المحلية

مشاركة فاعلة في برنامج المطابقة الطبية الأمريكية للمبتعثين من برنامج خادم الحرمين

(مكة) – واشنطن

سجل مبتعثو ومبتعثات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في الولايات المتحدة الأمريكية وللعام الخامس على التوالي مشاركة فاعلة نوعاً وكماً في برنامج المطابقة (الماتش) الطبية الأمريكية للعام 2017 م في عدد من التخصصات الطبية وفي عدد مميز من المستشفيات والمراكز الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتمثل هذه المشاركة طبقا لعدد من كبار المسؤولين في سفارة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية والملحقية الثقافية التابعة لها وعدد من الطلاب والطالبات، أحد أوجه نجاح الاستثمار في الموارد البشرية.
واحتفت الملحقية الثقافية مؤخرا في مركزها الرئيسي في واشنطن بنجاح أكثر من 64 مبتعثا ومبتعثة حصدوا مقاعد لهم في عدد من المستشفيات والمراكز الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية في عدد من التخصصات الطبية.
وتنوعت التخصصات الطبية لأطباء وطبيبات المستقبل الحاصلين على القبول في برنامج المطابقة الطبية الأمريكية في تخصص الطب الوقائي وطب الأسرة والمخ والأعصاب وعلم الأمراض التشريحي، وطب أمراض القلب إلى جانب عدد آخر من التخصصات الطبية في كبريات المستشفيات والمراكز الطبية والجامعية مثل مستشفى كير ويستيرن في كليفلاند بولاية أوهايو، ومركز توفتس الطبي في بوسطن، ومركز كليفلاند الطبي، ومستشفى جامعة جورج واشنطن، ومستشفى لوما ليندا الجامعي في كاليفورنيا.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء السعودية، أكد عدد من المسؤولين في سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن والملحقية أن الدولة – رعاها الله – تنفق بسخاء على المبتعثين في كل التخصصات وفي مجال الطب على وجه الخصوص.
وقال صاحب السمو الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي ، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية ” أجد من تجربتي في العمل الحكومي أن أكبر نجاح في الموارد البشرية في العمل بعد التخرج وفي النتائج وتحقيق الفوائد للوطن يأتي من الأطباء والطبيبات السعوديين ” ، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة نجحوا في اختبار القبول ، لبرنامج المطابقة، وبمستوى عال وهذا في الحقيقة نجاح كبير قد لا يشعر به الناس”.
وبين سموه أنه يجب أن لا ننسى المجموعة الأخرى في الحلقة المتكاملة للخدمات الصحية والطبية وهم الفنيون والممرضون والممرضات والإداريون حيث إن كل واحد منهم يكمل الآخر ولا يمكن لأي منهم في حقل الطب أن ينجح إلا بدعم بشكل متكامل.

وأضاف سموه ” لا أعتقد أن هناك دولة أو مجتمعا عرف مجالا للتطور الكبير للخدمات الاجتماعية مثل المملكة ، فهذه الأساسيات، مؤشر للدول الناضجة والدول الناجحة”.
وأوضح سمو الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي أنه يوجد توجه لفتح العديد من الفرص الاستثمارية العالمية للمستثمرين العالميين والمحليين، مشيرا إلى أن فتح الاستثمار والعمل في هذا المجال مع وجود ضوابط بالإضافة إلى التأكد من نوعية هذا الاستثمار، سينتج عنه تطور كبير بالنسبة للطبيب والفني والممرضة والممرض والإداري.
وقال سموه : ” أنا متفائل جدا، وما يبعثه هو رؤية الأطباء والطبيبات وجهود الجهات الحكومية بتشجيع ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، للابتعاث والاستفادة من تجارب الدول الأخرى ، فطلب العلم لابد من أن ينتشر لأنه لا يوجد مجتمع أو دولة لديها اكتفاء ذاتي”.
وأضاف سموه ” التعليم والصحة يعتمدان بشكل رئيس على الفرد، والسعوديون كانوا في بداية التنمية الحديثة متأخرين بالنسبة لدول الشرق الأوسط، لكن توجه الحكومة الرشيدة لدعم قطاع التعليم والصحة أمر يدفع للمزيد من الحماس ومن الأمور المشجعة أيضا مثابرة الأطباء والطبيبات السعوديين واجتهادهم حتى استطاعوا اجتياز أصعب الامتحانات”.
وأشاد سمو الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي في ختام تصريحه بالنجاحات المتميزة للأطباء والطبيبات السعوديين، مبينا أنه في هذه الأجواء العظيمة الحاصلة في التنمية والتحول الوطني ورؤية المملكة 2030 والأمور الأخرى نجد عجلة القيادة في الإدارات الحكومية تتم من قبل شباب مهني متمكن من هذا التخصص (الطب)، فالآن ننتظر الدعم الكبير لما بعد التخرج وما بعد الزمالة الطبية وما بعد التخصص بالنسبة للحياة العملية”.
وتبين بيانات الملحقية الثقافية أن الطلاب والطالبات السعوديين حصلوا على اثنين في المائة من ثلاثة آلاف مقعد مخصصة للطلاب الأجانب في برنامج المطابقة وذلك بعد تنافس 50 ألف طبيب وطبيبة من مختلف دول العالم، لتأتي المملكة في المركز الخامس بين الدول الأجنبية في هذا المضمار.
ويحافظ الأطباء والطبيبات السعوديون على مشاركة مميزة كما ونوعا في برنامج المطابقة الطبية الأمريكية خلال السنوات الخمس الماضية بمعدل قبول يزيد على الستين في كل عام بعد أن كان العدد في السابق لا يزيد على العشرة في كل عام.

وفي هذا الخصوص، أوضح الملحق الثقافي في سفارة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الدكتور محمد العيسى أنه في أعوام ماضية لم يكن اسم المملكة موجودا في برنامج المطابقة والآن أصبح في المركز الخامس بين الدول ولله الحمد .
وأشار الدكتور العيسى أن برامج الزمالة الطبية مكلفة والدولة تنفق على المبتعثين في كل التخصصات بسخاء وفي مجال الطب على وجه الخصوص، لأن الاستثمار في الإنسان ليس بخسارة ، مؤكدا أن قيادة المملكة تدعم عبر الصرف بسخاء على كل المبتعثين وخصوصا برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.
وطبقا لإحصائيات العام الدراسي 2015 / 2016 الصادرة من معهد التعليم الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد حصلت المملكة العربية السعودية على المرتبة الثالثة بين أكبر 10 دول تبتعث طلابها وطالباتها للدراسة في الولايات المتحدة.
وجاءت المملكة في المركز الثالث بعد الصين التي بلغ عدد طلابها أكثر من 328 ألف طالب وطالبة، والهند أكثر من 165 ألف طالب وطالبة، والمملكة العربية السعودية أكثر من 61 ألف طالب وطالبة.
بدورهم، أكد أطباء وطبيبات المستقبل المقبولون في برنامج المطابقة أن الاستثمار في المبتعثين فتح أمامهم مجالات تخصص جديدة ستعود بالنفع والفائدة ليس على صحة الأفراد فحسب وإنما أيضا تساعد على توفير نسبة كبيرة من إنفاق وزارة الصحة و تغني عن السفر إلى الخارج بقصد تلقي العلاج.
يقول الطالب وائل نبيل أحمد بار، الحاصل على قبول في برنامج المطابقة في مستشفى كير ويستيرن بتخصص طب الأسرة والطب الوقائي: ” يعد التخصص من أهم تخصصات الطب الذي تحتاجه وزارة الصحة ، فالطب الوقائي يعنى بحماية الأفراد من الإصابة بالأمراض من خلال اكتشاف العلامات المبكرة قبل ظهور المرض وانتشاره او استفحاله وهذا يوفر على الصحة ويرفع من درجة صحة المجتمع بشكل عام .
من جانبها، عبرت الطالبة يارا بن عوض الحربي التي ستدرس في تخصص طب المخ والأعصاب في مركز توفتس الطبي في بوسطن عن شكرها لقيادة المملكة في إعطائهم الفرصة وابتعاث أطباء وطبيبات للدراسة في الخارج.
بدوره، أشار الطالب أحمد بن محمد باخشوين الحائز على القبول في مركز كليفلاند الطبي لدراسة علم الأمراض والتشريح الإكلينيكي إلى أن المستقبل يتجه للطب الوراثي أو الجيني والطب التجزيئي ليصل إلى مرحلة أن كل إنسان يتلقى العلاج بطريقة مختلفة وبناء على تركيبته الجينية.

من جانبها، أكدت الطالبة مها عبد المجيد الفرائضي الحاصلة على قبول في برنامج المطابقة تخصص طب باطني في جامعة جورج واشنطن أن المملكة تدعم الطلاب والطالبات للحصول على أفضل فرص التعليم ومن ضمنها برنامج المطابقة في الولايات المتحدة الامريكية.
يذكر أن المملكة العربية السعودية حققت مؤخرا تقدما ملموسا في تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام 2016م ، إذ احتلت الترتيب الثاني عربيا والثامن والثلاثين عالميا ، وصنفت ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جدا بعد أن كانت ما قبل 2014 م ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى