عام

طريق #المندق #الباحة فواجع ومواجع؟!

هناك طرق لا تعرف الرحمة، ولا تفرق بين أرواح مرتاديها صغارًا كانوا أم كبارًا رجالًا أم نساءً، بل إنها تنشب أظفارها في كل لحم حي يمر عبرها، ومن هذه الطرق التي باتت شبحًا يخطف الأرواح بشكل يومي طريق الباحة المندق الذي حصد أرواح الكثير من مرتاديه منذ افتتاحه قبل أربعة عقود؛ وذلك بحسب إحصائيات الهلال الأحمر والدفاع المدني والمرور بالمنطقة، وبحسب ما ينشر من أخبار مؤلمة عن ضحاياه اليومية في كافة وسائل التواصل الاجتماعي؛ خاصة إذا ما علمنا أن هذا الطريق يعد من الطرق الحيوية التي تربط الباحة بعدة محافظات يمر عبرها هذا الطريق، وتقع عليه كثافة مرورية كبيرة سواءً في أوقات الدوام الرسمي للموظفين والطلاب، أو في وقت الإجازات، وقدوم المصطافين للتنزه في المنطقة.

وكلنا يعلم أهمية الطريق السياحي الذي يمتد من الباحة وحتى محافظة بني مالك شمالًا؛ كونه يخدم عشرات القرى ويعتبر ممر عبور هام لسيارات المواطنين والمسافرين، إلا أن الجزء الذي يربط الباحة بالمندق يعد الأكثر خطورة نظرًا لكثرة القرى التي يمر عبرها هذا الطريق والمنعطفات والتقاطعات الخطيرة التي تتربص بسائقي السيارات لا سيما في أوقات الضباب في فصل الشتاء، واكتظاظه بالسيارات في فصل الصيف مما يؤدي إلى زيادة في الحوادث المرورية المؤلمة مع العلم أن طول هذا الطريق لا يتجاوز ثلاثين كيلومترًا، وهي المسافة الممتدة من مستشفى الملك فهد وحتى محافظة المندق، وعلى الرغم من هذه الكثافة السكانية ورغم كثرة المطالبات من قبل الأهالي والوعود من قبل الوزراء والمسؤولين لتنفيذ ازدواجية هذا الطريق، إلا أن شيئًا من ذلك لم يحدث حتى الآن ؟!

وختام القول؛ فإن كل ما يريده العابرون لهذا الطريق أن يعود الابن للبيت بعد خروجه وهو في صحة وسلامة، وأن يهتف الأبناء فرحًا عند فتح باب المنزل لقدوم أبيهم، وأن تحتضن الأم أبناءها بعد عودتها من مقر عملها، وذلك لن يتحقق بعد مشيئة الله -عز وجل- إلا باعتماد ازدواجية هذا الطريق الحيوي الذي رُسم من سنين على الورق ولم نرَ له أثرًا على الواقع. مع الأخذ في الاعتبار أن أي حلول مؤقتة ليست أكثر من مسكنات لخطر كامن يتربص بالعابرين لهذا الطريق السياحي الذي أطلق عليه الناس مسمى طريق (الموت).

وخزة قلم:
الطريق ليس لديه لسان يتحدث به، ولكنه يبعث برسائل لكل المسؤولين حبرها من دماء مرتاديه في كل صباح ومساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى