آراء متعددة

لا نامت أعين الجبناء

بقلم: مشعل السديري

لم أجد هناك إنسانا مطربا نفسه –أي مسعدا نفسه-، أكثر من ذلك الإنسان الغريب العجيب الذي سوف أحدثكم عنه، ولا أدري هل حديثي عنه ناتج عن الحسد، أم أنه ناتج عن الغيرة أو الإعجاب بشجاعته التي تذكّرني بخوفي وجبني وارتباكي المنقطع النظير عندما أكون مع امرأة في مكان واحد، فكيف لو مجموعة كبيرة من النساء؟! لا شك أنني ساعتها سوف أولّي الأدبار فراراً.
وتنطبق على ذلك الرجل الذي سوف أطرحه أمامكم مقولة: كلما حصلت على أكثر زادت سعادتك أكثر، وهذا هو (زبونا تشانا) وعمره (74) عاماً والذي يعيش في شمال شرقي الهند النائي وله 39 زوجة و94 من الأبناء و33 من الأحفاد.
وذكرت تقارير إعلامية أن كل هؤلاء يعيشون في بيت من أربعة طوابق ومكون من 100 غرفة بقرية جبلية في ولاية ميزورام الواقعة على الحدود مع ميانمار وبنغلاديش.
وقال زبونا تزوجت ذات مرة 10 نساء في عام واحد، وتتقاسم زوجاته مهجعاً قريبا من غرفة نومه الخاصة ويقول السكان المحليون إنه يفضّل وجود سبع أو ثمانٍ منهن إلى جانبه طوال الوقت، والأبناء وزوجاتهم وجميع أطفالهم يعيشون في غرف مختلفة في ذات المبنى ولكنهم يتقاسمون مطبخاً مشتركاً.
وتتبادل النساء مهمة الطهي بينما تنظف بناته المنزل ويقمن بغسل الملابس، ويتولى الرجال العمل مثل زراعة الأرض ورعي الماشية، وتستهلك العائلة المكونة من 167 فرداً نحو 91 كيلوغراماً من الأرز وأكثر من 59 كيلوغراماً من البطاطس يومياً، وتعينهم على الحياة مواردهم الخاصة وتبرعات من أتباعهم.
وفوق ذلك هو يقول: حتى اليوم أنا مستعد لتوسيع عائلتي وأرغب في المضي قدماً في أي زيجة أخرى، فلدي كثير من الأشخاص الذين أرعاهم وأتولى مسؤوليتهم وأعتبر نفسي محظوظاً.
وقد التقى بأولى زوجاته –التي تكبره بثلاث سنوات- عندما كان في السابعة عشرة من عمره، وهو يرأس طائفة مسيحية محلية تدعى (تشانا) تبيح تعدد الزوجات، وتعتقد تلك الطائفة أنها ستحكم العالم قريباً مع المسيح.
الحقيقة أن (زبونا) ذلك رجل ولا كل الرجال، لا يعيش حياته بالطول والعرض فقط، ولكنه يعيشها بالأبعاد الثلاثة أيضاً، وله كل ليلة قرص وعرس.
وهذا النموذج المشوه الذي ذكرته وهو يدين بالمسيحية، إنما يدحض حجج المعارضين للدين الإسلامي، الذي سمح بتعدد الزوجات، ولكنه قيده بشروط منطقية عادلة، لا يقدر عليها إلا من أوتي ضميرا وعقلا راجحا.
ولا أملك إلا أن أقول: لا نامت أعين الجبناء –من أمثالي.

 

– نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى