المقالات

المُساعدات الدولية مقابض مخملية إلا السعودية

المساعدات الدولية وسيلة من وسائل الضغط والتوجيه لتنفيذ أجندة معينة كتأسيس أحزاب سياسية ومراكز فكرية وغيرها لتحقيق مصالح الدول المانحة، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الدول المانحة في العالم ومنحها مشروطة، وتستخدم هذه المنح وفق سياسة تصب في النهاية لمصلحة أمريكا نفسها وليست لمصلحة الدول أو المنظمات المستقبلة لتلك المساعدات، فمثلًا بعد معاهدة “كامب ديفيد” بين مصر إسرائيل برعاية أمريكية تعهدت أمريكا بمساعدة سنوية مقدارها 3 مليار دولار لإسرائيل ونصفها لمصر ومن حجم المساعدات يتضح التوجه فضلًا عن شروط وآلية تطبيقها المجحفة بحق مصر والميسرة لإسرائيل إضافة لاقتطاع جزء منها كمساعدات عينية من أمريكا لمنفعة الاقتصاد الأمريكي.
أما السعودية وترتيبها الثالث في الدول المانحة؛ فإنها تقدم المنح دون شروط كهبات ومساعدات إنسانية منذ عقود، إلا أنها غالبًا ما تُقابل بالنكران والجحود من تلك الدول.
وقبل أيام طالب أحد أعضاء مجلس النواب الأردني بعدم تقديم المنح والمساعدات للأردن؛ لأنها لا تذهب لصالح الشعب، كما وأن موقف بعض الدول من اجتياح صدام حسين للكويت آنذاك وكانت تتلقى مساعدات كبيرة من السعودية وبعض دول الخليج ووقوفها مع صدام ضد الكويت، كان صادمًا، إضافةً إلى أن تلك المساعدات – رغم سخائها- لم تسهم في حل الأزمات الاقتصادية لتلك الدول التي أصبحت تتفاقم بشكل متزايد.
وكان إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في 7/1/1436هـ بادرة لتوحيد الجهود الإغاثية والمساعدات وتنظيمها، ثم جاء تصريح وزير المالية الأستاذ/ محمد الجدعان في منتدى دافوس الاقتصادي (غيرنا الطريقة التي نقدّم بها المساعدات..
‏- كنا في العادة نقدم المنح المباشرة والودائع بلا شروط.
‏- الآن نقول: نريد أن نرى إصلاحات.
‏- نحن نفرض الضرائب على شعبنا.. ونتوقع من الآخرين أن يقوموا بدورهم)؛ ليعلن تغيرًا جذريًا في سياسة المساعدات السعودية الخارجية، وهو تغيير يتوافق مع ما أحدثته رؤية المملكة 2030 من تغيير في السياسات المالية والإدارية من تنظيم وحوكمة. كما أنه يصب في مصلحة الدول التى تتلقى المساعدات إذ يوجهها التوجيه الأمثل لتسهم في التنمية المستدامة ولتصل لمستحقيها كما وأنه سيساهم في محاربة الفساد الذي كان يشوبها في تلك الدول، ولن يمس هذا التغيير الأهداف والمبادئ السعودية الراسخة التي تسير عليها في مساعداتها الإنسانية ولن تحيد عنها؛ لأنها تنطلق من مبادئ إسلامية وأخلاقية دأبت عليها منذ تأسيسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى