لقاءات رمضانية

اللواء اللقماني : محنة الشرق الأوسط تبكيني

(مكة ) – حوار عبدالرحمن الأحمدي

تواصل صحيفة مكة الإلكترونية لقاءاتها الرمضانية ، والإلتقاء بعدد من الشخصيات المجتمعية الفاعلة لنستعيد معهم ذكريات الماضي وبداياتهم العملية في تلك الحقبة الزمنية الهامة .
ضيفنا اليوم اللواء عائض بن تغاليب اللقماني ، مساعد مدير عام الجوازات لشؤون الحج والعمرة السابق، يتناول في لقائه  جوانب من حياته العملية– فيعرفنا عن نفسه قائلاً :

  • أخوكم الفقير إلى الله عايض بن تغاليب بن سالم اللقماني الحربي من مواليد منطقة المدينة المنورة ، نشأت وترعرعت على تراب مكة المكرمة الطاهر متزوج والحمد لله ، أولادي اثنى عشر أربعة أبناء وثمانية بنات ومن فضل الله أحفادي اثنين و ثلاثة أسباط تقاعدت عن العمل في 1-2-1436 برتبة لواء.
  •   في أي حارة كانت نشأتكم ؟ 

كانت النشأة وبداية الطفولة من سن الثانية وحتى مرحلة الثانوية في مكة المكرمة حي النزهة حارة الملحة جوار مخطط الامير طلال بن منصور.

  • أين تلقيتم مختلف مراحل تعليمكم؟
    تلقيت تعليمي الابتدائي الصف الأول عام 1387 والثاني في مدرسة النزهة كان مديرها الأستاذ عبدالله راشد وأذكر من المدرسين الأستاذ بنجر والأستاذ عطالله معتق اللقماني رحمه الله. أما الصف الثالث الابتدائي فقد درست في مدرسة الزهراء النموذجية بحي الزهراء وأذكر من المعلمين بها الأستاذ عقيل بن البنيان سلمه الله والأستاذ نافع الصحفي. أما في الصف الرابع والخامس والسادس فقد نقلت إلى مدرسة الإمام مسلم الابتدائية بحي الزاهر ، وأذكر من الأساتذة الأفاضل مشهور الأنصاري و محمود محمد علي والبشيتي” فلسطيني” و محمد العلاوي و محمد السلمي و محمد علي الأحمدي. أما المرحلة المتوسطة فقد كانت في مدرسة الزاهر المتوسطة بحي الزاهر وأذكر من الأساتذة سمران سالم اللقماني (حفظه الله ) عمي أخو(والدي رحمه الله)والأستاذ الحشاش ” أردني”والأستاذ الكعكي ومحمد الهميهم رحمه الله والأستاذ بانبيله والإدريسي وعدنان كابلي .أما المرحلة الثانوية فقد كانت في مدرسة مكة الثانوية جوار إدارة التعليم سابقا ومديرها آنذاك الأستاذ عبدالله باحاوي وأذكر من المعلمين الأفاضل بها الأستاذ صالح باودود. و المرحلة الجامعية بتاريخ 1400 التحقت بكلية الملك فهد الأمنية كان مسماها كلية قوى الأمن الداخلي بالرياض وتخرجت منها في 1-8-1403هـ برتبة ملازم بكالوريوس علوم أمنية.
  • ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة ؟
    ذكريات الطفولة البريئة في الحارات المكية لا تنسى في حي النزهة والزاهر وأم الجود و ساحة إسلام والبيبان وجرول حياة جميلة جدا فقد كان الجيران يتفقدو بعضهم بعضا ومسجد الحارة يتقابل فيه الأقارب والجيران وبمجرد غياب أحدهم فرضين أو ثلاثة فروض يتم السؤال عنه أين فلان ..؟ عساه طيب..ثم يتم معرفة وضعه والاطمئنان عليه ..حتى الغريب عندما يدخل الحي يتم الاستفسار عنه ويتسابقون في تقديم العزيمة كضيف و تلمس احتياجاته .. أما نحن في ذلك السن بالمرحلة الابتدائية منشغلين بالشقاوة والتسلية ولعب البرجون والبربر والقب و طيري وكرة القدم وغيرها من الألعاب .
  • في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية..ماذا كنتم تأملون حينها؟
    تطلعاتنا كانت بسيطه والهدف الوظيفة أيا كانت..!!
  • تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة..ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟
    كانت مبنية على القدوة الصالحة فالأب يصحب ابنه للمسجد وللمجالس ويحرص على التربية ولا يوجد ما يشغله والهم الأكبر تربية الأبناء وإيضاح الحلال والحرام والعيب واحترام الكبير والجار.
  • في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المكية في تكوينها ما أبرزها؟
    فعل الخير للناس وصنائع المعروف وخدمة الحي وأهله.
  • الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس..ماهي الأمثال التي لازالت باقية في الذهن؟ ولماذا؟
    الأمثاب عديدة وكثيرة ومنها: عمل خير وأرميه في البحر..الباب اللي تجي منه الريح سده واستريح..أقلب الجرة على
    فمها تطلع البنت لأمها وغيرها من الأمثال الجميلة والمفيدة.
  • الحياة الوظيفية..أين كان لشخصكم القدير أول بداياتها وآخرها؟
    تعينت في مطار الرياض القديم ثم في جوازات الرياض ثم نقلت الى المدينة المنورة في 1-2-1404 وعملت بجوازات منطقة المدينة المنورة مديرا لشعبة الإجراء والتكليف ثم مساعدا لمدير إدارة الوافدين لشئون العمليات ثم قائدا لدوريات منطقة المدينة المنورة..وقد عملت بالمدينة المنورة عشرين عاما أحلى أيام العمر تخللها العديد من الدورات في الحاسب الآلي والتزوير واللغة الانجليزية في بريطانيا يورك شاير وسكاربرا وايست بورن وفي أمريكا بولاية كاليفورنيا بجامعة ديفز وفي جامعة الأمير نايف ومركز المعلومات الوطني ومعهد الادارة بالرياض وجدة والجودة الشاملة والمتكاملة..ثم صدر قرار بنقلي الى منطقة مكة المكرمة قائدا لدوريات جوازات منطقة مكة المكرمة في 1-3-1423 وفي 1-5-1425 صدر قرار صدر بتعيني مديرًا لجوازات منطقة جازان وفي 1-6-1427 صدر قرار بنقلي إلى مكة المكرمة و تعييني مديرا لجوازات العاصمة المقدسة وبتاريخ  1-7-1429 صدر قرار بتعييني مساعدا لمدير عام الجوازات لشؤون الحج والعمرة حتى 1-2-1436 و تمت إحالتي للتقاعد بعد أن خدمت الدولة وهذا الوطن الغالي لمدة ستة وثلاثين عاما ولله الحمد والمنة.

.

.

.

.

  • شهر رمضان و شهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها.
    شهر رمضان الكريم شهر الفرقان والخير والبركة فرمضان له روحانية في مكة والمدينة المنورة وطعم خاص ومكة المكرمة والمدينة التي لاتنام على مدار أربعة وعشرين ساعة عمل وحياة مفعمة بالحيوية وقد كان لنا الشرف أثناء فترة العمل في خدمة الجمهور من المواطنين والمقيمين والوافدين للحج والعمرة والزيارة وخدمة قاصدي بيت الله الحرام ومسجد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    و كنا ولله الحمد نحتسب الأجر من الله في عملنا ولا نكل ولا نمل من خدمة ضيوف الرحمن و نتفانى في أداء الواجب وفي خدمة وتذليل كافة الصعاب لكي يؤدون نسكهم بيسر وسهولة تحت ظل ورعاية ومتابعة دقيقة من قيادة حكومتنا الرشيدة ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم و سدد على طريق الخير خطاهم ووفقهم الله لما يحبه ويرضاه .
  • تغيرت أدوار عُمد الأحياء في الوقت الحاضر وأصبحت محددة..كيف كان سابقا دور العمدة في الحي ؟
    كان عمدة حي النزهة على ما أذكر في زمن مضى أكثر من خمسين عاما مضت العمدة علي سابق رحمه الله ومن أبنائه حاليا طلعت سابق و سعود سابق
    ثم خلفه عمدة حي النزهة شداد اللهيبي الحربي رحمه الله ثم ابنه محمد شداد الحربي حاليا عمدة حي السلامة وكان
    عمدة الحي يعمل على مدار الساعة في أي وقت يتم طلبه من الشرطة ومن المواطن والمقيم وكان يقوم بدور المصلح الاجتماعي و تفقد أحوال سكان الحارة وتقديم المساعدات لهم وإيصال صوتهم و طلباتهم وطلبات واحتياجات الحي للمسؤول..ومع هذا لا يتقاضى إلا مكافأة!!
    أما حاليا أصبحت العمد على وظائف بنظام الخدمة المدنية ودوام رسمي محدد ومهامهم زادت لازدياد عدد السكان والوافدين و أيضا زيادة عدد الحارات والمخططات والأحياء السكنية وهم أيضا يؤدون دور كبير جدا يفوق إمكاناتهم يشكرون عليه.
  • القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة ؟
    نتذكر العمدة علي سابق والعمدة شداد الحربي والعم حاسن اللقماني وعويد عطية اللقماني وسليمان سالم اللقماني و لافي بركي اللقماني ومعتق عتيق الله
    اللقماني و حسن حاسن اللقماني رحمهم الله وغيرهم كثير كثير ممن كانوا يخدمون أهل الحي و في كل خير .
  • هل تتذكرون موقف شخصي مؤثر حصل لكم ولا تنسوه؟
    و فاة والدي رحمه الله في عام 1431هـ ، و مواقف العمل كثيرة جدا.
  • المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة..هل تعرفونا على بعض منها؟
    المدرسة والمعلم و الطالب و المسجد و الأسرة والحكومة سداسي يشكل حلقات مترابطة و مؤثرة في مخرجات التعليم والنشّأ والمواقف متعددة سلبا وإيجابا ولكن هناك تناغم في المسيرة من حسن إلى أحسن و تطوير مستمر مواكباً لواقع الحال .. وهناك فرق واضح بتحسن و تطور تدريجي إلى الأفضل المستمر لا ينكره إلا جاحد أو مكابر ..
  • كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان.. ماهي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟
    في الزمن الجميل من الوسائل الإعلامية التي كانت المتوفرة الإذاعة والتلفاز القناة الأولى وحيدة ويقفل التلفزيون الساعة 12 ليلا على ما أعتقد..والصحف الورقية إنذاك الندوة وبقية الصحف..أما حاليا الصحف الالكترونية..وبدأت الصحف الورقية تحتضر من ثلاثة أعوام تقريبا ، كذلك وسائل التواصل الاجتماعي السريعة وخاصة تويتر في المقدمة سرعة و دقة فورية للحسابات الموثوقة المصدر ثم الفيس بوك و سناب وانستقرام ويوتيوب والواتس وشبكات التلفزة السريعة والمتعددة القنوات على الأجهزة الذكية والتلفاز .
  • وما أثرها على أفراد المجتمع آنذاك ؟
    أثر الوسائل الإعلامية سابقا كان محدود لضيق الانتشار وتأخر بث المعلومة والمادة المطلوب إيصالها لجميع شرائح المجتمع
    أما حاليا ثورة معلوماتية إعلامية فأصبح كل إنسان مراسل مجاني تصل المعلومة وتتداول من بلد إلى بلد وفق نطاق عريض و في ثواني واستفاد منها إيجابا التعليم والطالب و الأسرة بغض النظر عن بعض السلبيات التي تعتبر شاذة و ليست قاعدة..لكن بشكل شبه عام الإيجابيات تطغى على السلبيات وخاصة من يحسن استغلالهاوتوظيف التقنية نحو الاستخدام الأمثل .
  • تظل للأ فراح وقفات جميلة لاتنسى في الحي..ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة ؟ وكيف كانت ؟
    كانت الأفراح ميسرة ويتعاون الأقارب في الإعداد للأفراح بكل سرور وكانت ولازالت جميلة ولله الحمد أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان.
  •  الأحزان في الحياة سنة ماضية..كيف كان لأهل الحي التخفيف من وقعها ؟
    التكافل الاجتماعي بين أفراد الحي كان ملموسا ومخففا للمصائب وحاليا بدأت مراكز الأحياء والجيران في مكة المكرمة بالتقارب وتفقد أحوال جميع أهل الحي و متطلبات الحي فيه تحسن نسبي وملموس .
  • الأحداث التاريخية الشهيرة في حياتكم والتي عايشتها..هل تتذكروها..وما الأبرز من تفاصيلها؟
    الأحداث التاريخية حقيقة كثيرة وتحتاج مؤلفات ووقت وجهدلطرحها في مذكرات!
  • ماهي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارتكم..حارة الملحة ؟
    من الألعاب الشعبية الزيرو الخبيتي و المزمار و المحاورة والكسرات والزومالة (الحداية) الحداء واللعب بالمقاميع ( مقمع) بارود و خاصة في الأفراح والأعياد وحسب المناسبات والمهتمين بذلك.
  • لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه..هل ترون بعضا من قصص الفقر المؤلمة ؟
    الحمدلله على كل حال..عندما نتذكر ما كان عليه نبي هذه الأمة صلى الله عليه و سلم و أصحابه و مامر عليهم من فقر ..
    يهون ذكر أي شئ لقوله صلى الله عليه وسلم ” من أصبح آمنا في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها‏ “.
  •  ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة؟
    الحارة القديمة نقول لسكانها من مات يرحمه الله ومن كان حيا ندعوه لاستمرار التواصل و العمل لخدمة الحي وأهله وزرع روح العطاء والبذل وفعل الخير.
  • رسالة لأهالي الأحياء الجديدة..وماذا يعجبكم الآن فيهم؟
    الاستمرار في التواصل المثمر مع عمدة الحي و مركز الحي والمجلس البلدي من أجل تفقد أحوال الجيران وخدمتهم و متابعة طلبات الحي.
  • كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟
    القراءة و الرياضة و زيارة الأقارب والأصدقاء ومركز الحي.
  • لوعادت بكم الأيام ماذا تتمنون ؟
    سوف تتزاحم الأمنيات.. ويتقدمها عمل كل ما يسعد البشر و يدخل عليهم السرور في أي عمل شرعي لمواجهة لعبة الزمان.!
  • بصراحة..مالذي يبكيكم في الوقت الحاضر ؟
    محنة الشرق الأوسط..
  • ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟
    يُحكى أنَّ رجلاً كان مع بعض الصالحين فمرَّ على جماعةٍ يشربون ويغنُّون،فقال الرجل : يا سيدى ، ادع على هؤلاء المجاهرين بالمنكر ..قال : اللهمَّ كما فرَّحتهم فى الدنيا ، فرِّحهم فى الآخرة!! فبُهت الرجل ،فلم تمض مدة ، حتى اهتدى كل منهم وحسن حاله ..
  • لمن تقولون لن ننساكم؟
    لن ننساكم يا شهداء الوطن الغالي .
  • ولمن تقولون ماكان العشم منكم؟
    من كان ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.
  • التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. تقولون لمن سامحونا..وتقل لمن سامحناكم؟
    سامحونا يا من أخطأنا بحقهم..
    وسامحناكم يا من أخطأتم بحقنا.
  • كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن مكة الماتع.
    أشكركم جزيل الشكر والامتنان أستاذي عبدالرحمن الاحمدي وصحيفة مكة الالكترونية على هذا اللقاء الرائع ، داعيًا الله العلي القدير أن يديم علينا وحدتنا الوطنية وأن نظل صفاً واحداً خلف قيادتنا الرشيدة ونذود عن وطننا الغالي ضد الكائدين كما انتهز هذه الفرصة لأتوجه بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يحفظ مليكنا وولي عهده الأمين و ولي ولي العهد وأن يديم علينا نعمه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصل الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. لقاء ممتع وسيره ذاتيه مميزه لرجل مميز خدم الوطن بشرف ومثال لكل مواطن سعودي ماشاء الله

    بصراحه من إلقاء عشنا مع ايام الحارات القديمه بمكه ورجالها وأحلى عادات وتقاليد في كل المناسبات الافراح والعزاء
    في النهايه نشكر الضيف والمضيف على الحوار في بدايه شهر رمضان وكل عام والجميع بخير

  2. بارك الله فيك أبا وليد واطال الله عمرك على الطاعة
    لقاء شيق
    (ذكرني الماضي المنسي)

  3. لقاء ممتع مع اللواء ابو وليد.. والله يحفظه ويوفقه… لقاء ذكرنا بالزمن الجميل…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى