المقالات

الشراكة “السعودية الصينية” الدوافع والهواجس

“مايك بومبيو” وزير الخارجية الأمريكي السابق عبَّر عن انتقاده لسياسة إدارة بايدن في التعامل مع ملف الحلفاء ومنها  العلاقات السعودية الأمريكية وقال بالنص: (إهانة أصدقائنا تدفع بهم إلى خصومنا)، وشدد في كلامه أن تعامل البيت الأبيض مع السعودية يلحق الضرر بمصالح الشعب الأمريكي، وأن تعهد بايدن بجعل المملكة دولة منبوذة هي سياسة خاطئة.
إن التوجه السعودي نحو الصين ليس بديلًا عن أمريكا بقدر ما هو شريك جديد لديه تعاون أكثر وفهم لمتطلبات هذه العلاقة بين البلدين.
لا شك أن المصالح الاقتصادية والهواجس الأمنية هي من أكبر التحديات التى تواجه أي دولة في العالم. لدى المملكة العربية السعودية الكثير من الهواجس والملفات الأمنية التى تهدد أمنها واستقرارها، ولا سيما الأزمة اليمنية، ولعل رفض الولايات المتحدة تزويد السعودية بمنظومة سيرام لحماية أجوائها من صواريخ الحوثيين، وقيام إدارة بايدن برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب وعدم رد واكتراث إدارة بايدن على استهداف مصادر الطاقة السعودية والعالمية في أرامكو أمر أثار حفيظة السعودية، وجعلها تعيد حساباتها الاستراتيجية في تحالفها مع أمريكا بسبب تنصلها من أهم أسس هذه الشراكة؛ لذا كان البحث عن شريك وحليف جديد خيارًا استراتيجيًا سعوديًا من أجل حماية أمنها ومصالحها الاقتصادية، وتوسيع دائرة علاقاتها مع دول العالم المختلفة.
بالمقابل فإن الصين كانت لديها هواجسها الأمنية ودوافعها الاقتصادية.. الهاجس الأمني الصيني الأول مع الولايات المتحدة الأمريكية هو مشكلة تايوان، والتى تريد أمريكا استخدامها كمخلب قط ضد الصين.
أما الدافع الاقتصادي الصيني في التوجه إلى إقامة شراكة استراتيجية مع السعودية هو في تخوفها من سيطرة أمريكا على مصادر الطاقة في منطقة الخليج العربي، وبالتالي التحكم بالاقتصاد العالمي ومنه الاقتصاد الصيني؛ لذا تواجدها وتوسيع نفوذها وعلاقاتها مع دول الخليج العربي عامة والمملكة العربية السعودية خاصة يخدم مصالحها الاستراتيجية العُليا.
إن رؤية السعودية لعام ٢٠٣٠ ومبادرة الحزام والطريق الصينية تم مواءمتها لخدمة مصالح البلدين.
صاموئيل هنتنتجون في كتابه الشهير “صدام الحضارة” أكد أن الحضارة الصينية هي الأقرب إلى الحضارة العربية الإسلامية، وأن هناك الكثير من المشتركات والتلاقي بينهما، وقد تنبأ بنشوء علاقات تاريخية في الجانب الاقتصادي والتجاري، والاستثماري والعسكري.

إن الهاجس الأمني الصيني إزاء مشكلة تايوان والهاجس الأمني السعودي تجاه المشكلة اليمنية واستخدام الولايات المتحدة الأمريكية هاتين المشكلتين في ترويض واحتواء بل وابتزاز البلدين، عجَّل من زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة العربية السعودية لوضع أسس شراكة استراتيجية في كل المجالات الاقتصادية والتجارية، والصناعية وحتى العسكرية.
إن سياسة بايدن السيئة تجاه السعودية كما قال “مايك بومبيو” دفعت بالسعودية التوجه شرقًا نحو الصين من أجل إيجاد حليف جديد يُلبي متطلبات المملكة العربية السعودية خصوصًا أن العالم يشهد حالة مخاض دولي ببروز قوى دولية تدفع باتجاه عالم متعدد الأقطاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى