الثقافيةحوارات خاصة

الشاعر والإعلامي النمر: على الشعراء مواكبة التحول الوطني والصحافة الثقافية في المملكة متميزة

الدمام- يُعتبر الشاعر والكاتب والإعلامي والفنان التشكيلي “منير النمر” واحدًا من نجوم الشعر الفصيح والشعراء الحداثيين المعروفين في المنطقة الشرقية خاصة والمملكة عامة؛ نظرًا لتجربته الشعرية المتميزة.
حيث أطلق عليه الناقد مصطفى أبو الرز “الجواهري الصغير”. صحيفة “مكة” الإلكترونية التقت الشاعر والكاتب؛ فكانت هذه الأسئلة والأجوبة من القلب إلى القلب. فماذا قال النمر؟ وكيف رد على أسئلة “مكة” التي حاصرته من كل الزوايا.. نقرأ سويًا..

كيف ترى واقع الساحة الأدبية في المملكة؟ وما هو تقييمك لتجربة شعر التفعيلة؟
– تنتعش ساحتنا الأدبية، وتعج بالكثير من الأدباء المتميزين ويحصل الأديب السعودي على أقوى الجوائز في الوطن العربي في مجالات مثل: القصص والرواية والشعر، ولدينا في محافظة القطيف مؤتمر الأدب العالمي الذي سيتم إنشاؤه، وهو مؤتمر دولي يؤكد وجود قوة أدبية في المملكة.
وفيما يخص شعر التفعيلة، إنه فضاء رحب كسر روتين الشعر العمودي؛ وذلك لا يعني أن الشعر العمودي أفل ومات بل على العكس كل مجال له فنه وأسلوبه.

ماذا قدَّم شعراء الفصحى في المملكة والخليج في شعر التفعيلة؟ وما هو سبب عدم قبول الجمهور لشعر التفعيلة مثل الشعر العامودي (صدر وعجز) …
– يوجد في المملكة شعراء بارزون ليس على مستوى الداخل في المملكة بل على المستوى العربي، بل هناك شعراء تميزوا في كتابتهم للشعر باللغة الإنجليزية، وحصدوا جوائز بين أقرانهم الذين يكتبون بلغتهم الأم اللغة الإنجليزية، والشعر في النهاية أحاسيس، والجمهور العربي في نظري بات شغوفًا بطريقة أو أخرى بشعر التفعيلة وجميعنا نرى نجاح قصيدة التفعيلة الفصحى في الأغاني، مثلًا حين يغني كاظم الساهر لنزار قباني، وهناك أمثلة كثيرة.

أصدرت العديد من الدواوين الشعرية؟ هل شعر “منير النمر” وصل إلى الجمهور محليًا وعربيًا؟
– لا يمكن للشاعر أن يقول وصلت للقمة حتى لو وصل لها؛ لأنه سيقضي على نفسه بنفسه إن اعتقد ذلك، ولا بد ونحن في فترة كأس العالم أن نأخذ كل تلك المشاعر المغرورة بروح رياضية، وأن نؤمن من داخلنا بأننا لم نعمل شيئًا بعد، وعلينا أن نجتهد فيما تبقى من عمر تجربتنا الشعرية.. على الصعيد الشخصي تنشر قصائدي في الصحف العربية الكبيرة في مصر والمملكة وفي مواقع الإنترنت ذات التخصص الأدبي، وفي أماكن عديدة يكشفها لي الشيخ googl

ما هو جديدك القادم؟
– يجري حاليًا التحضير لطباعة ديوان “ربما غيرت من وجه القصيدة”، وسيرى النور قريبًا.. كما يجري التحضير لمعرض فني قادم، وسيكون شخصيًا.

كيف تقيَّم تجربة الصحافة الثقافية في المملكة والخليج؟ وما هو الملحق الثقافي في الصحف السعودية الذي يشدك واستطاع أن يُقدم مادة أدبية راقية؟
– إن الصحافة الثقافية متميزة في المملكة، ولا يمكن أن أركز على ملحق دون غيره، وهناك صفحات ثقافية يومية تصدر في الصحف الورقية وفي مواقعها.

هل فعلًا هناك ثمة قطيعة بين الشاعر الفصيح والمتلقي؟ وما هي أسباب تلك القطيعة؟
– ليس هناك قطيعة بل هناك سوء تقدير من الشاعر الذي يستخدم لغة عاجية لا يفهمها إلا هو، والصحيح أن القصيدة المفهومة تنتشر، ولك دليل فيما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي الذي أصبح من خلالها شعراء نجوم.

أنت شاعر وصحفي؟ وكاتب؟ وفنان تشكيلي أيهم الأقرب إلى قلبك الشعر أم الصحافة؟ أم الفن التشكيلي؟
– لكل تخصص من تلك التخصصات متعة كبيرة والصحافة فن مهني أعتز فيه، والشعر يغمرني بالإحساس المرهف والمطلق أما الفن فهو الضالة التي وجدتها في نفسي، وتُشعرني كل لوحة بتفرد الأحاسيس.. كأنهم أبناء ثلاثة لا يمكن حب أحدهم على الآخر.

من هو شاعرك المُفضل؟ ولماذا؟
– لكل شخص في بداياته قدوة.. ورأيت في الشاعر الراحل محمد مهدي الجواهري تلك القدوة، وأتذكر أني حزنت كثيرًا على رحيله فرثيته ونشرت قصيدتي في موقعه الرسمي؛ إذ اختيرت حينها لتنشر وكان مطلعها:
“لغز تحبأ فانحنت كلماتي
وتفجر النغم الكبير بذاتي”

وبعد تلك المرحلة من الإعجاب قرأت لكثير من التجارب الشعرية مثل: محمود درويش ونزار قباني، ومظفر النواب وجاسم الصحيح، وقاسم حداد وغيرهم الكثير من الشعراء المتميزين.

هل استطاع الشعراء السعوديون التناغم مع رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تقديم عطاء شعري يتوازى مع دعم وزارة الثقافة؟
– تعيش المملكة طفرةً جديدةً في كل المستويات بما فيها الأدب والفن؛ وذلك بسبب رؤية المملكة 2030 والتحركات التي قادها ولي العهد الأمين صنعت تغييرًا هامًا على جميع الصعد، وبنظري على الشاعر أن يواكب التحول الوطني بطرق مبتكرة وغير مملة وهو قادر طالما أنه شاعر أو فنان تشكيلي.. وربما أن الأمر أسهل بالنسبة لي كوني صحفيًا متابعًا بشكل دقيق للتحول الوطني من خلال مخرجات رؤية المملكة 2030 وحجم التغيير الاجتماعي الذي بات المواطن يشعر به.. ومسألة التناغم مع الرؤية هام جدًا؛ كون أن هناك مجالات جديدة تم فتحها، وهنا أشعر أن الشاعر بشكل ذاتي يمكنه تقديم قصائد جميلة جدًا بطرق مبدعة تخدم الوطن وتوجهات الوطن، ولك مثال في قصيدتي “الملك الهمام” التي كتبتها في سيدي خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره؛ حيث تفاعل معها الكثير من الأشخاص وتم عملها ملحمة وطنية ونشرت في اليوتيوب ومطلعها:
هذا دمي يسقي الترابَ سهولا
يفدي كريمًا صادقًا مسؤولا

ويجيءُ للملكِ الهمامِ مخاطبًا
قد جئتُ من نبض القلوبِ رسولا

بالحبِّ أحمله بحرف قصائدي
والنبض يسبق أحرفي ليقولا

يا ابن الكرام ونهر جودك دافق
فغدا الربيع على السنين فصولا

يا ابن الملوك تحية عربية
قد جئت من نسل الملوك سليلا

مَلِكٌ أعزَّ مكانة ومهابة
عندَ الشعوبِ، وأحسنَ التأهيلا

أين أنت من الأمسيات الشعرية؟
– أشارك في كثير من الأمسيات الشعرية، ولدي قاعدة أني أحاول عدم رفض أي دعوة لإقامة أمسية كبيرة كانت أو صغيرة، والسبب إيماني الكبير بأن إقامة أمسية يعني نصرة للأدب وإخلاصًا للتجربة.

كلمة أخيرة لمحبي الشاعر “منير النمر”؟ ولقراء صحيفة “مكة” الإلكترونية؟
– أحبكم وتفاعلكم معي في وسائل التواصل الاجتماعي في مختلف التجارب التي أطرحها شعرية أو صحفية أو فنية يُنير قلبي. كما أشكر صحيفة “مكة” الإلكترونية والزميل الغالي رئيس التحرير المبدع الأستاذ/ عبدالله الزهراني وبقية الزملاء، ومن نجاح إلى نجاح وتفوق -بإذن الله- تعالى، وتظل صحيفة “مكة” الإلكترونية غالية على قلوبنا ومهنية فيما تقدمه، وأتمنى لها المزيد من النجاح والتفوق؛ لأنها تدعم الإبداع والمبدعين في الخليج والوطن العربي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى