المقالات

الادخار مطلبٌ

قبل أيام احتفل العالم باليوم العالمي للادخار الموافق ليوم 31 أكتوبر من كل عام، ولم تأخذ هذه المناسبة حقها من المتابعة والاهتمام، ورغم أهمية المال وأن الله تعالى قرنه بالبنين، وجعلهما زينة الحياة الدنيا إلا أن القليل يهتم بادخار المال ويضع له الخطط العلمية والعملية، والأقل الذي ينفذ تلك الخطط، ولأهمية المال وأثره رتب الله عليه سؤالين في يوم القيامة ففي الحديث (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه..) ولقد أوضحت إحصائية أعدها مجلس شؤون الأسرة بالمملكة أن حوالي 55٪ من السعوديين لا يهتمون بالادخار.
والعالم يحتفي بيوم الادخار كل عام لرفع مستوى الوعي بأهمية الادخار كُونه يساهم في تنمية الاقتصادات، ويعزز من فرص التنمية داخل المجتمعات، ويمكن الأفراد من تحقيق أهدافهم، ويوفر لهم الاستقلال المالي، ويعتبر بمثابة تأمين للمستقبل ومواجهة حالات الطوارئ.
وقد سبق القرآن الكريم لهذا حين ذكر لنا ما فعله يوسف -عليه السلام- لمواجهة المجاعة القادمة على مصر في ذلك الوقت (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ … )
وإن مما يساعد على الادخار الآتي:
– الوعي بأهمية الادخار وأثره، وما يمكن أن يحققه من أهداف.
– أن يحدد مصارف ومصروفاته بدقة ولفترة زمنية محددة بشكل سنوي أو ربع سنوي أو شهري.
– الإعداد لبرنامج دائم للادخار والكل بحسب دخله وإمكاناته، ولا يستقل المال المدخر مهما قل طالما كان دائماً؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع.
– أن تساهم جهات الأعمال بالمساعدة على الادخار، وفتح القنوات الادخارية مع البنوك والمؤسسات وفق آلية معتمدة رسمية.
– استصدار الأداة القانونية المنظمة لذلك؛ لدعم الثقة في الأوعية الاستثمارية.
– ولأن الدولة مصدر ثقة فإن قيام وزارة المالية والبنك المركزي بالإشراف وتنظيم الادخار للأفراد أمر في غاية الأهمية؛ لأن أكثر ما يشجع الناس على استثمار أموالهم الثقة في الوعاء الاستثماري، وشرعية هذا الاستثمار ونظاميته.
ويعتبر الشعب اليابانى من أكثر الشعوب ادخارًا؛ إذ يُمثل الادخار جزءًا من الثقافة اليابانية.
فهل نشاهد برامج عملية لجميع شرائح المجتمع دون تحديد الحد الأدني للادخار؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى