المقالات

نحو الأفضل

يُحكى أن شخصًا عندما بلغ من العمر عتيًا قال:
كنتُ أريد أن أغيَّر العالم عندما كان عمري 20 عامًا، وصدمت بصعوبة تغيير العالم؛ لذلك حاولت جاهدًا تغيير بلادي بينما كان عمري 40 سنة، ووجدت ذلك أيضًا صعبًا جدًا، عندها حاولت بكل ما أوتيت من خبرة وعلم ودراية وقوة تغيير مدينتي وقد أصبح عمري 60 سنة، ووجدت هذا أيضًا صعب تغييره، وعندما أصبح عمري 80 سنة حاولت تغيير أسرتي ولم أستطع ذلك، والآن وبعد أن أصبحت كهلًا، انتبهت أن الشيء الذي كنت أستطيع تغييره هو “أنا”.
فلو أنه غيَّر من نفسه في بداية حياته لأستطاع تغيير الكثير من حوله، ولحوَّل الكثير من السلبيات والإخفاقات إلى إيجابيات ونجاحات، ولحدد أهدافه بكل دقة في بداياته، وتعهد أهدافه بالتحسينات في مراحل عمره المختلفة، ولأصبح راضيًا عن ما قدمه لأمته ووطنه وأسرته وذاته.
يجب أن نتفهم الآية الكريمة: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (الرعد: 11). والله سبحانه أعطى الإنسان أهم أداة للتغيير وهي العقل الذي من خلال التفكر والتمعَّن يستطيع التغيير نحو الأفضل إذا كان لديه إرادة التغيير؛ لأن التغيير إلى الأفضل لن يكون سهلًا ولن يحدث ما لم يكن هناك تصميم على المتابعة.
فمثلًا من كان يُعاني من السمنة؛ نتيجة الشراهة في تناول الطعام يحتاج أن يغيَّر من نظامه الغذائي ويعتاد ممارسة الرياضة وفق برنامج رياضي ثابت، ويركل صندوق الأعذار بعيدًا عنه، إذا استطاع ذلك سيُلاحظ أن جسمه بدأ يتجه للرشاقة ويتخلص من السمنة.
كل سلوك يحتاج إلى تنمية وتطوير وتحسين، وهذا لن يحدث إلا بمراجعات مستمرة لدوافعنا ورغباتنا التي تسيَّر سلوكنا وتعاملاتنا مع المتغيرات في الحياة.
يقول سقراط: “اعرف نفسك بنفسك” فأنت الوحيد الذي تستطيع أن تعرف نفسك وتُقدر قدراتك وتعرف مواطن ضعفك ومواطن قوتك، اعترف بمواطن ضعفك حتى تستطيع أن تتغلَّب عليها بدلًا من استمرار الهروب منها؛ لتبقى تطاردك وتحول دون تقدمك في الحياة.

– تربوي متقاعد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى