المقالات

تمخض الجبل فولد فأرًا

كثيرًا ما تتردد على مسامعنا مقولة (تمخض الجبل فولد فأرًا)، ويُقال هذا المثل عندما ينتظر الناس عملًا عظيمًا، ومنجزًا ضخمًا، من شخصٍ ما أو مؤسسة معينة، ولكن في نهاية المطاف وبعد طول الانتظار تأتي المفاجأة بأن ما قدمه ذلك الشخص أو تلك المؤسسة لا يوازي ما كان يتوقعه الناس؛ حيث لم يكن المنجز بقدر الجهد والوقت والأموال التي بذلت ولا بمستوى الوعود التي قطعت. فالابن على سبيل المثال ربما يعد أسرته بأن يبذل قصارى جهده في الجد والمذاكرة للحصول على أعلى الدرجات، والأهل بدورهم يوفرون له كافة سبل الراحة، ويقدمون له كل احتياجاته بل ويعفوه عن القيام بأية مهمة لمساعدة الأسرة؛ كل ذلك من أجل تفرغه للمذاكرة والحصول على التقدير المناسب كما يعدهم دائمًا بذلك، ثم إذا جاء آخر العام الدراسي؛ إذ به يقبع في مؤخرة قائمة أصحاب التقديرات المتدنية إن لم يكن في قائمة الراسبين.

وينطبق هذا المثل أيضًا على حال كثير من المؤسسات والشركات التي تتمخض فتلد فئرانًا، تسمع لها ضجيجًا يملأ الفضاء، فدائمًا ما تعلن عمّا ستقوم به من مشاريع وليس ما قامت بإنجازه فعليًا، ولكن تظل أقوالها أكثر من أفعالها، فلو أخذنا على سبيل المثال بعض المؤسسات المسؤولة عن تنفيذ كثير من المشاريع نجدها دائما تعد بعدم تأثر مشاريعها بمياه الامطار والسيول، وعندما تسمع وعود تلك المؤسسات يخيل لك أنها بدأت فعليا كخلية نحل تعمل ليل نهار لتخلص الناس من المشكلات التي تتعرض لها كثير من المدن في كل موسم أمطار، ولكن عندما يأتي وقت الحصاد وبعد انتهاء موسم الامطار والسيول يظهر لنا فجأة انجازها الحقيقي بملامح الفأر، وبمناسبة موسم الأمطار لا أنسى في هذا الجانب أن أقدم خالص الشكر وفائق الاحترام والتقدير لكافة منسوبي الدفاع المدني في كافة مناطق المملكة الحبيبة على جهودهم الجبارة وتحملهم عبء معالجة أضرار وإخطار فئران تلك المؤسسات والشركات التي أزعجت الناس بجعجعتها، ولم يرَ منها طحينًا ولا حتى طينًا.

مؤسسات أخرى ممن تتمخض فلا تلد إلا فئرانًا وربما ولدت دبابير؛ هي تلك الجهات التي أسمعت بخططها ومشاريعها كل من به صمم، بلغت الآفاق وعودًا لمنسوبيها بتذليل كافة العقبات أمامهم وتحقيق كافة تطلعاتهم فيما يصبون إليه من توفير بيئة عمل مُفعمة بالإيجابية والحيوية وبأن توفر لهم فرص الترقي في السلم الوظيفي، وأن تغدق عليهم بالمميزات والحوافز المادية والمعنوية، فإذا جاء وقت الحصاد تحولت تلك الوعود إلى رماد يذر في الآذان قبل العيون، ويُصدم الجميع بأن أكبر إنجازات تلك المؤسسة لم يتجاوز فتح شباك لخدمة المراجعين، أو افتتاح بوفيه أو مقهى (كوفي شوب)، وربما تبلورت قصة إبداعهم في افتتاح حضانة بدلًا من افتتاح حاضنة أعمال، لكن ربما تكون (حضانة للبالغين)؛ وهي ظاهرة جديدة انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وهي (ظاهرة الأطفال البالغين وكبار السن)؛ حيث تقوم تلك الحضانة بتقديم الرعاية الكاملة لهم بطريقة مماثلة لما تقدمه حضانة الأطفال تمامًا، ورجح المختصون في السلوك الإنساني أن الدافع وراء هذه المراهقة المتأخرة للبالغين؛ هي رغبة هؤلاء الأشخاص في الاسترخاء والهروب من المسئولية والضغوط..

رؤيا:
هل منكم خبير في تفسير الرؤى والأحلام؛ حيث رأيت فيما يرى النائم أن روبوت بشري قد أرسل لي رسالة عبر خدمة (الواتس أب)، قدم لي خلالها جملة من النصائح تتمحور جلها فيما يجب وفيما لا يجب أن أفعله؛ وكون حدود علمي بالروبوت البشري لا تتعدى معرفتي بأنه عبارة عن آلة متحركة مزودة بحاسب يساعدها على القيام بأعمال تمت برمجتها من قبل، ومع التطورات الحديثة غزى الروبوت البشري وبقوة عالم الخدمات المنزلية والتجارية والطبية بعد أن كان دورة محصورًا في مجال الصناعة فقط، لكني لا أعلم حقيقةً أين وصلت قوة ذلك الروبوت في مجال القيادة والبحث العلمي؟!

خير الكلام:
قال تعالى: (لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تفسير رؤياك:
    سينقرض كل (البشر)..
    مع الأشجار والمدر

    ومن تبقى منهم(و)
    فليس عنده نظر..

    هذا زمان جاءنا..
    فيه (الروبوت) قد ظهر

    تغيرت حالاتنا..
    وأوصلتنا للخطر

    فلا حياة نرتجي
    إلا الرضاء بالقدر!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى