المقالات

الامل وتجسيد الحلم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ) (البقرة: 197)

في الوقت الذي تموج بالأرض أحداث عظام تُخلخلُ موازين الأمن والأمان في العالم .. وتبث الرعب في نفوس قاطنيها .. تعيش مملكتنا الحبيبة حياة الأمن والأمان في العالم بكل معانيه ومعطياته ومقوماته؛ فضلًا من الله ثم القيادة الحكيمة الواعية التي وهبها الله لهذه البلاد مُنذ نشأة المملكة العربية السعودية، وبدأ تمهيد ورَصف طُرق المجد التي نسلكها جيلًا بعد جيل .. وِفق ما شرع الله وقضاء وقدر .. ثم تماشيًا قفزات الرؤى العظيمة التي ستنقلنا إلى ما نصبو إليه من خير في كل المجالات امتدادًا للنور الذي شعَّ من أرضنا وتغلغل في أعماق المعمورة؛ حيثُ يتجسد في هذا الزمن بالذات وعلى ثرىٰ أُم القُرىٰ مشروعٌ عملاقٌ عظيمٌ غير مسبوقٍ للرُقي بخدمات ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام يغشاه الأمن والأمان والراحة والطمأنينة؛ فقد ألْهَمَ الله أبناء هذا البلد الأمين تبني وتنفيذ هذا العمل الذي كان أقرب للحلم من الحقيقة ..!
وما استعصىٰ على قومٍ منالٌ .. إذا الإقدامُ كان لهم ركابًا؛ ولأن الله سبحانه وتعالىٰ يعلم النيات فقد سخر ووفق وألْهَمَ عبادًا من عباده في بلده الحرام للعمل على راحة عباده الذين يتوافدون في كل عام من كل حدبٍ وصوب لأداء مناسك الحج والعمرة، والتي نسعى ونحرص كل الحرص حكومةً بكل قطاعاتها؛ وشعبًا بكل فئاته على تقديم كل الخدمات التي تُيسر وتسهل على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم بكل يُسرٍ وسهولة في أجواء آمنة؛ لا مثيل لها في كل بقاع الأرض؛ فذلك ديدننا مُنذ أن أمر الله سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بأن يؤذن في الناس بالحج (ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ) (الجمعة: 4)
ولأن الإيمانَ بخدمات ضيوف الرحمن عظيم لدينا ..! تعاظم فينا الطموح وحرك الإرادةَ الفذة، وجرى بإقدام يسابق الخيال متحديًا كل الصعوبات، ومتجاوزًا كل العقبات لتحقيق ما يصبو إليه الضيف الكريم وبما يليق به من تكريم؛ فأصبح الحُلمُ حقيقةً ماثِلةً على أرض مكة المكرمة، وفي المشاعر المُقدسة بالتحديد *إلىٰ عرفاتِ اللهِ يا خيرَ زائِرٍ .. عليكَ سلامُ الله في عرفاتِ .. ويومَ تُوَلي وجهةَ البيتِ ناضِرًا .. وسيمَ مجالِ البِشرِ والقسماتِ .. على كُلِ أُفقٍ في الحجازِ ملائكٌ .. تزُفُ تحايا اللهِ والبركاتِ؛ إنه قفزة رائعةٌ من أُناسٍ أروع حملوا على عواتقهم أمانةَ المسؤولية، وحقق الله علىٰ أيديهم ما كان في عِداد المُستحيلات *فكيف تحقق ما كان وهمًا ومن ذا الذي يا تُرىٰ حققه؛ وكلٌ تساءل في دهشةٍ وكلٌ تساءل في لهفةٍ ..! أينَ ..؟ ومن ..؟ وكيف إذَن ..؟..!
أمُعجِزةٌ ما لها أنبياء ..؟..! أدورةُ أرضٍ بغير فضاء..؟؟!! لقد شُيدَ السكن المُريح على أرض المشاعر المقدسة في سابقة هي الأولى من نوعها رُوعيَّ فيها ظروف الأحوال المناخية بجميع تقلباتها؛ وتم تنفيذها بأعلى المعايير وأدق المواصفات الآمنة؛ ووسائل الراحة والعيش الرغيد الآمن في خير بقاع المعمورة؛

* ومن يخطُبِ الحسناءَ لم يُغلِها المَهْرُ* ..! وبخُطىًٰ واثِقةً تحقق الحُلمُ وما كان مُستحيلًا بأيدٍ مؤمنةٍ مُسخرةٍ من ربٍ رحيمٍ بعباده موثقةٍ بالعقيدةِ السمحاء من رجالٍ اعتلوا ظهر الطموح واصطادوا بأسهُمِ الإرادة والعزيمةِ أطياف الخيال وحولوها بتوفيق الله وعونه إلى صروحٍ ماثلةٍ على أرض المشاعر المقدسة في أم القري؛ لتتوازى التطلعاتُ مع المتطلبات؛ ولِتُصبِحَ الرؤىٰ حقيقة مُبهِرة ..!
فهذه هي شركة إفريقيا غير العربية برئيس مجلس إدارتها الذي حباه الله نظرةً ثاقِبةً بعيدةَ المدىٰ؛ ثُم رئيسها التنفيذي وأعضاء مجلس الإدارة الموقرين وجميع المساهمين والمنتسبين للشركة الذين صادقوا وأيدوا هذه المبادرة المُباركة غير المسبوقةِ خدميًا واقتصاديًا ..! بارك الله الأفكار النيرة، والعزائمَ الخيرة، وها نحن نبني بحريةٍ دعائمَ آمالنا المشرقة..!
بصرحٍ عظيمٍ عجيبِ البناء ..!
يبُثُ الرخاءَ ويوحي الثِقة؛ فأرزاقنا من هِباتِ الإلـهِ؛ وأفكارنا حرةٌ مُطلقة؛ ولا بيننا سيدٌ أو مسودٌ؛ فنحن سواءٌ بِلا تفرقة؛ هذه هي المملكة العربية السعودية بقيادتها وشعبها وجميع من يعيش على أراضيها المباركة ..! ومهما حاول المُغرِضون من محاولات؛ فسنمضي قُدمًا بالخير وللخير بمشيئة الله تعالى: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف: 8) فها هو الصرح قد شُيد وها هو البناءُ قد تم ببركة الله وفي انتظار ضيوف الرحمن ليُشرفوه بقدومهم الميمون إن شاء الله تعالى؛ ولينعموا بما أفاض الله عليهم من نعمه وفضله وإحسانه في حج هذا العام “1444هـ 2023م”
*وما نيلُ المطالبِ بالتمني ..! ولكن تؤخذُ الدنيا غِلابا

بارك الله في الجهود المخلصةِ الخيرة، وكللها بالتوفيق والنجاحاتِ المُثمِرة وجزى الجميع خير جزاء، وإلى مزيدٍ من النماء والعطاء *ونلمحُ بين الجموعِ وجوهًا .. يرِفُ عليها حنانُ الإلـه
ففيها المُفكِرُ والعبقري
وفيها التُقاةُ وفيها الهُداه
وفيها الذين تحدوا الظروف
فكانوا شِراعًا وطوقَ نجاه ..!
وبتحدي المؤمنِ القوي تم اصطيادُ الأمل وتجسيدُ الحُلم حقيقةً على أرض الواقع فلله الحمد والشُكرُ والمِنَّة..!
وفي انتظار الافتتاح الرسمي للمشروع الحُلم المُتألقِ في أُمِ القُرىٰ، وبثِه عبر جميع وسائل الإعلام المرئية، والمقروءة إلى جميع أنحاء العالم؛ فهناك الكثير من التطلعات والمبادرات التي ستُثري الحياةَ في كل مجالاتها، والرُقي بالخدمات بكل أنواعها و(للَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) (الروم:4)

– أحد مساهمي شركة إفريقيا غير العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى