فيه واحد محشش …!

فيه واحد محشش …!
نحن شعب نكتة نعم…! خفيفو الظل نتهكم كثيرا على أحوالنا نجد كل مادة من مواد حياتنا اليومية آلاف المواضيع؛ لنصنع منها ضحكات بل ما أراه في مجتمعنا بأننا نتلذذ بالسخرية من بعضنا البعض وننال من اﻵخرين؛ وكأن هناك سباق لإطلاق النكت الهزيلة الخالية من المعني.
وما يثيرك أحيانا أن مطلقي النكت ناس فارغون مهلا …! ناس فارغون لا أظن ذلك فنكات المحششين أظهرتهم رائعين جدا ومرحين وأصحاب مزاج رائق حتى تأثرت الصورة النمطية للمحشش بانه متعاطي وفاسد أخلاقي
تخيلوا معي ( واحد محشش كان خارج من البيت قالت له: أمه الله يبعد عنك عيال الحرام ياولدي قالها يوه يمه خربت الطلعة خلاص مني خارج).
من له مصلحة في هذه البرمجة أم أنها نكته عادية والسلام، اضحك ياسيدي، اضحك أنت مكشر ليه هيا خد عند :
(الرجل اﻷمريكي في زواجه يقول لام زوجته لقد منحتيني أجمل وردة !!
الرجل اﻹيطالي يقول ﻷم زوجته أنتي لقد منحتيني أجمل ماسة !!!
أما الرجل في إحدى البلدان ماراح أقول اسمها يقول سدكم الرز ياعمة ؟)
أظن أن الدولة أسبانيا كم أنت عظيم أيها اﻹسباني !!!!
اضحك ياعمي أنت والله نفسية ياعمي اضحك !!!!!
ويستمر الضحك والسخرية أيضا على بنت البلد التي يجب أن تكون مدرسة إذا أعددتها والتي يجب أن ترضعك الوطنية والحب
يقولك تدخل أم ركب وتمسح كافة الصحون في المطبخ، وإذا وقفت على الميزان الالكتروني تأتيها رسالة تقول ممنوع وقوف اثنين على الميزان؛ ومع ذلك تصيح فيك أيها اﻹسباني بعد أن تحرك شعرها “ماكلة من حلال أبوك شيء؟” اخس يا التاهو ما يهزك يريح)
ياسيدي قلنا لك اضحك كرر وبلاش تكشر !!

بكل أمانة لست مع نظرية المؤامرة ولا أؤيدها أبدا ولا أضعها شماعة لرمي كل ما أراه من برمجيات سلوكية عليها، وسأعبر عن رأي الخاص في هذا الموضوع.
دعوني أخذ على سبيل المثال نكتة الصعيدي في مصر التى حطت من مكانه المواطن الصعيدي القوي ذي المسؤولية العالية والهمة بنكتة (“واحد صعيدي” “واحد بلديتنا “). وكأني أرى نفس السيناريو يتكرر مع السعودي بقولهم اﻹسباني، أم ركبة سوداء,السحلية , أم شلحة, التمساح , تيس الصحراء ,صفر سبعة ,……..الخ من العبارات, في واقع اﻷمر إنما هي برمجة سلوكية تبرمج عقولنا الباطنة من غير أن نشعر، كما صنفها علماء النفس
لست ضد مفهوم الطرفة الرائعة الجميلة التي قد تمنحك قيمة مضافة
فالطرفة في التعريف العربي : (“هي القليل الذي يحوي الكثير, وغالبا ما تأتي سهلة ومضحكة وتصف موقفا قصيرا باسلوب دعابي مرح ومسل , لكنها محملة بالدروس والعبر ,وتبعث في النفس معاني اﻷخلاق والتربية “)
منها خصائصها الأتي :
• تحمل عظة أو عبرة ودروسا تربوية وأخلاقية.
• تختصر مساحات كبيرة في الحياة والزمن.
• توفر صفة اﻹمتاع والسخرية فيها.
• توظف في الكلام الرسمي والعام؛ لتمضية الوقت والاستمتاع وأخذ العبر.
ومن اشهر كتاب اﻷدب العربي في هذا المجال ( الجاحظ في رسائله , والثعالبي في كتابه “خاص الخاص”, واﻷصفهاني في كتاب “اﻷغاني”)
وعندما نصنع مقارنة ونسقط ما نراه على نكتة اليوم مقارنة بالطرفة لا أجد أي تشابه ولا تطابق لا قيمة ولا مضمونا ولا معني كل نكت اليوم تسخر من القيم إما طرف الماضي تربي القيم.
قال الجاحظ في البخلاء :
“يحكى أن هناك شيخا بخيلا يأكل في بعض المواضع فمر به رجل وسلم علية فرد الشيخ السلام ثم
قال :هلم عافاك الله
فتوجه الرجل نحوه ولما راّه الشيخ مقبلا
قال له : مكانك فإن العجلة من عمل عمل الشيطان
فوقف الرجل ,قال له الشيخ : ماذا تريد؟
قال الرجل : أريد أن أتغدى
قال الشيخ : ولم ذالك ؟ وكيف طمعت في هذا ؟ زمن باح لك مالي؟
قال الرجل : أو ليس قد دعوتني
قال الشيخ: ويحك لو ظننت هكذا إنك احمق ما رددت عليك السلام
الامر هو أن أقول أنا : هلم فتجيب انت : هنيئا فيكون كلاما بكلام.
اما كلام بفعال وقول بأكل فهذا ليس إنصافا أبدا.

وأخيرا اضحكوا رحمكم الله أم أن نكت اﻹسباني وأم ركب أشد وقرا من نكت الجاحظ
تحياتي لكم وتقديري
علي أحمد الخرمي