الثقافيةحوارات خاصة

#ياسر_السقاف: الجيل الجديد جيل مسؤول جدا.. والالتزام سر تحقيق النجاح

(مكة)- حوار- حنين الشريف

قديما قالوا “صاحب السبع صنائع.. بخته ضائع” إلا أن ياسر السقاف نجح في إثبات عدم صحة تلك المقولة، ليثبت للجميع أن الاجتهاد والمثابرة والكفاح عوامل نتيجتها الحتمية هي تحقيق النجاح حتى لو تعددت الخبرات والتخصصات.
ما بين العمل الإعلامي وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وكذلك دراسة الهندسة والتمكن في رعاية الأعمال، خاض ياسر السقاف مشوارا حافلا في المجال العملي، حتى صار ملهما ومثلا أعلى للعديد من الشباب داخل المملكة، لذلك حرصت صحيفة “مكة” الإلكترونية على التواصل معه لتقديم خبراته ونصائحه للشباب من واقع تجربته العملية الناجحة، عبر الحوار التالي:

في البداية.. هل تشعر بالتشتت أو بصعوبة التوفيق بين أعمالك المتعددة؟
-دائما التزم بعمل واحدة فقط، أي عندما يكون لدي تمثيل ألتزم بالتمثيل فقط، والتقديم كذلك، لكن في بعض الأوقات يتداخل التمثيل مع التقديم، غالبا في أوقات التصوير في يوم الإجازة أقدم على المسرح، أو أعمل حوارات تلفزيونية، ولا أقوم بعمل أكثر من شيء في نفس الفترة، أحاول دائما التوفيق بين الأعمال، ورغم أنها تتداخل أحيانا ولكن دائما هناك أولويات وأركز في العمل الذي أكون فيه.

بعض الشباب يكونوا في حالة خوف على مستقبلهم، بسبب التحاقهم – لأسباب مختلفة – بتخصص ليس من ميولهم، أو فرصه في سوق العمل ضئيلة هل يمكن أن تشرح تجربتك في الاستفادة من التخصص الجامعي وتطويعه لتحقيق النجاح؟

من وجهة نظري أن مرحلة الجامعة هي مرحلة التخصص، ليس في تخصصك العلمي بل هي مرحلة التزام، كيف يمكن أن تنتمي لمكان واحد، لتخصص واحد، وتلتزم فيه لمدة أربع سنوات، هذا الالتزام يخرج منك إنسان ناضج أولًا، وثانيا لديك ثقافة عامة، وثالثا لديك احتكاك بجميع الطلبة من جميع التخصصات المختلفة، وهذا نفسه يحدث في العمل أنت تتقابل مع أشخاص عديدين من تخصصات مختلفة، عندما أوظف اليوم في شركة من شركاتي مثلا أولاً أسأله هل أنت جامعي؟ ليس من أجل التخصص، ولكن أنا أريد أن أعرف هل سبق والتزم في خط سير واحد وفي تخصص معين لمدة أربع سنوات، هذا سيفيدني في الشركة لأنه سيلتزم معنا وعنده انتماء وولاء للمكان، فالتخصص يجعلك ناضجاً أكثر من كونه تخصص في مجال واحد

هل استفدت من تخصصك الدراسي الذي يختلف بشكل كبير عن مجال عملك الحالي؟
-تخصص الهندسة أعطاني الكثير في هذا المجال، كثير من الأشياء التي اكتسبتها من دراسة الهندسة اليوم أطبقها بشكل كبير، وهذا يعطي القنوات والمنصات التي أتعامل معها انطباعا جيدا عن الالتزام الذي التزمه في مشاريعي، فكل المشاريع واحدة سواء هندسية أو غيرها، والالتزام فيها هو كلمة السر، فالتخصص الجامعي حتى وإن لم تتخصص بنفس المجال في العمل وانتقلت لمكان آخر، هذا التخصص يبقى معك وجميع الأشياء الإيجابية التي تعلمتها تنتقل معك للمجال الآخر الذي ستعمل فيه.

كيف تبلورت فكرة تحويل مسار مهنتك ؟
-أنا حقيقة لم أنتقل من المجال الهندسي للمجال الإعلامي؛ لأن شركاتي الهندسية قائمة، ولكن أنا تفرغت تماما، نحن بنينا شركة منذ سنوات طويلة وهي مستمرة إلى اليوم تعمل بشكل جيد وبشكل أكبر وعلى مستوى إقليمي متسع، ولكن أنا تركت إدارتها وتفرغت لتقديم البرامج، ولشركات الإنتاج، مجالات مختلفة عن الهندسة، وبعض الشركات بعد بنائها لا تحتاج إلا لشخص يديرها فقط، فحاليا توجد إدارة تدير هذه الشركة الهندسية، أما باقي الشركات فأنا على رأس العمل فيها وعندما تصل لمرحلة معينة من النجاح سأنتقل لمشروع جديد يحتاج أن أبنيه وهكذا، ولكن أغلب وقتي أصبح للإنتاج والتمثيل وتقديم البرامج.

أنت وضعت بصمتك كشاب سعودي في مجالات مختلفة وحققت نجاحاً كبيراً خلفه بالتأكيد جهد ظاهر وحب للنجاح والعطاء، ما هي الصعوبات التي واجهتك في مشوارك؟
-صعوبات كثيرة جداً، أولاً المجال يحتاج الكثير من الصبر لأن الخيارات كثيرة، وأن تكون متميز وتجعل من عيون القنوات عليك فهذا يحتاج جهداً كبيراً كيف أنت تلمع هذه الصورة بحيث القناة تذهب وتبحث عنك وتقول أنا أريد ياسر بالاسم، فلابد من أن تجتهد وتتألق لتلفت الأنظار وتتعب على نفسك بحيث يكون اسمك في هذا المجال تحديداً لامعا وظاهرا، فأنا صبرت أكثر من عشر سنوات في مجال الإذاعة ليس لعدم رغبتي في الالتحاق بالتلفزيون، ولكن كنت أريد اسم قوي ينتقل للتلفزيون وهو جاهز لتلك الخطوة.

ياسر السقاف

هل لديك خط إعلامي جديد ستخوضه الأيام المقبلة؟ أو سيعود ياسر للإذاعة؟
-حاليا تخصصت في التعليم بالترفيه، والمسابقات التلفزيونية، الجمهور يحب مشاهدة ما يسعده، يريد أن يأخذ ويعطي، فإذا قدمت هذه البرامج برقي وجودة معينة فالمشاهد سيستمتع، وأنا مستمر في هذا الخط، أما التمثيل فقدمنا فيلم الأبطال، وأرى أنه كان فيلم تعليمي ترفيهي وعلى هذا الخط سنسير في الفترة المقبلة، أما الإذاعة فلن أعود لها إلا إذا مثلت دور “مذيع راديو”، وهناك فيلم بهذا الدور في طور الكتابة الآن.

في النهاية.. ما الرسالة التي توجهها لكل شاب يرغب في تحقيق ذاته من خلال مواهبه ؟
– اليوم الجيل الجديد – ما شاء الله- نتعلم منه الكثير، هم جيل مختلف كل يوم نرى منهم شيء جديد ومواهب جديدة، وهم أكبر من أعمارهم، وهذه أتوقع هي واحدة من السلبيات والإيجابيات في نفس الوقت، فالشاب الآن أكبر من عمره ومتوجه بالطريقة الصحيحة، ويعي كيف سيختار مسار حياته، ولكن لم يحيا سنه الحقيقي، والآن نرى الطفل من عمر 12 سنة يتحمل في عقله مسؤوليات أكبر من اللازم ويفكر أكثر من اللازم وقلق بشأن مستقبله، فالجيل هذا سيكون جيل مسؤول جدا.

ما جديد ياسر السقاف؟
انتهيت مؤخرا من تصوير مسلسل short series original قصة سعودية فيها مزيج عجيب سيعرض في آخر عام 2023 على إحدى المنصات العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى