المقالات

الاحتفال بيوم المرأة السعودية

احتفلنا والعالم قبل أيام بيوم المرأة العالمي، وبغض النظر عن رأي البعض عن هذا النوع من الاحتفالات إلا أنه لابد أن نعي جميعًا أننا جزء من هذا العالم نؤثر فيه ونتأثر به؛ فلا ضير إن أحسن العالم من حولنا أن نستفيد مما أحسن؛ فالحكمة ضالة المؤمن -أنى وجدها- هو أولى الناس بها، وإن أساء علينا أن نستنير بالدين ونستهدي بالفطرة السليمة ونُعمٍل العقل،

ونستبعد كل ما هو غير سليم بوعي ونضج وإدراك؛ فالاحتفاء بيوم المرأة العالمي يجب أن لا يكون تقليدًا لمجرد التقليد بل يجب أن يكون سلوكًا ذا هدف ومغزى، إن استثمار يوم المرأة العالمي لاستحضار دورها الريادي الديني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وإلقاء الضوء على إنجازات بنات الوطن في جميع المجالات لاستنهاض الهمم والتأسي بالرائدات والمبدعات، لهو ركيزة تظهر أن الاحتفاء ذو رؤية ومضمون، لقد تمتعت المرأة السعودية عبر تاريخها بالعديد من المقومات التي قادت نجاحاتها، كان على رأسها الثقة الكاملة في إمكاناتها وقدراتها وولائها، الأمر الذي قاد رحلة طويلة من الإجراءات الرصينة بدءًا من الثقة مرورًا بالإعداد والتدريب والتطوير وصولًا إلى التمكين الواعي المدروس الذي نتج عنه أجمل صور التمثيل الدولي والمحلي للمرأة السعودية، لقد حظيت المرأة السعودية بالثقة من قيادات المملكة العربية السعودية عبر تاريخها المجيد بجدارة واستحقاق كيف لا ومنا نورة بنت عبد الرحمن تلك السيدة التي سطرت ببسالة أجمل صور الجسارة والإيثار والتأييد؛ حيث كانت ذلك العضد الشديد لأخيها الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- في رحلة بناء وتأسيس المملكة العربية السعودية وليس أجمل من عبارته الشهير التي تشعُّ فخرًا بهذه السيدة الرائدة عندما يقول بكل اعتزاز عند الإقدام ومواجهة التحديات “أنا أخو نورة”، ومنا الملكة عفت بنت ثنيان الأنموذج الراقي الوعي المتوَّج بالشعور بالمسئولية والمثال الحي للمرأة السعودية المُبادرة؛ حيث أسست وبمجهود شخصي مدارس دار الحنان التي تخرج منها العديد من رائدات الوطن، والتي هي اليوم نواة جامعة عفت، ومنا ذلك الأنموذج الإداري الحضاري الفريد سمو الأميرة الجوهرة آل سعود مديرة جامعة الأميرة نورة سابقًا التي قادت الجامعة باحترافية واقتدار، ومثّلت القيادة النسائية الرصينة بجدارة وتفرد لتكون جامعة نورة مفخرة التعليم العالي في المملكة، واليوم تشهد المرأة السعودية عصرها الذهبي من الثقة والدعم والتمكين في عهد ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبد العزيز -رعاه الله- والأمير محمد بن سلمان رائد التغيير انطلاقًا من القرارات الرائدة القوية وغير المسبوقة من خلال سن العديد من الأنظمة الإدارية والقضائية التي تخدم تمكينها ابتداءً من السماح لها بالانتخاب والترشيح للمجالس البلدية 2015 مرورًا بتطوير نظام العمل والتأمينات الاجتماعية ونظام الأحوال المدنية والتشريعات العدلية، واستحداث نظام المرور ولائحته التنظيمية ونظام التحرش الذي تزامن مع قرار السماح لها بقيادة المركبات لضمان أمنها وسلامتها، وتطوير نظام الوثائق والسفر ونظام التجارة والخدمات الدولية وتوسيع مشاركتها في سوق العمل بقطاعيه العام والخاص لضمان استقلالها المادي والاجتماعي، لقد تمكنت المرأة من خلال هذه القرارات الداعمة من تمثيل الوطن محليًا ودوليًا خير تمثيل؛ فكانت محليًا تلك الفاعلة في مجال التعليم والطب ومجلس الشورى الغرف التجارية البنوك والمصارف والسلك الأمني المجالس البلدية والبلديات، ودوليًا من خلال تمثيلها للوطن في الأمم المتحدة ووكالة ناسا لعلوم الفضاء والملحقيات الثقافية والتمثيل الدبلوماسي كسفيرات في كلٍّ من الولايات المتحدة والنرويج، ومن هذا المنبر أقترح إطلاق مُبادرة وطنية تحمل عددًا من التواريخ الهامة في حياة المرأة السعودية واعتماد التاريخ الأكثر تأثيرًا، والذي شكَّل فارقًا في حياتها؛ ليحتفل فيه الوطن بيوم المرأة السعودية، وأكاد أجزم أن هذا الاحتفال هو الأول من نوعه على مستوى العالم، وتستحق المملكة العربية السعودية هذه الريادة، وحق للسعوديات أن يحتفل الوطن “بيوم المرأة السعودية”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بارك الله بك ابنة مكة البارة ورفع قدرك ووهبك من جزيل عطاياه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى