الثقافية

“الإرشاد الأسري” يفتح نافذ حياة لفتاة سعودية عاشت صراعاً أسرياً وانقطعت عن الدراسة

 

فتح مركز الإرشاد الأسري بالرياض، نافذة حياة لفتاة سعودية – بعد توفيق الله – عانت من صراعات أسرية مزمنة كانت هي المتسبب فيها، الأمر الذي ترتب عليه انقطاعها عن مقاعد الدراسة في مرحلة عمرية مبكرة، وانطواؤها على نفسها.
الأسرة ضاقت بها سبل الحلول، بعد وصول ابنتها لمرحلة من الفوضى وعدم المبالاة، صاحبه اختلال وصراع نفسي كانت تعانيه الفتاة، لتتجه بها الأسرة إلى أحد مراكز الإرشاد الأسري القريبة من منزلها الكائن بالرياض، حيث تلقت وعلى مدى أسابيع برامج علاجية وتوعوية، كان للنصح والتوجيه السمة البارزة في آليات وممكنات علاجها، وإعادتها للحياة مجدداً – بعد توفيق الله -.
الفتاة استقرت حالتها بعد مضي فترة من علاجها تأهيلياً ونفسياً، لتعود مجدداً إلى كنف أسرتها، بعد أن غابت عنه حواسها ولم يكن حاضراً في ذاك الوقت إلا جسدها، لتعود إلى مظلة وعناية عائلتها بكامل تفاصيلها الجسدية والحسية.
التهيئة النفسية كانت سبيلاً بعد – توفيق الله – في عودة الفتاة إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع عن التعليم دام لأكثر من عشرة أعوام.
الفتاة تعيش الآن كقريناتها، في منزل يحيطه التماسك الأسري، لتتطلع إلى مستقبل يسوده التفاؤل والأمل.
ومن الجدير ذكره، أن مركز الإرشاد الأسري في الرياض التابع لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية ساهم في معالجة المشكلات الاجتماعية التي يواجهها بعض أفراد المجتمع السعودي، وتقديم الإرشادات الوقائية والحلول المناسبة لهم، بما يتوافق مع الثوابت والأطر المرجعية للمجتمع السعودي.
ويهدف المركز إلى تحقيق الاستقرار الأسري، مما يؤدي إلى خفض حالات الطلاق، والخلافات الأسرية، والتفكك الأسري، بتقديم الدعم والمساندة لكل محتاج للخدمات الإرشادية بأنواعها النفسية والاجتماعية والتربوية والسلوكية، وفق معايير عالمية وموارد بشرية متخصصة حيثما كان المستفيد.
ويوفر المركز عدة خدمات منها، توفير إرشادات وبدائل مناسبة وقابلة للتطبيق لأنواع المشكلات التي تواجه الفرد، وإتاحة الفرصة للتخلص من الضغوط النفسية التي ربما لا يجد المسترشدون متنفساً لإظهارها، كذلك الإسهام في تنمية الوعي الاجتماعي، ووقايته من الآثار السلبية المترتبة على زيادة المشكلات.
وفي شأن متصل، أكدت الوزارة مواصلتها تلقي بلاغات العنف الأسري، وحماية الطفل من كافة أشكال الإيذاء والإهمال والتمييز والاستغلال، على الرقم 1919 على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، أو إرسال بريد إلكتروني إلى 1919@mlsd.gov.sa أو على الفاكس (0112927742)، أو الحضور الشخصي لوحدات الحماية الاجتماعية الموجودة في كافة مناطق المملكة.
وتتم مراحل سير البلاغ باستقبال البلاغ وتصنيفه ودراسة الحالة، ومن ثم تقديم الخدمات ومباشرة البلاغ، وتزويد المستفيد برقم البلاغ، وبالإجراءات التي طرأت على البلاغ برسالة نصية.
وتعمل الوزارة على تطوير خدمات مراكز الدعم والإرشاد الأسري في المملكة، وذلك ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني 2020، وخططها المستقبلية، في سبيل إيجاد منظومة متكاملة للحماية الأسرية، بتقديم الدعم والمساندة لكل محتاج للخدمات الإرشادية بأنواعها.
وسعت الوزارة إلى تنفيذ المبادرة بالبدء بوضع معايير للمرشد الأسري، ومعايير للمركز المقدم للخدمة، بالإضافة إلى دراسة وضع آليات لرخصة المرشد الأسري، وتأهيل الكوادر بشكل مهني احترافي، وربط المراكز تقنياً، حتى الوصول إلى إسناد الخدمات للقطاع الأهلي والخاص.
وتهدف الوزارة إلى زيادة عدد المؤهلين العاملين في الإرشاد الأسري والحماية الاجتماعية إلى 21 ألف عامل، ومراكز الإرشاد الأسري ووحدات الحماية الاجتماعية إلى 200 مركز بحلول 2020، مما يؤدي إلى خفض حالات الطلاق، والخلافات الأسرية، والتفكك الأسري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى