المقالات

الامتحانات

أيام قليلة، وتبدأ الاختبارات الدراسية المختلفة ..ومع بدايتها وحتى نهايتها وقبل ذلك، وإلى حين ظهور النتائج يعيش الطلاب والطالبات وأسرهم حالة استنفار كاملة؛ وكأنما أيام الامتحانات هي نهاية المطاف في حياة الإنسان فالجميع في خوف وترقب..يزيد من وتيرته هذا العام مايخيم على العالم بأسره من ظروف صعبة بسبب جائحة كورونا وعذاباتها وتعبها وآثارها..
وأعتقد أن هذا الخوف والترقب له سبب واحد لاغير ( الفشل) في الامتحان هذه الكلمة التي لانطيق سماعها..فالبعض بسببها لاينام ولايأكل وهو سارح منهك..ومقابل هذه الكلمة. .هناك كلمة سحرية جميلة اسمها(النجاح) ..وقمة النجاح عند الأهل هي في اجتياز السنة الدراسية، وبين هاتين الكلمتين يعيش الملايين من الطلاب في مختلف مراحل الدراسة أجواء الخوف والقلق.
ولعلنا نقول إن الطلاب والطالبات أيا كانت أعمارهم أو سنوات دراستهم معذورون فيما يعيشون من قلق لماذا لأن أسرهم وضعت للنجاح قيمة واحدة لاتتغير ولاتتبدل هي أن النجاح في الامتحان الدراسي يعني النجاح في الحياة، وأن الفشل أو الرسوب في الامتحانات النهائية يعني الفشل في الحياة..هكذا ببساطة..
والحقيقة أن للنجاح والفشل وجوهًا متعددة، وإن النجاح أو الفشل ماهما إلا تجربتان من تجارب الحياة الكثيرة، وإن الإنسان الواعي هو الذي يستطيع أن يخرج بحصاد جيد من هذه التجربة أو تلك..حصاد يمون انطلاقته، ويعطيه القدرة على الاستمرار والصمود..
وإن التجارب الإنسانية ماهي إلا نتاج العذاب والسهر والمتابعة، وهي أيضًا نتاج الحب وأن الفشل في الدراسة وفي غير الدراسة، وفي كل يوم هي تجربة يمر بها كل إنسان؛ فتتجدد عزيمته، وتقوى ثقته، ومعرفته بنفسه والناس..
ومن هنا يجب أن لانجعل للامتحانات تلك الهيمنة المسيطرة على نفوسنا وعقولنا؛ لأن ذلك يفقدنا إحساسنا بما نعمل ويفقدنا ثقتنا بأنفسنا، ويدخلنا في متاهات من الخوف لا مبرر لها..
فيا أيها الآباء والأمهات رفقًا بأبنائكم وبأعصابهم وبأعصابكم؛ وليكن الأمل ذخيرتكم التي تستمدون منها، والتفاؤل طاقة أفضل للابداع وللمستقبل.

جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى