المقالات

الفصول الثلاثة بين القبول وعدمه)

كثيرًا ما يسألني البعض من أولياء الأمور عن الفصول الدراسية الثلاثة التي أقرتها وزارة التعليم، والتي تبلغ مجموع أسابيعها (39 أسبوعًا) مقسمة على “ثلاثة فصول” بعدد أيام إجمالي يبلغ (185 يومًا)، يتخللها عدد (10 إجازات) متفرقة وإجازة (56 يومًا)، وبدأ العمل بها منذ العام الماضي.. والحقيقة.. إنه ومن موقعي ورأيي كإنسان يعمل في المجال التعليمي منذ فترة طويلة؛ فإنه يصعب الحكم على نجاح أي برنامج أو خطة إلا بعد التطبيق بما لا يقل عن خمسة أعوام لنحكم على نجاح التجربة أو فشلها…
وفي اعتقادي أيضًا أن الرافضين للفصول الدراسية الثلاثة، وهم الأغلبية حسبما يبدو لي أن معظمهم من المعلمين والأمهات ومحبي السفر في الصيف الذين يفضلون أن يقضون أطول فترة ممكنة خارج المملكة.. لقضاء الإجازة الصيفية كاملة هناك خاصة من لهم ممتلكات خارج المملكة.. ونضيف لهم أيضًا الطلاب الذين يودّون أن ينعمون بأطول فترة ممكنة من الإجازة الطويلة كما كان الأمر في الأعوام السابقة.
أما عن المتقبلين للفكرة فهم الذين لا تعنيهم رغبات الفئة الأولى، ويهمهم أن يقضوا أبناءهم أطول فترة ممكنة من العام الدراسي في المدرسة… فالمدرسة دائمًا هي أفضل وسيلة نستطيع من خلالها تنظيم نظام الحياة اليومية في أي مكان في العالم…
حيث النوم المبكر والاستيقاظ المبكر عكس الإجازات… حيث يحلو لغالبية السعوديين السهر حتى بعد منتصف الليل في الإجازات، ومع قناعتي التامة أن الإجازات المطولة والقصيرة وإجازات الأعياد خلال العام الدراسي المطبقة حاليًا جميلة، وتخفف العبء على المعلم والطالب من ضغوط الدراسة والتحضير والمتابعة والبعض من المعلمين استساغ هذه الفكرة وأعجبته، ومن عادة بعض الناس أنها تريد التغيير وترفض التطوير؛ ولهذا لا يمكنها قبول أي تغيير في نمط الحياة في أي مكان إلا بعد فترة من الزمن، ومن ثم تتكيَّف مع الوضع الجديد.. ولو أردت أن تعيدهم للوضع السابق؛ فإنهم سيرفضون!!
في المجمل.. إنه من الصعب جدًا الحكم على تجربة الفصول الثلاثة إلا بعد فترة من التطبيق، وبعد عمل تحليل وحوكمة للتجربة وقياس المخرجات ومقارنتها بالتجارب السابقة مع العلم أن الفصول الثلاثة مطبقة في بعض دول العالم، وتحظى بالقبول ولا يوجد اعتراض عليها… والله الموفق.. وولي التقدير…
​​​​​​​​​

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى