عبدالله احمد الزهراني

زودوها حبتين

تخدعنا الحياة بزينتها وبعض الدعايات المضللة، ولكن سرعان ما نتفاجأ بالواقع الأليم، والحال القديم. كل ما أردنا التطور مع ثورة المعلومات والعالم الرقمي، ونتطلع لمعرفة ما يدور في المريخ وزحل، إلا أن بعض المواقف اليومية تشغلنا بمتابعتها وتُعيدنا لعشرات السنين، نستعرض معها الأمثال الشعبية، ومنها “أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي”.
تذكرت هذا المثل، وأنا أقرأ خبرًا مفاده، “تفقد معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، بحضور قيادات المطار،…إلخ”.

الحقيقة زيارة معاليه جاءت متأخرة وباهتة في نظر البعض، خاصة أنها في نهاية موسم العمرة، وبعد صياح المسافرين السعوديين  من غلاء أسعار تذاكر الطيران، الأمر الذي اضطرهم للسفر للدول المجاورة للحجز منها والعودة إلى بلادهم.

لم أكن أرغب الحديث عن (موضوع ارتفاع أسعار التذاكر وتنقّل المواطنين من دولة لأخرى) لولا الفضول الذي قادني لمعرفة “الخدمات اللوجستية” التي وقف عليها معاليه في المطار ومن هم المستفيدون منها؟ والسؤال الأهم ما هو دور قيادات المطار؟ وأين هم عن ارتفاع أسعار التذاكر؟

ألتمس العذر لانشغال المسؤولين بأسطول الشركات الكبير في مطاراتنا، وألتمس لهيئة الطيران المدني انشغالها بإطلاق ⁧‫”مؤتمر مستقبل الطيران”‬⁩ في ٨ شوال القادم والذي سوف يكون بحضور نخبة من ممثلي قطاع الطيران المدني حول العالم، ويصاحبه جلسات حوارية بمشاركة أكثر من 120 متحدثًا، مما أنساهم متابعة خدمة المسافرين من أبناء الوطن، الأمر الذي جعل “هوامير التذاكر” يسارعون في رفع الأسعار في غفلة من الهيئة والتي عبّرت عن ذلك في بيان لها يقول محتواه: ‫”لاحظنا ارتفاعًا في بعض فئات التذاكر الجوية وسنتخذ إجراءات لمراجعة تسعيرة النقل الجوي..الخ“. وكأن الهيئة تقول للمسافرين:امسحوها في وجهينا. بينما المسافرون (الغلابة) عن طريق البر، والذين حرمتهم التذاكر المتضخمة من ركوب الطائرة، فضّلوا الاستماع لفنان العرب “محمد عبده”، ويرددون معه: “زودوها حبتين”.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. فعلا تضخم -غير مبرر- في حين المفترض أن يكون الهدف الرئيس تقديم خدمة بسعر منافس و في متناول الجميع لتحقيق رضا المتعامل، ولتكون الخطوط إحدى القنوات الخدمية التي تحقق الرفاه للمواطن سيما الرحلات الداخلية التي تخدم شريحة الموظفين والمراجعين وكذلك السياحة المحلية.. نتمنى أن تكون المراجعة عادلة تكبح ذلك الغلاء المبالغ فيه!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى