المقالات

صحيفة مكة الإلكترونية.. وما زال النجاح مستمراً

أصاب الفيلسوفٌ الألماني الشهير “أرثر شوبنهاور” كبد الحقيقة حين قال: “الصحافة.. هي اليد الثانية للتاريخ”، ولكن هذه اليد مشروطة بأن تؤدي دورها المنشود في خدمة المجتمع والناس، وتبصير الرأي العام بالخبر والمعلومة وكل جديد يمس حياتهم ويحتاجون لمعرفته.
وهنا يقول “والتر كرونكايت”- الصحفي والمذيع الأشهر بشبكة ” سي بي إس نيوز” الأمريكية بحقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين-: ” يجب أن تكون مهنة الصحافة حول إخبار الناس بما يحتاجون إلى معرفته، وليس ما يريدون معرفته”.
ولقد قصدت البدء بهاتين المقولتين لأنهما ينفذان تماماً إلى صلب تجربة صحيفة مكة الإلكترونية منذ نشأتها عام 2009م على يد الزميل القدير الأستاذ عبد الله الزهراني، إذ تتميز هذه الصحيفة بمتابعة “الحدث” أينما كان بدأب ودقة ومثابرة.. وهي هنا تقوم بمهمة الصحافة الأولى (الإخبار).. هذا من جانب، ومن جانب آخر .. فإن تميزها في تقديم الحدث (الخبر) يجعله – وبعد فترة قصيرة- يدخل في بوتقة “التوثيق التاريخي”، وتلك – لعمري- مسؤولية ضخمة ناءت بحملها “مكة الإلكترونية” طوال السنوات الأربعة عشر عاماً الماضية بكفاءة واقتدار.
والمتتبع لنشأة الصحيفة، كواحدة من أوائل الصحف الإلكترونية على مستوى منطقة مكة المكرمة خصوصاً وعلى مستوى المملكة عموماً، يرصد بدقة أنها ولدت من رحم المجتمع المكي (المنطقة ككل) مواكبةً لتطلعاته وآماله وطموحاته في مستقبل مشرق، إذ نشأت الصحيفة تزامناً – واستجابةً- مع إعلان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، عن الخطة العشرية للتنمية؛ فكان من اللازم إيجاد منبر صحفي يوثق مراحل تلك الخطة وإنجازاتها وأبرز مخططاتها وأهدافها.. وهكذا كان.
وفي ظني أن حِمل “مكة الإلكترونية” في البدايات كان ثقيلاً لعدة اعتبارات: أولها.. أنها تحمل على كاهلها مسؤولية اسم “مكة المكرمة” .. أم القرى.. قبلة المسلمين ومهبط الوحي على نبينا الكريم- صلى الله عليه وسلم-، وثانيها.. البحث عن طريق جديد لتقديم خدمة صحفية مميزة تحمل روح الصحافة التقليدية (الورقية) التي أوشكت على الأفول، وفي الوقت نفسه تتميز بالرشاقة التي تتناسب مع كونها “إلكترونية” ترتكز على الثورة الرهيبة في تكنولوجيا المعلومات. أما ثالث الاعتبارات. فهي تلك المنافسة الضخمة التي واجهتها “مكة الإلكترونية” ليس فقط من الصحف الإلكترونية المجايلة لها، بل من وسائل التواصل الاجتماعي أو الـ “سوشيال ميديا” بمنصاتها المتعددة (تويتر فيس بوك، إنستجرام … إلخ).
وللإنصاف، فقد أثبتت الصحيفة قدرتها على المواجهة وخوض غمار التحدي، رغم معاناة وصعوبات البدايات التي تحملها – ربما وحيداً- عبد الله الزهراني، ولكن عزمه وصبره ومثابرته كانوا حائط الصد لأي إحباط، ومن هنا جاء النجاح.. واستمر .. بل إنه يزيد يوماً بعد آخر مع مجموعة مميزة من الصحفيين، والفنيين، والكتاب الكبار الذين يزينون الصحيفة اليوم. إنها حقاً تجربة ثرية وناجحة، وإلى مزيد من التألق والنجاح.
ولأن النجاح المتواصل له شواهد، فقد حصلت الصحيفة على العديد من الجوائز القيمة والتكريمات، سواءً من داخل المملكة أو خارجها، ومنها: الفوز بجائزة وزارة الحج والعمرة لثلاث مواسم متتالية، كما فازت بنفس الجائزة في فرع المقال الصحفي. وقد تفضل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل بتكريم الصحيفة في حفل إعلان الفائزين بجائزة “مكة للتميز” بدورتها التاسعة؛ للعام الرابع على التوالي.
فيما كرّم الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي الصحيفة في حفل المؤتمر العالمي السابع للريادة والابتكار والتميز، المنعقد في ندوة الثقافة والعلوم بدولة الإمارات العربية المتحدة (دبي) يوم ١١ سبتمبر ٢٠٢٢م ضمن رواد الخليج لعام ٢٠٢٢م.
كما كرّم المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن الشلهوب الصحيفة في جناح الوزارة ضمن مؤتمر ومعرض الحج والعمرة “اكسبو الحج” بجدة يناير 2023م.
ومن جانب آخر، كان للصحيفة قصب السبق على مستوى الصحافة السعودية بإصدار كتاب “يوم بدينا”، وهو عبارة عن مقالات لكتاب الرأي بالصحيفة عن يوم تأسيس المملكة.
وأخيراً.. إنها حقاً تجربة ثرية وناجحة، فإلى مزيد من التألق والنجاح.
…………………………
* صحفي وكاتب مصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى