المقالات

الرخصة المهنية للمعلمين و المعلمات .. تعزيز أم تعجيز .!

للاختبارات المهنية أهمية كبيرة جداً في الحياة العملية في جميع المجالات والقطاعات، وذلك من الأمور المسلم بها في جميع الدول، و التي تسعى إلى الرقي والتطور، و نحن على ثقة أن مثل هذه الاختبارات وضعت من أجل تجويد وتحسين بيئة العمل، و تجويد الاداء الذي لا يقل أهمية عن تجويد وتحسين بيئة العمل.

لن اقدم كثيراً لهذا المقال ..!!

فما استمعت إلية ممّن تقدموا للاختبار  من المعلمين و المعلمات، و ما شاهدناه خلال أربعة أيام  للاختبارات المهنية من خلال ردة فعل من خاض تجربة اختبار الرخصة المهنيةالتخصص و العامو مدى امتعاض الكثير منهم جراء فرض اختبارات مهنية لا تمت لواقع التعليم بصلة إلاّ كذر الرماد في العيون، وذلك عبر التفاعل في منصة تويتر في شتى مدن المملكة في هشتاق يحمل وسم #اختبارات_الرخصة_المهنية ، عبر الكثير منهم : بأنه لا يمكن أن تكون الألغاز والاراء التي تختلف من شخص إلى أخر و التي لايمكن اتفاق عشرة أو عشرين شخص بأنها إجابة صحيحة أن تكون هي المقياس الحقيقي لمنح رخصة المهنة للمعلم، و لا يمكن أن تكون آراء فلسفية  هي المحك ..!

كل ماتم في الأيام السابقة في اختبار الرخصة المهنية لا يتفق الكثير أن تكون محكات تحكيم حقيقية لمنح الرخصة المهنية لواقع التعليم و المعلمين ، و إنما هي نظريات اختلفت من عالم إلى أخر و عكفوا على دراستها أعوام طويلة، وخاضوا فيها تجارب بين التوجه العلمي و الفلسفي بالدراسة على الحيوان و الإنسان؛ ليخرجوا لنا بعدة نظريات متنوعة لحالات الانسان وسلوكه في جميع مراحل حياته بين النظرية السلوكية التي تنوعت بين  الارتباطية التي من اشهر منظريها : “بافلوف ، وجون واطسون ، وادون جثري ، و ولياماسبنسر “، و الوظيفية التي من اشهر منظريها : ادورد ثورنديك ، و كلارك هل ، و بروسسكنر ، و باندورا .

و من ثم جأت النظريات المعرفية ومنها : النظرية الجشطلتيه ، و نظرية جان بياجيه فيالنمو ، و تظرية ادورد تولمان في معالجة المعلومات .

لك أن تتخيل أن على المعلم إدراك جميع ما دار في تلك النظريات من اختلافات و آراء وتقسيمات و تفريعات، علاوة على واجبه و أولوياته و هي الالمام ببنود سياسة التعليم، وأهداف التعليم، واخلاقيات التعليم، و قيمه الفكرية، و المعرفية، و الاخلاقية، و المهنية.

على المعلم أن يكون له مسبار عالماً بخفايا النفوس، و بحالات الفرد النفسية والسلوكية والمعرفية والاخلاقية ، عليه أن يدفع بكل ما أوتي الفرد للتعلم ، عليه أن يكون ذو همة وعلى استعداد تام ليسخر جهده ووقته وماله وعدته وعتاده ، عليه أن يكون نشيطاً يقضاً يتحدى في نشاطه حتى انشط التفاعلات الكيمائية ليفكك ماتبقى منه إلى جزيئاته، عليه أن يكوّن علاقات مهنية واجتماعية ونفسية مراعيا الظروف المناخية وتقلبات الجو الشتوية والربيعية والصيفية والشتوية..عليه أن يكون عالما بالفلك و الفضاء وبرامج الحاسوب بمختلف  أنواعها و مستوعباً لطرق“ويكوف” في التحليل و الرسوم البيانية و الكسر الوهمي الهبوطي و المؤامرة المبعثرة ،وخطوط الدعم و المقاومة والقطاعات الدائرية ، ومخطط الفسيفساء ، والهرم السكاني ونسيج العنكبوت أو الشمسي ، و مخططات “جانت”، و المخطط الهرمي و الشلال والتحكم و القرار الثنائي ، والجداول البيانية كـ : جداول “باريتو” … …عليك أن تتخيل ذلك كله وأكثر.!

و ماذكرته ما هو إلا متطلب للاستعداد للدخول في اختبار الرخصة المهنية ولن يكون ذلكطوق نجاة من الوقوع في الخطاء أمام أسئلة المقياس التعجيزية للمعلمين والمعلمات ..!

موسوعة فلسفية تحتاج إلى دراسة مكثفة تعادل درجة الماجستير على أقل تقدير ، ليجتاز المعلم أو المعلمة وإلاّ فأن المعلم سيدخل لتك الاختبارات تائه في دوامة..!

بين الواقع الملموس، والممارسة، و الخبرة السابقة، و الشهادة التي حصل عليها من الجامعة ، و الدورات التدريبة التي التحق بها أثناء عمله ، فذلك كله في مهب الريح إذا لم يكن عالماً في جميع التخصصات.

الجمع شاهد ألية وضع الأسئلة و صياغتها و إجاباتها  و لهم الحكم في ذلك..!

حتى أن عدد ممّن هم  اساتذة في المناهج و طرق التدريس اعطوا 60 % إجابات خاطئة حسب  أسئلة و ألغاز الهيئة في اختبارات الرخصة و إجاباتها..!

و أثيرت العديد من الأسئلة التي طرحها من خاض مغامرة اختبار الرخصة المهنية عبرمنصة تويتر :

هل الاختبار تعزيز للمعلمين و المعلمات أم تعجيز يحول بينه وبين الحصول على الرخصةالمهنية ؟

ما المعيار لاحتساب الدرجة ..؟

هل أصبحت الاراء و وجهات النظر من معايير الإجابة ؟

أين الموضوعية، ودرجة الصدق و الثبات في الأسئلة ؟

مامدى ملائمة الاختبارات لواقع التعليم و تخصصات المعلمين و علاقتها بالمناهج الدراسية؟

وبعد كل ذلك كله في حال لم يحقق المعلم الدرجة المطلوبة للحصول على الرخصة المهنية في أكثر من محاولة ؟!

ما الآثار السلبية المترتبة على ذلك والتي تنعكس على بيئة التعليم بصورة عامة.!؟

ماذا لو استبدلت تلك الاختبارات المهنية بدورات تدريبة مهنية للمعلمين والمعلمات مطولة أو مكثفة مسائية بالشراكة بين كل من وزارة التعليم والمركز الوطني “قياس” و في نهاية الدورة يتم اختبار المعلمين و المعلمات ضمن محاور و منهجية الدورات التدريبه المهنية؟

في رأيّ الشخصي ستكون ثمارها و عوائدها أكثر بكثير بكل المقاييس في تجويد وتحسين القدرات و الاداء للمعلمين و المعلمات، و اكتساب الخبرات التربوية و المعرفية والاجتماعية و المادية.

و أخيرا بعد مكابدة المعلمين و المعلمات للاختبارات التخصصية و العام الخاصة بالرخص المهنية أصبح لدي الكثيرين قناعة تامة أن ما يحدث غير صحيح وغير مهني بتاتا..!!

يتسأل الكثير هل يصل القائمين في المركز الوطني “قياس” و هيئة تقويم التعليم إلى تلك القناعة لتغيير التوجه في بناء الأسئلة .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى