الثقافية

الدكتور عايض الزهراني: السعودية هى الحصن الحصين، والحضن المكين للعرب والمسلمين

أكَّد د. عايض الزهراني، أستاذ فلسفة التاريخ النقدي، أن المملكة العربية السعودية هى الحصن الحصين والحضن المكين، للعرب والمسلمين احتلت مكانةً خاصة في قلوبهم ففيها نبي الأمة عليه السلام ومهبط الوحي، ونزول القرآن، ومهد الإيمان، وأرض الإسلام، ومنبع الدين، وقبلة المسلمين، وقلب العالم الاقتصادي، كما أنها محور أساسي استراتيجي لموقعها الجغرافي وتاريخها العريق الضارب في خاصرة التاريخ وعمقه.


وأضاف في ندوة (الوطن المنجزات والتطلعات) بمناسبة ذكرى اليوم الوطني٩١ التي نظَّمها نادي جدة الأدبي بمشاركة معالي أ.د.عبدالله المعطاني، عضو مجلس الشورى السابق، والأستاذ/ أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق، إن في تاريخ الإنسانية الطويل رجال وأحداث، رجال خلّدهم التاريخ وحفظهم من النسيان بما قدموه لمجتمعاتهم، وأحداث خلدها التاريخ لتأثيراتها الإنسانية.
أما الحديث عن العظماء والأساطير يبدو في أفضل حالة عصيًّا وعسيرًا لا سيما إن كانت سيرته سامقة مكثفة بالإنجازات العملاقة في شتى الميادين.

وقال إنه ففي مثل هذا اليوم المشهود والمزدان في جبين الوطن استطاع الملك المؤسس أن يرسِ أعمدة الخيمة السعودية الثلاث (توحيد – ووحدة – وعلم)؛ لأنه (داعية) ( وفارس) (وملك).
(توحيد) صافيًّا من الشوائب والوثنية سواء تمثَّلت الوثنية في مال أو علم أو سلطة أو هوى.
مؤكدًا أن الملك المؤسس حرَّك عقيدة لها مخزونها الراسخ وبُعدها التاريخي وقدرتها على التغيير وتحرك بها فغيرت، فبنى دولة وألهب عزائم رجاله على مساحة فسيحة من الوطن هي أقرب في الحقيقة لمساحة قارة، وأقام نظامًا قويًّا على الشريعة ثم تبني نظامًا يعتد بالقدوة، ويرتكز على العلم وهو طريق العصر الحديث.
ثم استلم مشعل الازدهار والتقدم من بعده أبناؤه العظام الملك سعود ثم الملك الفيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمهم الله-،
والآن يعتلي عرشها ملك الحزم والعزم والجزم الملك سلمان زعيم الأمتين، وخادم الحرمين الشريفين يمثل عن جدارة واستحقاق (ازدهار، وعزة، وكرامة وطن في رجل)، ولم تأتِ هذه التسمية من فراغ؛ لأن ضروبها زاخرة بالكثير من المشاريع العملاقة والإنجازات الضخمة وفق رؤية ترتكز على مفهومات عصرية؛ ليصبح الوطن كالبنيان المرصوص متلاحمًا وآمنًا يشع قوةً وتماسكًا.
ملك يقود شعبه بشوق عظيم، ويدفعه إيمان قوي بربه، فهو عاشق لرفعة وطنه، وما يؤديه في سبيل الارتقاء بالوطن في طريق حمايته وتطوره وإنمائه، ويؤكد ذلك قائلًا:
“المملكة العربية السعودية ماضية نحو تحقيق كل ما يعزز رخاء المواطن وازدهار الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره، والتيسير على المواطن لتحقيق مختلف المتطلبات التي تكفل به حياة كريمة بإذن الله”.

الملك سلمان قائد وصانع سياسات تتعدى تضاريس العالم الإسلامي؛ حيث قلب معادلات التاريخ، وغير تضاريس الجغرافيا، وسلك النهج الصحيح لتحقيق استراتيجية التنمية في القرن الحادي والعشرين؛ لتؤكد رؤيته المستقبلية المستنيرة لتحقيق الأهداف الكبرى والغايات النبيلة، وإحراز الخطوات الفعلية إلى طريق المستقبل بطرق مختلفة، وأخذ على عاتقه استكمال الإصلاحات الكبيرة مما نتج عنه العديد من المكاسب على أصعدة كثيرة، حضاريًّا وتنمويًّا وسياسيًّا، وازدادت المملكة في عهده بالانفتاح الواسع العميق على العالم لإيمانه بالحوار المسكون بالشفافية، والصدق في الظن، والولاء للثوابت.
مشيرًا إلى أنه في الوقت الراهن يجسَّد كل من خام الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله-، الغيرة الوطنية العربية والشعور بالمسؤولية الإسلامية، وأن يقدموا التضحيات كي تبقى المملكة قوية شامخة حاملة الرسالة الإسلامية، عاملة على تحقيق أهداف الأمة العربية والإسلامية، قادرة على إحباط ما يُحاك لها من المؤامرات الداخلية والخارجية”.
وقد اتخذ ملك الحزم والعزم والجزم والإنجاز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. القرارات التاريخية والتحالفات العربية والإسلامية المؤدية إلى وحدة الصف والكلمة في مواجهة التحديات التي تشهدها الأمة، وهذا ما يسعى إليه بالحكمة الرزينة والحنكة العقلانية، وبتوازن دقيق عميق محققًا مصلحة وطنه وأمته العربية والإسلامية.

وأكَّد الملك سلمان، رجل المرحلة الراهنة، حرصه على رقي العالم العربي ووحدته؛ حيث قال: “إننا من موقع مسؤوليتنا العربية والإسلامية، وانطلاقًا من دور المملكة العربية السعودية الإقليمي والعالمي، نؤكد حرصنا الدائم على لم الشمل العربي والإسلامي، وعدم السماح لأي يد خفية بأن تعبث بذلك، ونحن نتعاون مع إخوتنا وأشقائنا في دعم الجهود العربية والإسلامية لما فيه الخير والاستقرار”.
مؤكدًا أن هذا يدل على رؤية ملك الحزم على بناء الإنسان واستثماره، وأن الشباب هم المنجم للثروة الحقيقية، ويجب أن يكونوا فاعلين وشريكين في ملحمة النهوض وسيمفونية البناء، بإيقاع متناغم بروح وثَّابة شابة في قاعدة القيادة حتى يكون المستقبل مطمئنًا في الداخل والخارج ونستشهد بقوله:
“يجب على شبابنا أن يعرفوا كيف تكونت هذه الوحدة، المبنية على العقيدة الإسلامية، وحدة عربية إسلامية”.
مؤكدًا أن ما ذكره من مآثر خالدة ما هي إلا لمحات وقبسات مضيئة من إنجازات ملك الحزم فأينما التفت ميمنة أو ميسرة؛ فإنك تشاهد عظمة الإنجازات على تضاريس هذا الكيان الشامخ.
إننا كمواطنين في هذا البلد لا يسعنا إلا أن نقف بإجلال وإكبار وإعزاز وتقدير لتلك البطولات كما نتذكر جنبًا إلى جنب مع هذه البطولات المشاريع العملاقة التي سطرها بحروف من نور في سماء الوطن،
وهذا يجعلنا كمواطنين أكثر تفاؤلًا بالمستقبل الواعد المشرق، ونحن نتطلع جميعًا إلى كثافة في مجالات الخير والنماء والاستقرار والتلاحم الاجتماعي؛ لنصوغ الغد الأطهر والأفضل والأنبل والأمثل.
وختم البروف الزهراني حديثه بقوله: ننتهز في هذه المناسبة لنرفع أسمى آيات التهاني والابتهاج المفعمة بالتبريكات لمقامه الكريم، وسمو ولي عهده الأمين، والشعب السعودي سائلين المولى -عز وجل- أن يحمي هذه البلاد الطاهرة من كل سوء وشر وإرهاب وفساد، وأن ينعم علينا بنعمة الإيمان والرقي الازدهار؛ ولنحافظ على ما تحقق لهذا الكيان من مكتسبات عظيمة.

وفي نهاية الندوة كرم رئيس النادي الأدبي بجدة، الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي فرسان الندوة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اشكر الاستاذ الدكتور عايض الزهراني على ابداعه وماهي غريبه فامشاركاته دائما هادفه وبنائه حفظك الله وادام عليك الصحه والعافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى