
(مكة) – حوار عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
تواصل صحيفة مكة الإلكترونية لقاءاتها الرمضانية ، والإلتقاء بعدد من الشخصيات المجتمعية الفاعلة لنستعيد معهم ذكريات الماضي وبداياتهم العملية في تلك الحقبة الزمنية الهامة .
ضيفنا اليوم الحكم الدولي محمد فوده ، نتعرف معه على بعض الجوانب من حياته العملية.
– في البدء نتعرف على ابن المدينة المنورة.
محمد عواد فودة معلم متقاعد..حكم دولي سابق..عضو لجنة الحكام العرب وعضو لجنة الحكام الرئيسية ومستشار لجنة الحكام السعودية سابقWا مع الأخ عمر المهنا..محلل تحكيمي في قنوات ART لمدة 7 سنوات ثم محللا تحكيميا في لاين سبورت..والآن مستشار تحكيمي في برنامج أكشن يا دوري .
– في أي حارة كانت نشأتكم ؟
حارتنا كانت نهاية حي المناخة بالقرب من باب الكومة
– أين تلقيتم تعليمكم؟
المرحلة الابتدائية في المدرسة الناصرية بباب الكومة وكان مديرها المربي الفاضل بداية المرحوم بإذن الله الأستاذ أمين مرشد ثم المربي الفاضل الاستاذ عمر الحيدري..المرحلة المتوسطة كانت في متوسطة الإمام علي في ملعب التعليم طريق سلطانة..ثم معهد المعلمين كان في آبار علي وأكملت في نفس المبني كلية المعلمين الدفعة الأولى.
– ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة ؟
مابقي في الذاكرة من عراقة الحارة كل ماهو جميل الكل أهلي وإخوة ونخوة والكبير أب لجميع أبناء الحارة احترام وتقدير وشهامة ومرجلة لكن العنوان الكبير لكل ذلك ( الطيبة والاحترام بين الجميع ).
– في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية.. ماذا كنتم تأملون حينها؟
مرحلة الطفولة كان شغفنا في كرة القدم ونادي أحد وكانت الأمنية اللعب في الفريق الأول وقد تحقق وهو الذي منعني عن الدراسة الجامعية فاخترت معهد المعلمين الأقرب وموجود في المدينة المنورة لأن المدينة لم يكون بها جامعة إلافي الرياض أو جدة لكن الحمدلله هذا ما أراده الله لنا.
– تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة..ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟
التربية كانت تعتمد على الأب ومن حوله من الجيران القيم والاهتمام بالصلاة والدراسة واحترام الكبير ومستحيل تنادي الكبير إلا قبلها ياعم ، تترك له المجلس ليتصدر المجلس لا تتقدم على والدك في المشي أمامه تقدم الخدمة لأي أحد من الجيران تجلس مع الكبار في مجالسهم وتخدمهم وتسمع قصصهم التي كانت أكثرها دروس عن المرجلة والشجاعة وإكرام الضيف وصون عرض الجار
– في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المكية في تكوينها ما أبرزها؟
كما ذكرت في السؤال السابق التعلم من الكبار وأيضا احترام الكبير والوفاء مع الآخرين والصدق في القول والعمل.
– الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس..ماهي الأمثال التي لازالت باقية في الذهن؟ ولماذا؟
والله الأمثال الشعبية كثيرة منها مثلا :
( عز نفسك تجدها ) ( اللي ماله كبير يدورله على كبير ) ( الجار ولو جار )
( اللي ماله خير في أهله ماله خير في غيرهم)
– الحياة الوظيفية..أين كان لشخصكم القدير أول بداياتها وآخرها؟
بدأت معلما في مدرسة قباء الابتدائية كانت بجوار مسجد قباء وتقاعدت في مدرسة أسعد بن زرارة آيضا في قباء وكنت معلم صفوف أولية وأكرمني الله بجائزة المعلم المثالي بمنطقة المدينة المنورة وقد عملت لمدة 32 سنة والبعض يتوقع أنني معلم تربية بدنية !!.
– شهر رمضان و شهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها.
شهر رمضان في المدينة المنورة سابقا كانت المدينة حقيقة صغيرة وأسواقها لها نكهة من بعد العصر والأمور سهلة وفي المساء صلاة العشاء والتراويح بصوت الشيخ عبدالعزيز بن صالح رحمه الله والأكلات الشعبية في الأسواق شئ جميل..كذلك الحج الكثير من الشباب يعمل في الحج..الآن اختلف الوضع فتحت العمرة وزيادة عدد الحجاج وزحمة الأسواق كلها مواسم دينية لها طابعها الخاص.
– تغيرت أدوار عُمد الأحياء في الوقت الحاضر وأصبحت محددة..كيف كان سابقا دور العمدة في الحي ؟
العُمدة كبير الحارة هو المرجع وهو حلال المشاكل وكلمة العمدة سابقا هى قرار واجب التنفيذ الآن دور العمدة قد لا يذكر لأن مكان تواجده غير معروف وشخصية العمدة اختلفت عن السابق الذي كان مركازه في الحارة ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن الحارة وسكانها الآن لا يعرف من هم سكان حارته ودوره فقط التصديق على الأوراق ودوامه في قسم شرطة المنطقة ودوره تبليغ المطلوبين بمراجعة الحقوق أو الشرطة فقط.
– القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة ؟
من القامات الاجتماعية هناك الكثير في الحارة وغير الحارة فان أذكر العم إبراهيم حسوبة والعم على أبو سيف والعم محمد حلبي والعم عليان الحازمي والعم عمر الحصين والعم محمد الحصين والعم أمين انصاري وغيرهم الكثير والكثير.
– هل تتذكرون موقف شخصي مؤثر حصل لكم ولا تنسوه؟
المواقف كثيره فأنا ملازم للوالد في ذهابه وعودته ومجالسه فحضرت الكثير من حل المشاكل الأسرية بين الأزواج وعقد صلح بين المتخاصمين وكانت تحل بمنتهى البساطة واليسر لأن التقدير موجود لأصحاب الحل والعقد في الحارة والمجتمع.
– المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة..هل تعرفونا علي بعض منها؟
كنا في المدرسة الناصرية أنا وأخواني على وعبدالله وعبدالعزيز وابن الأ خت أحمد سعود الاحمدي ( المعروف باحمد فودة ) كان المصروف اليومي 4 قروش فقط وكان مديرنا الأستاذ المربي الفاضل عمر الحيدري وكان الأب للجميع وكذلك الأستاذ دخيل الحيدري والأستاذ عبدالله عبدالشكور والاستاذ سعيد ( فلسطيني) والأستاذ موسى الحيدري كانوا آباء لنا و لكن مايلفت الانتباه.. النشاط المسرحي في المدارس ويسمى حفل سمر كان حدث جميل أولياء الأمور يجتمعون من بعد المغرب حتى أذان العشاء وتقديم فقرات مسرحية هادفة.
– كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان.. ماهي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على أفراد المجتمع آنذاك ؟
الوسائل المتوفرة كانت قليلة لكنها ثريةسواء في النشاط المدرسي أو ممارسة كرة القدم وهناك العديد من فرق الاحياء أيضا كانت الإجازة المدرسية فرصة بأن كل شاب يعمل مع والده في نشاطه وعمل النجار والحداد والسمكري أو الفلاح الكل يعمل في فترة الصيف والكل يصحى مبكرا إلي جانب نشاط المراكز الصيفية التي كانت خلية نحل في ممارسة مختلف النشاطات الاجتماعية والرياضية.

– تظل للأ فراح وقفات جميلة لاتنسى في الحي.. ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة ؟ وكيف كانت ؟
الفرح في الحارة كان مميزا تمارس فيه الألعاب الشعبية بمختلف أشكالها والكل يشارك فيها وجميع أبناء الحي يقومون بالواجب مع العريس بالمباشرة وتجهيز مستلزمات عشاء النساء ( التعتيمة وهي عبارة عن كما يطلق عليه الآن بوفيه ) فيه مختلف أنواع الحلويات الطحينية البقلاوة الأجبان الششني …الخ مع الفتوت البلدي) والرجال يقدم لهم العشاء عبارة عن رز بخاري على مستوى وكانت هناك عادة مزعجة لمن يقدم الرفد يجب أن يذهب له بمائدة من الرز والبف والطربمة يقوم بالذهاب بها أبناء الحي لكن حقيقة للفرح فرح لجميع أبناء الحارة.
– الأحزان في الحياة سنة ماضية..كيف كان لأهل الحي التخفيف من وقعها ؟
أحزان الحارة حزن للجميع لكن بيت المتوفي وأطفاله لايحتاجون شئ لأن الحارة تتولى أمرها عن طريق العمدة كل مايحتاجونه يجدوه دون طلب منهم لكن مبادرات شخصية من الجميع.
– الأحداث التأريخية الشهيرة في حياتكم والتي عايشتها..هل تتذكروها..وما الأبرز من تفاصيلها؟
أحداث كثيرة أذكر في المدرسة كان هناك التبرع لفلسطين ( إدفع ريالا تنقذ عربيا) التبرع لثورة الجزائر وجمع التبرعات ونحن في المرحلة الابتدائية قد نكون في الصفوف الأولية.. أيضا حرب 1967 وهزيمة العرب جميعا.
– ماهي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارة …؟
الألعاب الشعبية في حاراتنا المشهور منها المزمار/ والزير يشتهر به الأحامدة وغيرها من الألعاب .
– لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه..هل ترون بعضا من قصص الفقر المؤلمة ؟
الفقر لم نكن نعرفه حقيقة لأن البساطة والرضى بماقسم الله موجود عند الجميع لاتباهي ولا تفاخر والكل يعمل عمل شريف..والأحياء بها تكاتف وتعاون اجتماعي.
– ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة؟
أقول لسكان حارتنا القديمة ذكرى جيرتكم ومحبتكم وصداقتكم للآ ن موجودة فالأ حياء منهم ناقول حفظكم الله وأمدكم بالصحة والعافية ومن رحل ندعو لهم بالمغرفة والرحمة.
– رسالة لأهالي الأحياء الجديدة..وماذا يعجبكم الآن فيهم؟
الأحياء الجديدة وخاصة حينا في حي الأزهري والمنطقة التي أسكن فيها لازال التواصل موجود والبعض (حده حد نفسه) والبعض حتى عند باب المسجد لايسلم فأقول اتسعت المجالس وضاقت الصدور ..! في الأعياد تريد تعيد على البعض تجد الباب مقلق وإن رد عليك تجده نايم ومتضايق كأنه يقول لك ( أنت جاي ليه )والقهوة بااااااااااردة.!
– كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟
وقتي كله مع الأسرة والأحفاد وخروجي قليل جدا فقط للصلاة والعودة وأنا أللعب على الدراجة لدقائق فقط وباقي الوقت أتابع كل جديد في قانون كرة القدم.
– لوعادت بكم الأيام ماذا تتمنون ؟
الأيام لاتعود لكن تبقي الذكري الطيبة والحمد لله لايوجد شئ تمنيته لم يتحقق لكن طموح الانسان كبير ولا يتوقف عن تحقيق مالم يتحقق.
– بصراحة..مالذي يبكيكم في الوقت الحاضر ؟
يوووووه أنا يؤثر في كل شيء إنساني وما يحصل من قتل وتشريد الآمنين في الوطن العربي والقتل الغير المبرر، وأي موقف أشعر فيه أن هناك إنسان أو طفل أو أمرأة اتعبها الزمن.
– ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟
الطرف كثيرة ولكن عندما كنت صغيرا ذهبت لشراء ثلج للوالدة وأعطتني ريالا ووضعته تحت الكوفيه وذهبت للبقالة ولكن نسيت أين الريال ؟ فعدت للوالدة وأعطتني ريالا آخر لكن أخذت منها ( قرصة بتهور في أذني مع كف ) وطاحت الكوفيه ووجدنا الريال الآخر فوق رأسي!.
– لمن تقولون لن ننساكم؟
الوالد رحمه الله والولدة واختي أم أحمد ورحيمي سعود الأحمدي ورحيمي غالي الصبحي رحمهم الله جميعا.
ولمن تقولون ماكان العشم منكم ؟
ماكان العشم أقولها للكثير ممن ظلمني وممن خذلني وممن طعنني! بدون ذكر أسماء لكن كلها دروس من الحياة .
– التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. تقولون لمن سامحونا..وتقل لمن سامحناكم؟
أولا طبعي متسامح ولا ارتاح حتى أطلب السماح ممن حصل بيني وبينه خصام وأكون مخطئ او غير مخطئ وهذه من صفاتي.
– كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن مكة الماتع.
أشكرك ياعبدالرحمن على إعداد هذه الأسئلة الشاملة لكن بصراحة لقاء طويل ! وجميل فكل الشكر لك ولصحيفة مكة الالكترونية.







الله يجزاه كل خير…
وأسأل الله أن يغفر لنا وله …
اتمنى أن يكون حياديا في تحليل المباريات التي يكون فيها طرف الفريق الازرقني
سيدي الأستاذ القدير.. محمد فوده
الحكم الدولي السابق والخبير التحكيمي والمحلل في برنامج اكشن يادوري..
اسأل الله ان يطيل في عمرك وان يديم عليك لباس الصحه والعافيه وان يحفظك من كل مكروه..
واتمنى يابوفهد بأن اتشرف بتقبيل يديك الكريمتين..
وان اكون تحت قدميك خادمآ مطيعآ مخلصآ مدى الحياه ..فديت رجليك سيدي