المحلية

لماذا يهاجمون الشيخ القرني

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]لماذا يهاجمون الشيخ القرني…؟![/COLOR] [COLOR=blue]بقلم: مصطفى قطبي[/COLOR][/ALIGN]

طوال أيّام الأسابيع الماضية، دارت رحى معركة حامية الوطيس على صفحات الصحف ومواقع الأنترنت، بين أنصار ومحبي الشيخ الدكتور عايض القرني و بعض الكتاب العلمانيين والليبراليين، على خلفية قرار لجنة حقوق المؤلف بوزارة الإعلام بتغريم الداعية السعودي عائض القرني مبلغ 330 ألف ريال سعودي وسحب كتابه ‘لا تيأس’ من الأسواق، في القضية التي تقدمت بها الكاتبة السعودية سلوى العضيدان اتهمته فيها بالاعتداء على حقوقها الفكرية. وقبل أن أدخل في صلب الموضوع وتداعياته، لابد أن أؤكد أن الكاتبة أنصفتها لجنة حقوق المؤلف، وهو حق لا يختلف عليه إثنان، لكن تجب الإشارة إلى أن الشيخ القرني لم يلجأ إلى استلهام بعض الأفكار التي وردت في كتاب الكاتبة سلوى العضيدان، بسوء نية، فالمتعارف عليه أن المعرفة لا حدود لها، وليست حكراً على كاتبها، بل نافذة مشرعة على العالم. ومن الغريب أن تستغل هذه القضية وتعطى حجماً أكبر منها، فقد لاحظنا أن بعض الكتاب الذين في قلوبهم مرض، انبروا يدلون بدلوهم، وكأنهم العالمون ببواطن الأمور، فقد صارت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية مرتعاً خصباً لكل ناعق، لا يحول دونه والخوض في أدق أحكام الأمور ثمة حائل. فما يتعرض له الشيخ القرني اليوم من بعض الكتبة الحاقدين ليس بجديد، وللأسف فهم يركبون على سفينة حرية التعبير واستقلالية الصحافة باعتبارهم واحة الديمقراطية المدعاة؟! وفي هذا يصدق عليهم قول الله تعالى: ‘وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون’.

فحرية التعبير غلافهم مفضوح وعداؤهم لكل الرموز الإسلامية دفين. فالافتراء على الشيوخ والشرفاء من ظواهر هذه الحياة، هو محنة يتعرض لها كل من وضعه الله جلّ وعلا في مكان القمة والقيادة وكأنّه بذلك يؤدي ضريبة النجاح والنبوغ والتفوق.

والشيخ الجليل عايض القرني، عالم جليل من طراز فريد، يجمع بين غزارة العلم وبين التواضع الجم وعدم التعالي بعلمه على الناس، لهذا أحبه الناس والتفوا حوله وذهبوا إليه في كل مكان يتواجد فيه، فقد سخّر كل جهده لخدمة دينه ولخدمة الدعوة الإسلامية وتوعية المسلمين بالأحكام الفقهية الصحيحة دون تشدد أوتساهل ودون إفراط أو تفريط فقد سلك منهجاً وسطياً يقوم على التيسير لكنه في نفس الوقت يرفض التمادي في الأخذ بالرخص التي أفسدت حياة المسلمين. لم يسخر علمه لخدمة تيار من التيارات، فلم يُعرف إلا مدافعاً عن الحق…

[ALIGN=CENTER][COLOR=crimson]أحببت في الله هذا الشيخ عن ثقة *** إيمانه مـن عميق الدين معـروف
يألفه كل قوي عاش في سفــه *** لا يبتغي الحق مهما الحق معروف
فينظر الشيخ كيف الظلم يمنعـه *** بقـدرة الله فيه الحكم مــعروف
يتسابق الكل والأسماع تسبقـهم *** ‘بريد إسلامهم’ في الوقت معروف[/COLOR][/ALIGN] وعلى قدم الأنبياء سار العلماء، فالعلماء ورثة الأنبياء كما جاء في الأثر الكريم وكلّما ارتفع سهم العالم واتسعت شهرته وعظمت منزلته كثرت سهام المعارضين له الناقمين عليه الحاطّين من شأنه وتلك حكمة عالية فطن لها الشاعر العباسي المشهور أبو تمام حيث قال:

[ALIGN=CENTER][COLOR=crimson]وإذا أراد الله نشـر فضيـلـة *** طويت أتاح لها لسان حسـود
لولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما كان يعرف طيب عرف العود[/COLOR][/ALIGN]

والحسد داء قديم في النفوس، والحقد كذلك مرض من الأمراض الخبيثة التي تعاني منها المجتمعات قديمها وحديثها، وربما حقد المبتلى به على أقرب الناس له وأحبهم إليه وأكثرهم إحساناً له وعطفاً عليه حتى قال المجرب الحكيم: جبلت النفس الخبيثة على الإساءة إلى من أحسن إليها، وفي قول آخر: أقسمت النفس الخبيثة ألاّ تموث قبل أن تسيء إلى من أحسن إليها، وكم أحسن الصديق رضي الله عنه إلى مسطح فكان مسطح من الضالعين في الإفك فأقسم أبو بكرـ وهو بشر من حقه أن يغضب ويثور لعرضه وكرامته ـ ألاّ يساعد مسطحا بعد الآن، ولكن القرآن الكريم نزل موجهاً أبا بكر إلى ما هو أفضل وأكمل فقال ‘ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألاّ تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم’.

فالحسد والحقد كلاهما يزينان لصاحبهما السوء ويحملانه على أن يرتكب في حق المحسود الكثير من الافتراءات حتى يغض من شأنه ويحط من قدره إمّا طمعاً في أن ينال من منزلته أو إرضاء لشهوة الحقد التي تستعر في فؤاده.

فالشيخ عايض القرني مثله كسائر البشر يخطي ويصيب، لكن أن تشن عليه حملة شعواء، فهذا يدخل في صميم ضرب الرموز الإسلامية وتشويه القدوة لدى الأجيال، فبعض الكتابات الصحفية ترمي إلى هدم قمم علمائنا الشوامخ، وإثارة الشبهات حول مواقفهم، كما يقع اليوم، عن طريق التشكيك في مواقف الشيخ عايض القرني الذي شهد له العصر بالنزاهة والصدق والإخلاص وحسن الجهاد في سبيل الإنسانية والمثل العليا.

فالأوصاف التي افتريت على الشيخ عايض القرني تناقض حقيقته التي عرف بها فقد عرف بالنزاهة والإخلاص وعمق العقيدة والتفاني في سبيل الخير والنفع العام. واستهداف العالم الجليل القرني، إنما في حقيقته يهدف إلى النيل من العلماء الذين لا يخافون في الحق لومة لائم، وجماعة الكتبة التي تمعن في الإساءة إلى مثل القرني وغيره من الشيوخ الأجلاء، نسيت أو تناست مقام العلماء في الدنيا والآخرة، كما روى صاحب الفردوس عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال:’اتّبعوا العلماء، فإنهم سرج الدنيا، ومصابيح الآخرة’. وإذا كان هذا مقام العلماء بين يدي الله ومع الناس في الدارين، فإن إنكار فضلهم، والسعي إلى النيل من علو قدرهم بتشويه سمعتهم والافتراء عليهم، ينذر بسوء العاقبة أيضاً في الدارين، وربما من الله على من يعادي العلماء، باعتبارهم من أولياء الله، بل هم ورثة الأنبياء، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولكن من العجيب في زماننا هذا أن يتطاول بعض الكتبة العلمانيين والليبراليين، على علمائنا وتاج رؤوسنا، دون خجل أو وجل. لهذا نرى أنه من الضروري توقير العلماء، فهذا أقل ما يستحقه ورثة الأنبياء ومصابيح الدارين. فأين هذا، من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بتوقير العلماء، التي رواها البيهقي عن أبي أمامة رضي الله عنه، بقوله: ‘أوصي الخليفة من بعدي، بتقوى الله، وأوصيه بجماعة المسلمين، أن يعظم كبيرهم، ويرحم صغيرهم، ويوقر عالمهم، وألا يضربهم فيذلهم، ولا يوحشهم فيكفرهم، وألا يغلق بابه دونهم، فيأكل قويّهم ضعيفهم’. إن من مقتضى هذه الوصية الموجهة لخلفاء هذه الأمة، أن تكون من المهام الملقاة على عاتقهم، العمل على توفير الاحترام والتوقير للعلماء نظراً لما يمثلونه من هيبة العلم والدين في نفوس الكافة.

إنّ التدين الحقيقي يعلّم صاحبه كيف يكون الثبات على الحق والاستبسال والشرف والشجاعة والتضحية من أجل الدين. فبعض الكتاب يريدون التشكيك أولاً في العلماء وفي عقيدتنا ثانياً عن طريق التشويه والتزييف لتاريخهم وعطاءاتهم، فإنّ الشك إذا تطرق لواحد تعداه إلى غيره ثم إلى غيره وهكذا حتى ينفرط عقد احترام القمم، ويضعف الإيمان بالقيم، ويتبدد الإيمان من النفوس وتهتز الثقة في القلوب وبصبح أمة بدون تاريخ، أمة تائهة القصد ضائعة الهدف.
إنّه الحقد الذي تتلظى به قلوب بعض الكتاب فيحاولون كذباً باسم الحقيقة أن يلفقوا التهم للعلماء المصلحين وأن يفتروا على الأتقياء الشرفاء ولكن هيهات فإنّ مثلهم كمثل الذي يعنيه الشاعر:

[ALIGN=CENTER][COLOR=crimson]كناطح صخرة يوماً ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الله يوفقكم يا أسرة صحيفة مكة على تبيان حقيقة قضية الشيخ العالم الوقور عائض القرني مع الكاتبة السعودية.شكرا لمصداقيتكم وموضوعيتكم وسيبقى الشيخ تاجا على رؤوس كل الناس والله إننا نحبه ونجله ونقدر علمه.

  2. إن العلماء هم ورثة الأنياء وهذا الحديث النبوي له معنيه السامية،إذ لهم الفضل في إزالة حجب الجهل من عقولنا وإنارتنا وقيادتنا إلى الصراط المستقيم,والله أشهده أن الدكتور القرني له مكانة مرموقة داخل كل بيت مسلم ولا يمكن أحد ان ينتقص من مكانته مهما بلع شأنه.

  3. صدق الكاتب في مقاله والله يعطيه الصحة والعافية.فكل عالم مشهور إلا ويكون له حساد كثيرون وهذه ضريبة الشهرة وبالأخص حب الناسزفالشيخ القرني له معجبين من بقاع دول الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها،أما كتاب المناسبات فلا أعتقد أن لهم قبول أو حضور أو معجبين.

  4. إن تمادي قلة من الكتاب في غيهم وإسائتهم للشيخ العالم القرني عايض دليل على نفوسهم المريضة ورغبتهم في تشويه سمعته.

  5. جزاكم الله خيرا
    ولاكلام ابلغ مما ذكرتم

    الشيخ الجليل عايض القرني، عالم جليل من طراز فريد، يجمع بين غزارة العلم وبين التواضع الجم وعدم التعالي بعلمه على الناس، لهذا أحبه الناس والتفوا حوله وذهبوا إليه في كل مكان يتواجد فيه، فقد سخّر كل جهده لخدمة دينه ولخدمة الدعوة الإسلامية وتوعية المسلمين بالأحكام الفقهية الصحيحة دون تشدد أوتساهل ودون إفراط أو تفريط فقد سلك منهجاً وسطياً يقوم على التيسير لكنه في نفس الوقت يرفض التمادي في الأخذ بالرخص التي أفسدت حياة المسلمين. لم يسخر علمه لخدمة تيار من التيارات، فلم يُعرف إلا مدافعاً عن الحق…

  6. تعليقي في ثلاث رسائل.
    1- حصلت الكاتبه على حقها وأنصفها النظام ، ويجب أن نعرف أن المعرفة تراكمية وهي حق مشروع لكل واحد والا سوف تتوقف كتابة البحوث ونقل المعارف بصيغ مختلفة ومبسطة.
    2-الشيخ عائض القرني علم معروف وصاحب مؤلفات كثيرة ومعرفة واسعة ويجب أن يعرف أن لكل شخص محب وكاره ونقول له لا تحزن ،فأنبياء الله لم يسلموا من الأذى فصبر جميل.
    3- الذين تناولوا الموضوع للتشفي وتصفية الحسابات نقول لهم أتقوا الله في كتاباتكم فسوف تسألون ، وأعلموا أن العلماء ورثة الأنبياء ولحومهم مسمومة وهم ليسوا معصومين لأنهم بشر ، فلاتعطوا الأمر أكثر مما يستحق الا اذا كان هناك حاجة في نفس يعقوب ، والله المستعان والله أسأل أن يلهمنا رشدنا ويهدينا الى سواء السبيل ، ولنجعل المصلحة العامة للأمة فوق أي اعتبار وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com