لقاءات رمضانية

السميري : لا أنسى هزيمة «67» والإستلاء على حنجرة أم كلثوم

 

(مكة) – حوار عبدالرحمن الأحمدي

تواصل صحيفة مكة الإلكترونية لقاءاتها الرمضانية ، والإلتقاء بعدد من الشخصيات المجتمعية الفاعلة لنستعيد معهم ذكريات الماضي وبداياتهم العملية في تلك الحقبة الزمنية الهامة .
ضيفنا اليوم الدكتور خالد بن قاسم السميري الجهني، استشاري طب الأطفال، نتعرف معه على بعض الجوانب من حياته العملية.

  • بداية نرحب بكم في صحيفة مكة وشهرك مبارك .

اشكركم على الإستضافة وكل عام ومكة وقرائها بألف خير

 في أي حارة كانت نشأتكم؟

  • – في حارة العتيبية.

 

  • أين تلقيتم تعليمكم؟
    -الابتدائية في مدرسة العتيبية ثم مدرسة أسامة ابن زيد. والمرحلة المتوسطة في عمرو بن العاص والمرحلة الثانوية في مدرسة مكة الثانوية.والمرحلة الجامعية
    في كلية الطب في جدة في جامعة الملك عبدالعزيز ومن بعدها دبلوم طب الأطفال ثم الزمالة في طب الأطفال.
  • ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة ؟
    ذكريات الحارة نقش في الذاكرة لا تمحى، بساطتها،ألفتها،جيرانها،أصحابها،ألعابها،يكفيها تلك الايادي المتكاتفة والسواعد القوية في استقبال وايت عين زبيدة كل صباح بعد الفجر،يكفي ذكريات عم حسن وهو قادما مع غروب شمس كل يوم حاملا معه فوانيس الحارة.

 

  • في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية.. ماذا كنتم تأملون حينها؟
    -لم تكن هنالك بوصلة نتجه لها بل كلها توفيق من الله،فكان الهم الأول والأخير هو النجاح في آخر العام،والطفل عادة يحتاج للقدوة،وكان والدي رحمة الله عليه معلم وإمام مسجد الحارة وحتى مرحلة الثانوية كان الإتجاه بين الطب والهندسة والجيولوجيا ثم قدر الله والتحقت بكلية الطب.

 

  • تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة..ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟
    -احترام الكبيرورضى الوالدين والمحافظة على الصلوات كانت معيار دقيق في الحي
    وكان كل الأباء في الحي يمثلون عين الرقيب على جميع أبناء الحارة.

 

  • في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المكية في تكوينها ما أبرزها؟
    -حسن المعشر هذا ديدن المكيون وكنا نلمسها في الحارة وفي المدرسة وفي الأسواق ولاننسى التكاتف بين أهل الحي في الأفراح وخلافها..ومن الأشياء التي لازلت أذكرها هي ذكريات الرحلات
    بين المعلمين في المدرسة وكنت مصاحبا لوالدي وخاصة لوادي فاطمة ولشلال الخرار القريب من وادي نعمان وكذلك الرحلات الجماعية لأهل الحارة.

 

  • الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس..ماهي الأمثال التي لازالت باقية في الذهن؟ ولماذا؟
    -مكة مشهورة بالأمثال اللطيفة والجميلة وأتذكر منها: أكلوا الملوخية وصاروا أفندية–أعمى قال للأطرش خلينا نشوفك–صنعة أبوك لايغلبوك–أبو نية يغلب أبو نيتين وغيرها كثير وكثير.
  • الحياة الوظيفية..أين كان لشخصكم القدير أول بداياتها وآخرها؟
    -بدأت طبيب مقيم بقسم الأطفال بمستشفى حراء العام بمكة مرورًا باستشاري أطفال بمستشفى النور ثم مستشفى الولادة والأطفال ثم تم تكليفي مديرا لمستشفى حراء ثم مديرًا للشؤون الصحية بالطائف ثم مديرًا للشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة ثم تكليفي مديرًا تنفيذيا لمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة وشاركت وزملائي في تأسيسها حتى تم افتتاحها على يد المغفور له -بإذن الله-الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثم تقاعدت مبكرا بعد ٢٥عام مابين العمل المهني والعمل الإداري وهذا العام ١٤٣٨ صدر الأمر السامي بأن أكون عضو في مجلس منطقة مكة المكرمة التابع لأمارة المنطقة وهو شرف كبير للعمل مع أميرها القائد صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.

 

  • شهر رمضان و شهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها.
    -هذه من أكبر النعم علينا نحن سكان هذه الأرض المقدسة في هذا الوطن الكبير مملكتنا الغالية،روحانية رمضان حين تندمج مع قدسية المكان شعور لايمكن وصفه،ولله الحمد والفضل والمنة لم يفتني من مدة الوعي بالصوم وحتى الآن صيام رمضان في مكة،أما الحج فهذا كنز الذكريات واشتياق المحبين،كنت حاضرا مع والدي لأكثر من عشرين عاما في حجه السنوي حتى تخرجي من الكلية ثم قدر الله أن تشرفت بأن أكون نائبا لرئيس لجنة الحج التنفيذية أثناء عملي مديرا لصحة العاصمة ثم رئيسا للجان الحج التحضيرية،،وما أروعها من لحظات لاتنسى، حين تغيب شمس يوم عرفة ونكون والعاملين في الحج في بطن عرفة ولكن لخدمة ضيوف الرحمن ، صحيح كانت الدمعة تسقط من حسرة عدم لبسنا للإحرام ولكن تسقط دمعة من العين الأخرى طمعا بأن يشملنا الرحمن برحمته مع حجاج بيته الكرام.

 

  • تغيرت أدوار العمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة..كيف كان سابقا دور العمدة في الحي ؟
    -العمدة كان الرابطة الجميلة بين الحي وكل حي في المدينة وفي كل شي.

 

  • القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة ؟
    -سابقا كان معظم الشخصيات المكية مترابطةمباشرة او بالمناسبات الاجتماعية أو بالسمعة،ومعلوم أن رجالات التعليم كانوا هم الأكثر بروزا كوجه اجتماعي يحظى بالتقدير والمحبة،لا يمكن أن أنسى الشيخ صالح الميرابي رحمه الله وأ.صالح البغدادي رحمه الله،أ.باحاوي امد الله بعمره فهو صديق شخصي لوالدي رحمه الله،ولا يمكن نسيان الأفاضل وأهل العلم والفكر وبيت عزيز في مكة وهما المغفور لهما بإذن الله أ.صالح جمال وأ.أحمد جمال خاصة وكانت بينهم وبين الوالد جيرة في وقت من الأوقات،ولازلت أتذكر تلك العلاقة الوثيقة بين الشيخ سعيد بن قابل ووالدي رحمهم الله جميعا.

 

  • هل تتذكرون موقف شخصي مؤثر حصل لكم ولا تنسوه؟
    -موقف اتذكره دائما حين كنت في أحد محلات بيع الحاسبات وصادفت شاب سعودي وبعد انتهائي من الشراء أصر على إعطائي فاتورة الشراء وأعجبني موقفه وعرضت عليه بأن أتوسط له عند مدير الشؤون الصحية لتوظيفه على وظائف البند ولم يكن يعرفني وأعطيته التوصية ثم في طريق عودتي للمنزل تذكرت أنه لاتوجد أي وظائف شاغرة!!فحدثت نفسي كيف لي في الخروج من هذا المأزق!؟، اليوم التالي حضرالشاب وأعطى التوصية لمدير المكتب وأحضرها لي وفي نفس التوقيت كان هنالك ملف لموظف يطلب فيه التقاعد،فكان الفرج من فارج الكربة وفارج الهم فتم توظيفه على وظيفة هذا المتقاعد وكان أن ساق الله له الوظيفة أمامه وفرج عني ذلك الموقف.

 

  • المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة..هل تعرفونا علي بعض منها؟
    -المدرسة كانت الحدث الطاغي على كل شئ في الحي،والمعلم تلك القامة التي يحترمها الجميع،ويخافها الجميع،والطالب هو ذلك الجسد المباح لحمه والمحفوظ عظمه ليس له سوى الدعاء والالتزام والتنفيذ.

 

  • كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان.. ماهي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على أفراد المجتمع آنذاك ؟ 

سابقا كان هنالك شبه إجماع في كل حي بأن فلان هو الأذاعة المتنقلة! وهو المصدر الموثوق للأخبار وهو المفسر الوحيد للأحداث فلا صوت يعلو على صوته ولا محدث يشكك في مصداقيته وخاصة إذا اقترنت بتملك راديو مع القماش المزركش!

 

  • تظل للأ فراح وقفات جميلة لاتنسى في الحي.. ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة ؟ وكيف كانت ؟
    -فرحة عيد الفطر في مكة لها طعم خاص يعرفها أبناؤها فكان التجمع عند كبير الحي بعد صلاة العيد في الحرم المكي ثم المرور الجماعي على معظم منازل الحي لدقائق في كل منزل وترى الفرحة في عيون الكبار قبل الصغار وهنالك مناسبات الزواج..فسابقا لم تكن هنالك صالات للأفراح بل كل المناسبات تتم داخل الحي والكل يشارك والكل يعمل ويساعد.

 

  •  الأحزان في الحياة سنة ماضية..كيف كان لأهل الحي التخفيف من وقعها؟
    -أخي الكريم أهل الحي قديما كانوا عبارة عن عائلة واحدة تسكن منازل متجاورة لذلك أي حزن يقع على عائلة تجد الجميع متكاتف وملتف حولها.

 

  •  الأحداث التاريخية الشهيرة في حياتكم والتي عايشتها..هل تتذكروها..وما الأبرز من تفاصيلها؟
    -هزيمة 67 لاتنسى وكنا أطفال ،خاصة أن أهل الحي يوميا يتجمعوا حول الراديو وصوت العرب وتباشير النصر ثم فجأة يتحول الفرح الى حزن وكآبة.
    -سيل الربوع حدث لا ينسى في مكة
    -وفاة أم كلثوم وحكاية أنهم قتلوها كي يستولوا على حنجرتها الذهبية..!!
    -استشهاد الملك فيصل- رحمه الله تعالى- كان فاجعة ومصيبة شعرنا بألمها في الحارة وفي المدرسة.
    -تولي الملك خالد الحكم ومن ثم السماح بإقامة الأفراح بمكة وكل الأحياء شاركت بالالعاب الشعبية وخاصة المزمار.
    -حركة جهيمان واحتلاله للحرم المكي كانت مؤلمة وفاجعة وأتذكر والدي رحمه الله حين كنا نأخذ غداء جاهز بالصواني ونصل به الى داخل المدعة قريب من محل العطار،وذلك للجنود المدافعين عن الحرم.
    -تأهل منتخبنا لألومبياد لوس انجلوس بعد فوزنا على الكويت وكوريا بنتائج كبيرة وأفراح كبيرة شهدتها حارات مكة ومسيرات بكل الطرق حتى الوصول الى عرفات بل وحتى هنالك من أقام الولائم وذبح الخراف .
    -الغزو الغاشم واحتلال الكويت كانت أشبه بكابوس وخاصة حين أصبح الخليج كله تحت نيران الإذاعات أو بعض الإذاعات العربية وكان الفطور والبلسم الصباحي هو مقال الراحل غازي القصيبي
    رحمه الله في جريدة الشرق الأوسط،في عين العاصفة.

 

  • ماهي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارة العتيبية؟
    -كل موسم له ألعابه،فالإجازة لها ألعابها ورمضان وعيد الفطر له ألعابه والأفراح لها ألعابها ومنها المدوان والقب والبرجون ولاتنسى الضاع وأيضا الطيري،وألعاب الأفراح من المزمار والخبيتي والمجرور وغيرها كثير.

 

  • لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه..هل ترون بعضا من قصص الفقر المؤلمة ؟
    -أخي الكريم الحياة الاجتماعية سابقا كانت متقاربة والفوارق المادية كانت قليلة أو غير ظاهرة داخل الحارات المكية،ومكة المكرمة خصوصا ولتوالي المواسم عليها فكان هنالك حركة تجارية على كل المستويات والأغلبية العظمى من العاملين والمستفيدين هم السعوديين، فتجد المطوف وأبناءه وأقاربه كلهم يعملون،وتجد أبناء الحارة يستغلون المواسم في أعمال تجارية ولو بسيطة ولكنها تدر دخلا جيدا،لذلك قلما تشعر بوجود فقر واضح المعالم داخل الأحياء والحارات وأنا هنا أتحدث عن مكة فقط.

 

  • ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة؟
    -على الرغم من انتقال كثير من ساكني الحارة إلى مواقع أخرى داخل مكة ولكن مازال لقاءعيد الفطر يتجدد،أقول لنحافظ على ذلك.

 

  • رسالة لأهالي الأحياء الجديدة..وماذا يعجبكم الآن فيهم؟
    -الأحياء الجديدة للأسف إما باعدت بين الجيران أو زادت الكلفة والتكلف في حال اللقاء،كم أتمنى عودة البساطة للقاءات التي تتم الأن في بعض الأحياء الجديدة.

 

  • كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟
    -الزمن هو هو بالدقائق والساعات لم يتغير ولكن تغير كثيرا الإحساس به فقديما كانت المؤثرات المحيطة بالإنسان قليلة لذلك كان هنالك نوع من البطء لحركة الوقت فكان للقراءة والتأمل وقت كافي أما الآن ومع زيادة هذا الكم الهائل من المؤثرات الخارجية فأصبح الانقياد عنوة لهذا التسارع الزمني الهائل،فلم يعد هنالك مجال لوقت الفراغ،فالمؤثرات الخارجية أصبحت من تقودنا بشكل جنوني.

 

  • لوعادت بكم الأيام ماذا تتمنون ؟
    -العفو والعافية.

 

  • بصراحة..مالذي يبكيكم في الوقت الحاضر ؟
    -عقوق الوالدين وحال العرب.

 

  • ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟
    -منظر لا أنساه حين شاهدنا أحد رجال الحارة، وكنا نلعب كورة بالشارع ،ذاهبا لعمله وكان عسكري برتبةعريف رحمه الله وكان لابسا بذلته ونسي يلبس البنطلون ولبس مكانه الفوطة! فكان يوم شهير بالحارة.

 

  • لمن تقولون لن ننساكم؟
    -لوالدي رحمة الله عليه ولجميع موتانا.
    -لمعلمي أ.علي فلاته وإبراهيم أبوشال وغيرهم بالابتدائي،وأ.فيصل أبوسعده بالثانوية.
    -لرجال أمننا البواسل الذين ضحوا بأرواحهم في الدفاع عن وطننا ونحن نيام في منازلنا.
    -لجنودنا على الحدود وهم من تصدى لكل عابث طائش أراد النيل من تراب الوطن.
    -لمعالي الوزير والسفير سابقا أ.د.أسامة بن عبدالمجيد شبكشي أقول له لقد كنت مدرسة تعلمت منها شخصيا أشياء كثيرة في القيادة وفي الإخلاص وفي الوطنية وفي الانجاز.
    -لمعالي د.حمد المانع وزير الصحة السابق واقول له كفيت ووفيت
    -ولمعالي د.عبدالله الربيعة وزير الصحة السابق واقول له في كل موقع لك بصمة شكرا.

 

  • ولمن تقولون ماكان العشم منكم ؟
    -لأبناء هذا الوطن ممن انقادوا لمواطن الفتن ليكونوا خناجر مسمومة في خاصرتنا وأصبح البعض منهم أداة بلا عقل ولا تفكير بيد أغراب ليسوا منا ولا نحن منهم.
  • التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. تقولون لمن سامحونا..وتقل لمن سامحناكم؟
    -أقول سامحونا لمن قدر الله وكنت مديرا لهم فلربما ظلمت أحدا منهم بلاقصد أو تثبت،ولا أجد في نفسي شيئا على أحد أو لا أتذكر أن في قلبي شيئا على أحد.

 

  •  كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن مكة الماتع.
    شكرا لك شخصيا أخي القدير أ.عبدالرحمن الأحمدي بأن أعدت لي بهذه الأسئلة ذكريات لاتنسى.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. ماشاء الله
    الدكتور خالد شخصية راقيه و قامع عاليه في مكة
    نفتخر فيك و نتمنى لك حياة سعيدة

  2. الله يحفظك يادكتور وين ماكنت
    لقاء جميل أعاد بنا الذاكره من جديد

    كل عام وانت بخير

  3. حوار جميل وراقي ….سبحان الله العادات والتقاليد في الجزيرة العربية متشابهة …كأنه يتكلم باسم الطفل في الجزيرة العربية ككل وليس مكة فقط.

  4. لقاء جميل وممتع يادكتور
    شكرا لك ذكرتنا بحيو الزياني حيو
    وتستاهل الخير

  5. أسأل عن الدكتور خالد وانجازاته بصحة الطاىف بصراحه ما مر على صحة الطائف مسؤول مثله أبدا خلق وعلم وتعامل وأداء لله يوفقه أينما حل وارتحل قامه نادر وجودها في هذا الزمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى