اقتصاد

عندما تمطر السماء إبداعاً “عمر خيرت”

عمر خيرت هو موسيقار الشرق الأوسط وفق تصنيف معهد الكونسرفتوار الفرنسي …

ولد عمر خيرت في قاهرة المعز عام ١٩٤٨ م ..

ونشأ في عائلة مثقفة وفنية ثرية تعتبر أحد عائلات القاهرة الراقية في عصر الملكية المصرية …

اشتهرت عائلته بالرقي العلمي والثقافي والفني ، وسبقه عمه الموسيقار أبو بكر خيرت الذي أسس معهد الكونسرفتوار المصري ..

ودرب فيه مئات الشباب آنذاك على عزف أجمل وأرقى المعزوفات العالمية لبيتهوفن وموزارت وشوبان وغيرهم …

إرتبط نبوغ عمر خيرت بآلة البيانو والتي تصنف كاأصعب الاَلات تعلماً ومهارةً وإتقاناً … وصنف عالمياً كاأشهر عازف لآلة البيانو الغراند وهي أضخم الآلآت ب ٨٨ مفتاحاً إيقاعياً …

وانطلق معها حباً وشغفاً وإبداعاً لينقل الموسيقى المصرية الى العالمية في مزيج رائع من الألحان العذبة ..

التحق عمر خيرت بالكونسرفتوار الإيطالي وهو الأشهر على مستوى العالم في العام ١٩٥٩ متخصصاً في العزف على البيانو ، ومذهلاً أساتذته بحسه الموسيقي ومهارته العالية ورقي ذائقته …

تبناه البروفيسور الأيطالي كارو وعمل على إعطائه شخصية موسيقية مستقلة ومميزة ..

عاد الى القاهرة كمؤلف موسيقي بارع ومحترف يصوغ شاعريته وإبداعه في صورة مقطوعات موسيقية تتدفق جمالاً وعذوبة …

أصر على إدخال الآت عربية مثل القانون والناي والعود الى مقطوعاته العالمية ، ليخلق أيقونة جمال متفردة تجمع بين قوانين الموسيقى العالمية وبساطة ومرح الشخصية المصرية …

سمى مقطوعاته الجميلة بأسماء شخصيات مصرية من قلب الشارع المصري في وطنية نقية ووفاء وجداني قلّما يتكرر …

عرفه الجمهور في العديد من المقطوعات التي رافقت الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والأغاني الأشهر في فترة السبيعنات والثمانينات والتسعينات الميلادية …

ولعل من أشهرها : فيلم ليلة القبض على فاطمة ..

وضمير أبلة حكمت ..

ولو حكينا ياحبيبي نبتدي منين الحكاية ؟

ووضع بلمساته المميزة السلام الوطني العُماني والسلام الوطني الإماراتي …

حصل خيرت على العديد من الجوائز والأوسمة العالمية ، وكرمه الكونسرفتوار الإيطالي كأيقونه موسيقية لا تتكرر …

يظهر عمر خيرت مبهراً بأناقته العالية وقامته الشامخة برغم تقدم سنه ..

تكاد الابتسامة الخجولة لا تفارقه ، يرنو لجمهوره أثناء عزفه بعينين خجولتين ، ويختم مقطوعاته بفرح طفولي برىء ..

يركز ملياً على مفاتيح آلة البيانو قبل أن ينطلق محلقاً في فضاء الإبداع …

ينبهر الرائي له حين يرأه وهو يصطف بتواضع جم ، جنباً الى جنب مع طلابه وتلاميذه في فرقة الأوركسترا المصرية التي أسسها من تلاميذه فرداً فرداً …

ويستمع بطاعة مهذبة لتوجيهات المايسترو الذي كان يوماً تلميذاً بين يديه …

نعم إنهم المبدعون يصعدون هامة السماء تواضعاً وعطاءاً وإبداعاً …

ويخلقون من الجمال جمالاً … ويصبغون وجه الحياة بالبهجة وبالرقي …..

أهديكم من سماء الجمال نسمات صباح وزخات مطر ومقطوعة عذبة جميلة كجمال أرواحكم ، للموسيقار العالمي عمر خيرت ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى