التقنية والإعلام الجديدتحقيقات وتقاريرعام

خبراء لـ”مكّة: نحذّر من الابتزاز العاطفي ومن الضروري تحديد وقت للتصفح

ثورة المعلومات تهدد الأطفال والمراهقين.. ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي

محمد بربر- في ظل الثورة المعلوماتية العملاقة التي بات العالم يعيشها تظل هناك آليات لحماية الأطفال والمراهقين من المخاطر الناجمة عن التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما مع انتشار الإنترنت والتحول إلى العولمة، فالعالم الافتراضي الذي يشغل عقول الأطفال والمراهقين قد يؤدي – بحسب خبراء – إلى الاكتئاب والاضطراب النفسي أو التعرض لأفكار شاذة أو الابتزاز، كما أن الفترة التي يقضيها المراهق في العالم الافتراضي تؤدي إلى خلق فجوة بين المتخيل والواقع لا يتيح له عمره الصغير التأقلم معها.
إدمان منصات التواصل الاجتماعي
وشجعت الهواتف الذكية الكثيرين على إدمان منصات التواصل الاجتماعي وربما يؤدي ذلك إلى التعلق الشديد بأشخاص وهميين أو نجوم وسائل التواصل، في الوقت الذي يجب فيه على الأسر اكتشاف شخصيات أطفالهم والعمل على تطويرها ومنحهم الهوية الخاصة بهم ما يجعلهم يشعرون بالاتزان والاستقرار، لكن الأمر يحتاج إلى الكثير من اليقظة والذكاء في التعامل مع صفحات الإنترنت بعد أن أصبحت ساحة مفتوحة لجميع الأعمار.
وبحسب دراسة حديثة، فإن المحتويات الكرتونية غير اللائقة تستقطب اهتمام العديد من الأطفال بالرغم من احتوائها على مشاهد خارجة وأخرى تدعم القتل والعنف، ويعتقد الخبراء أن مستخدمي الإنترنت من الأطفال والمراهقين ليسوا على استعداد بعد لتلقي معلومات ضخمة تتدفق إليهم من شبكات التواصل الاجتماعي، وأكثر ما يعجب الأطفال في التواصل عبر شبكة “الإنترنت” هو عنصر المجهول، فالأطفال يمكنهم التواصل مع أي أحد وكثيراً ما يقع الأطفال فريسة الابتزاز، ويصبحون ضحايا سوء الاستغلال الجنسي للشواذ والمنحرفين.
البحث عن المجهول و الابتزاز
تقول الدكتورة رضا البهي، أستاذ علم النفس، إنه من الضروري مشاركة الطفل في اختيار الأصدقاء والتعرف على أسرهم والتفاهم بشأن أسلوب تنشئة الأطفال وتدشين جسور المحبة والصراحة والنقاش والاحترام المتبادل والتوجيه غير المباشر وتوعية الطفل بمواصفات الشخصية السوية وتعليمه قيم الخير والحق والجمال، والصفات التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان من الأمانة والكرم والصدق والشجاعة، إلى جانب ملاحظة الطفل ومتابعته أثناء ممارساته اليومية في المنزل أو خارجه.
ودعت البهي إلى سن قوانين تجرم استغلال الأطفال بأي شكل من الأشكال؛ حفاظا على سلامتهم النفسية والاجتماعية مستقبلا، وكذلك تفعيل نظام الحماية من الإيذاء بشكل أكبر، من خلال العديد من العقوبات الرادعة ونشر الوعي خاصة بين الأطفال وأولياء الأمور.
المخاطر الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي
ويؤكد الدكتور إبراهيم فايق، طبيب نفسي، على أهمية متابعة ومراقبة استغلال الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن دراسة حديثة كشفت أن الأطفال يتعرضون لخطر “عاطفي كبير” على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً، يشعرون بقلق متزايد إزاء صورتهم ومظهرهم على الإنترنت، وأن بعضهم أصبحوا يعانون من إدمان مواقع التواصل، ووسائل التواصل الاجتماعي لا تقوم بدورها إزاء منع الأطفال تحت سن الثالثة عشر من استخدام منصاتها، فضلا عن تحديد المخاطر الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل عدم قبول دعوة صداقة من أشخاص غير معروفين، والابتعاد عن تحميل بعض الملفات غير القانونية “موسيقى، أفلام”، وكذلك تفادي نشر تدوينات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء الأطفال الحقيقية.
التكنولوجيا الرقمية حقيقة غير قابلة للزوال
ودعت المنظمة المعنية بالطفولة في الأمم المتحدة (اليونيسف) شركات التقنية العالمية إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات، لحماية مستخدمي الانترنت من الأطفال، وقالت المنظمة، في تقريرها السنوي الرئيسي، إنه بالرغم من أن الأطفال يمثلون ثلث مستخدمي الإنترنت، إلا أن جهودا ضئيلة تبذل لحمايتهم من مخاطر العالم الرقمي. وأشارت إلى أن أكثر من 170 ألف طفل ينضمون إلى مستخدمي الإنترنت كل يوم.
ويقول المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسف، أنتوني ليك: “التكنولوجيا الرقمية حقيقة غير قابلة للزوال من حياتنا. في عالم رقمي نحن نواجه تحديا مزدوجا، وهو كيف نقلل من أضرار الإنترنت ونعظم من فوائده لكل طفل”.
وتقترح المنظمة أن تمنح المواقع الإلكترونية الأطفال أقصى درجات إعدادات الخصوصية بشكل افتراضي عندما يفتحون حسابات لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وأشار التقرير إلى أن الانتشار الواسع للهواتف النقالة جعل الوصول إلى الإنترنت، بالنسبة لكثير من الأطفال، أقل خضوعا للرقابة، وربما أكثر خطورة.
نصائح عامة في استخدام أدوات شبكات التواصل الاجتماعي
يجب تنبيه الطفل إلى استخدام كلمات سر آمنة في شبكات التواصل الاجتماعي. إذا تمكن شخص آخر من الوصول إلى حساب فسيمكنه النفاذ إلى الكثير من المعلومات ومن الضروري فهم إعدادات الخصوصية المبدئية في موقع شبكات التواصل الاجتماعي وتعلم كيفية تغييرها، مع الحرص على استخدام حسابات وهويات مختلفة أو أسماء مستعارة مختلفة للحملات والأنشطة المختلفة. والحذر عند استخدام شبكتك الاجتماعية في أماكن الإنترنت العامة والحذر من وضع معلومات أكثر من المنطقي، والتنبيه إلى مدى أمان ملفات الأطفال في موقع التواصل الاجتماعي. دون الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي لتكون المستضيف الأساسي في تخزين الملفات أو المعلومات.
وتطلب مواقع التواصل الاجتماعي قدرا لا بأس به من البيانات الشخصية حتى تسهّل على الآخرين العثور على صاحب الاتصال، قد يكون أخطر ما يشكله هذا على مستخدمي تلك المواقع احتمال تزوير الهوية، وهو انتهاك زاد تكراره.
النقاش والصراحة والنقاش حول التجارب المختلفة
ومن الضروري تعريف الأطفال كلٌ حسب عمره بمخاطر الإنترنت، وتعليمهم كيفية التعامل الآمن مع الإنترنت، كما يجب الاتفاق على استخدام الطفل لجهازه اللوحي أو هاتفه تحت المراقبة من حين لآخر، والتحاور مع الأطفال عن التجارب المختلفة على الإنترنت، وتشجيع الأطفال على النقاش والصراحة وإخبار ولي أمر عن أي حدث غريب أو مشبوه قد يتعرضون له أثناء تصفح الإنترنت، والاتفاق مع الأطفال على الأشياء المسموحة والأشياء الممنوعة على الإنترنت، كما يمكن عمل مراجعة دورية للمواقع التي يزورها الأطفال والمحادثات التي أجروها وتركيب برامج الحماية من الفيروسات والبرامج الخبيثة وتحديثها بشكل دوري، ويجب تخصيص وقت محدد لاستعمال الإنترنت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى