المقالات

رمضان والسلوك المنحرف

من أهم فوائد الصيام المجتمعية والأخلاقية والسلوكية انخفاض نسبة الجريمة خلال شهر رمضان المبارك. فالصيام يجمل أخلاقنا وسلوكياتنا ويربي شخصياتنا، فيقل العنف الجسدي واللفظي وتزيد قدرتنا على ضبط النفس. ووفقاً لجريدة البيان، يقول محمد السويدي الأخصائي النفسي في منطقة دبي التعليمية: “في رمضان يتجلى كبح جماح النفس، وتربيتها بترك العادات السيئة، كذلك يحاول كل منا الابتعاد عما يعكر صيامه من محرمات سلوكية مثل السباب والمشاحنات وقول الزور والعمل به، فيحافظ على السلوك الجيد ما ينعكس إيجاباً على المجتمع كله، فقد أثبتت الدراسات انخفاض نسبة الجريمة في العالم الإسلامي خلال شهر رمضان”.

وقد خرجت من بعد خبرة عملية في مجال علاج إدمان المخدرات، بأن أغلب المتعالجين كانوا يتوقفون عن التعاطي في شهر رمضان والبعض منهم يستمر على ذلك التوقف ، لأن من فوائد الصيام تنمية قدرة الصائم وإرادته ، من خلال تدريب نفسه في رمضان على التحمل والصبر على الجوع والعطش .

وقد لوحظ أيضاً أن المتعافين من المخدرات ينقسمون إلى قسمين، فالقسم الذي يستمر في تطبيق البرنامج الديني -كالمواظبة على الصلوات في أوقاتها وعلى قراءة القرآن الكريم بعد التعافي، وعلى طاعة الله فيما امر واجتناب ما نهى عنه وزجر- تنخفض نسبة الإنتكاسة لديه والعكس، لأنه بعد ارتفاع منسوب الوازع الديني لدى هؤلاء المتعافين يستطيعون مواجهة جميع العوامل والظروف المحيطة بهم وتجاوزها كالعوامل النفسية والأسرية والاجتماعية.

لذلك فإني أرى أن من أهم أسباب انخفاض نسبة الجريمة، وتعاطي المخدرات، والعنف الأسري، ومحاولات الإنتحار، وغيرها من السلوكيات المنحرفة في المجتمعات، هو تقوية الجانب الديني لدى هذه الفئات، مع الالتزام بالخطط العلاجية وإكمال البرامج التأهلية الأخرى والدعم الأسري .

– مستشار أسري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى