفة، والعمـل علـى تهيئـة مناطـق الانتظـار الخارجيـة، ومراقبـة أعـداد المصليـن وفقـًاً للطاقـة الاسـتيعابية وبمـا يمكـن مـن تطبيـق الإجـراءات الاحترازيـة والتدابيـر الوقائيـة. ولفت إلى استعدادات المديريـة العامـة للجـوازات لتنفيـذ الأمـر السـامي الكريـم القاضي بالسـماح بعـودة العمـرة تدريجيـًاً فـي ظـل جائحـة كورونا، وذلــك بتوفيــر الطواقــم الإداريــة ذات الكفــاءة العاليــة للتعامــل مــع المعتمريـن القادميـن مـن خـارج المملكـة عبـر منافـذ الوصـول، والعمـل علـى ســرعة إنجــاز إجــراءات دخولهــم للمملكــة دون تأخيــر. وكمـا اسـتعدت كذلـك المديريـة العامـة للدفـاع المدنـي بعـدد مـن الخطـط الوقائيـة وخطـط الطـوارئ التـي تتطلـب التدخـل فـي أي وقـت متـى مـا دعـت الحاجـة، بحكـم أن جهـاز الدفـاع المدنـي معنـي بتحقيـق السـلامة للمعتمريـن فـي نطـاق إشـرافه ومهـام عملـه.

ثم اختتمت الندوة بكلمة للمستشار في الديوان الملكي – عضو هيئة كبار العلماء – إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، ألقاها نيابة عنه، مقدم الندوة،الدكتور سليمان بن محمد العيدي.اشاد بما تقدمه القيادة الحكيمة والجهات المختصة والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.وأكد الدكتور بن حميد، أنه قد تجلّى في هذه الجائحة تعاون الراعي والجهات المختصة بما فيهم العلماء في رسم الإجراءات الاحترازية والوقائية، بحيث عقدت اللقاءات المثمرة التي اجتمع فيها التصوير بطبيعة الجائحة وبيان أثرها على الأبدان وصحة المجتمع، وبيان للإحكام والقواعد الشرعية في العبادة والصحة والوقاية المنبثقة من النصوص الشرعية والإجراءات الاحترازية والوقاية العملية في فهم الصحابة والسلف في مجريات السياسة الشرعية لتحقيق المصالح ودفع المفاسد.وأوضح الشيخ صالح بن حميد أن هذا التعاون بين الجهات المعنية يأتي من أجل سلامة المجتمع، وأن ثقة المجتمع فيما يصدر من قرارات الدولة وتوجيهاتها وتعليماتها ظاهرة في انضباط المجتمع ولله الحمد، وإدراكهم للعناية التي ينشدها ولي الأمر -وفقه الله- في أمور الناس ومصالحهم، مراعيا في ذلك مقاصد الشريعة التي تلامس الفطرة السليمة والطبائع السوية، وهذا التواصل بين أصول تلك القرارات ومرتكز الشريعة ومقاصدها يبين مقام سياسة الدنيا بالدين، وبها تقر النعم وتزداد وتتبارك.وفي الختام سأل الدكتور بن حميد الله -عز وجل- أن يبارك في الجهود وينفع بها، وأن يقينا الشرور والفتن، وأن يسعى كل سائل للخير في هذه البلاد إلى نشر الشرع ونفع الخلق ورحمتهم.
ثم استعرض المشاركون التوصيات، وكرّم الرئيس العام لشؤون المسجد الرام والمسجد النبوي المشاركين وعددٍ من الشخصيات التي كان لها أثر واضح خلال الجائحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى