
(مكة) – حوار – عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
تواصل صحيفة مكة الإلكترونية لقاءاتها الرمضانية ، والإلتقاء بعدد من الشخصيات المجتمعية الفاعلة لنستعيد معهم ذكريات الماضي وبداياتهم العملية في تلك الحقبة الزمنية الهامة .
ضيفنا اليوم المؤرخ فواز بن علي الدهاس، نتعرف معه على بعض الجوانب من حياته العملية.
– في البدء نتعرف على ابن مكة المكرمة.
الاسم فواز بن علي بن جنيدب والدهاس لقب لفرع من فروع القبيلة
عندما أتحدث عن مكة ولربما لاحظت في المواقع الخاصة بي اكتب “عاشقٌ لتاريخ مكة” فأنا ابن مكة وابن المعابدة أبًا عن جدولدينا صكوك لأسرتي من القرن الثامن للهجرة! حيث كانت لنا أملاك في منى والمدعة والمعابدة وبعضها خارج مكّة، والأسرة تولت عدة مناصب قيادية في مكة المكرمة.
– في أي حارة كانت نشأتكم؟
في حي المعابدة العريق.
– أين تلقيتم تعليمكم؟
الابتدائي في المدرسة المحمدية في حارة المعابدة ولكن اضطررت للانتقال مع أهلي إلى جدة بسبب دراسة أخي وأكملت الإبتدائية في مدرسة الفتح كيلو ثلاثة.. والمتوسطة في المدرسة السعودية المتوسطة في جدة ثم عدنا إلى مكة.. وأكملت الثانوية العامة في المدرسة العزيزية الثانوية ثم إلى كلية الشريعة عام ١٣٩٠هـ وأتممتها عام ١٣٩٤هـ ومعيد عام ١٣٩٥هـ ثم ابتعثت إلى بريطانيا لتحضير الماجستير والدكتوراة لمدة سبع سنوات وعدت عام ١٤٠٤هـ من جامعة إكسيتر ولله الحمد.
– ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة؟
لازالت لدي الكثير من الذكريات عن هذه الحارة وكيف كانت البيوت مترابطة؟ وكيف كان الشباب مجاهدا في الحياة؟ الحياة لم تكن بما هي عليه اليوم من الراحة والرفاهية.. بل كنا نخرج من البيت إلى بعض الساحات في الحارة تحت الأتاريك ونذاكر عندها.. وفي رمضان نمارس الكثير من الألعاب في ذلك الوقت والحي كان عبارة عن أسرة واحدة مترابطة وأتذكر أن والدتي كانت تبطخ نوع واحد من الطعام فقط.. لكن عندما نجلس على السفرة أجد سبعةانواع! من الطعام من الجيران، حيث كان الجيران يتبادلون الأطعمة فيما بينهم وكان هناك نوع من الترابط وأتذكر ايضًا عندما كان يعمل والدي وكنت أريد الذهاب معه لشدة تعلقي به يُحدث أحد جيراننا ويقول له: عليك بفواز أرجعه للمنزل، فيرجعني الجار وكأنه فرد من أفراد اسرتنا!.
– في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية ماذا كنتم تتطلعون حينها؟
ج٥: في تلك الأوقات كانت الحالة المادية صعبة والشخص كان يحاول أن يختصر الحياة بأي طريقة وكنت أرغب أن أنهي الثانوية العامة والتحق بالعسكرية بعد أن حصلت على المركز العاشر في المنطقة الغربية.. وكان المهم لدي إنهاء سنتين العسكرية وأخذ الراتب والوظيفة فقط! ولكن لم أوفق لا في الكلية الأمنية ولا في الجوية ولا حتى البحرية.. وعدت من هناك مكسور الخاطر مغمومًا على “لوري” في السلة لأنها أرخص مع صديقي نقيب حارة الفلق لاحقا الأستاذ عبدالعزيز المعلم وقال لي والدي مقولةً لن أنساها أبدًا قال لي: يا بني والله ما قفل الله لك بابًا ألا ليفتح لك ألف باب..وهذا فعلًا ما حصل وأصبحت أدرس الطلاب في المدرسة الليلية وأنا لدي شهادة ثانوية! ثم قدمت في الجامعة بعد انتهاء وقت التقديم لكن دخلت ولله الحمد لأنني وكما يقال كنت من نفلة العسكرية..!! وقبلت في كلية الشريعة فكنت أدرس في الكلية واُدرِس في الليلية وكنت أريد العودة للعسكرية ولكن عندما رأيت نتيجتي وكُنت الأول على الدفعة لم أعد أريد العودة.
– تربية الأبناء في السابق بُنيت على قواعد صلبة ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟
الظروف والبيئة قديمًا تختلف عن الظروف حاليًا فمثلًا ابني لو أراد أن يذهب للرياض لن أتركه يذهب وحده وإن تركته سأحدثه ليلًا ونهارًا ! سابقًا لم يسأل عنّا أحد فالثقة كانت قوية ولم تكن هناك وسيلة للتواصل ولكن كانت هنالك ثقة والتربية قائمة على الاعتماد على النفس.. وكنّا نعمل في الإجازات والحج.. ونذهب لندرس في المساجد أما الآن الأبناء لا يريدون العمل بل يريدوا جميع وسائل الترفيه بدون الاعتماد على النفس إلا القليل منهم.
– في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد ماهي أبرزها؟
العادات والتقاليد أشياء تكاد تكون ملزمة للإنسان خاصة في أسرتنا بعض العادات والتقاليد لا يمكن الحياد عنها ولا يمكن التنازل عنها سواءً في الولائم أوالمناسبات مثلًا إذا دخلنا وفي المجلس كبار سن لا يمكن ان نتصدر في المجلس.
– الأمثال الشعبية القديمة لها أثر في النفس ماهي الأمثال التي ترسخ في ذهنك..ولماذا؟
مثلًا”مد رجولك على قد لحافك”ومكة حافلة بالأمثلة الشعبية ولكن لا يحضرني أمثلة أخرى حاليًا.
– اين كان لشخصكم أول محطة في الحياة الوظيفية وآخرها؟
أول محطة كانت في جامعة أم القرى فقد عملت معيدا عام ١٣٩٥هـ ثم ذهبت إلى بريطانيا وعدت منها.. كأستاذ في جامعة أم القرى حتى عام ١٤٣٥هـ ..ثم تقاعدت وكنت في تلك الفترة رئيسا لقسم التاريخ لفترتين متتاليتين.. ثم وكيلا لعمادة شؤون الطلاب ثم عميدًا لشؤون الطلاب.. ثم مشرفًا عامًا لإدارة المتاحف في الجامعة وأيضًا خلال العمل الأكاديمي أشرفت على عدة لجان كمكتبة الجامعة ولجنة المخطوطات ووضع مناهج قسم التاريخ .. وطلبت مني هيئة السياحة والتراث الوطني أن اكون عضوًا في الهيئة الاستشارية التي يرأسها الأمير سلطان بن سلمان ورشحت لأن أكون عضوًا في التنمية السياحية لإمارة مكة المكرمة وكلفني معالي الدكتور فهد السماري مدير عام دارة الملك عبدالعزيز ومستشار الديوان الملكي بالقيام بأعمال دارة تاريخ مكةولولا عشقي لمكة المكرمة وتأريخها لما قبلت بهذا العمل؛ لأني اتصور أنني بهذا العمل أقدم خدمة لمكة المكرمة.
– شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية المميزة حدثنا عنها.
رمضان كما قلت قبل قليل في زماننا كان يختلف عن رمضان الآن، في زماننا كنا نجتمع مع عيال الحارة وكنا نذهب لنتسوق أغراض الفطور من الجميزة والمعابدة ونلعب الألعاب الشعبية والرياضية بعد التراويح وأتذكر أننا من بعد النصف من رمضان كنا نذهب دائمًا إلى السوق الذي كان عبارة عن منطقتين المدعة والجميزة وكنا نفرح بالعشر الأواخر لأنه كان وقت تفصيل الثياب التي كنا نفصلها مرة واحدة في السنة فقط! وأيضًا الزيارات العائلية في رمضان التي نفتقدها الآن والحج أيضًا كان موسم مهم جدًا للعمل؛ حيث كنا نبسط البسطات في منى ونبيع فيها أو توصيل الحجاج إلى الحرم بالسيارة.
– تغيرت أدوار العُمد في الوقت الحاضر واصبحت محددة كيف كان دور العمد سابقًا خصوصًا في حارتكم حارة المعابدة ؟
كان عمدتنا ابن ربيقان الذي تولى العمودية بعد أسرتي وكان للعمدة دور كبير بالذات في مكة المكرمة حيث كان يتفقد أهل الحارة ويُصلح بين الناس فكان دوره قوي وله رهبة وقوة!.
– القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها حضور ملفت في حارة المعابدة؟
كان عمي الشيخ سليّم بن سعد بن جنيدب ابن شيخ المعابدة قبل أن تتحول إلى عمودية.. كان من أعيان المنطقة.. وأسرة ابن ماضي كانت أسرة معروفة مع أسرة ابن شعق وكانت لهم رضاعة مع الأمير ماجد بن عبدالعزيز-يرحمه الله- وهم إخوان زوجتي حيث كان يزورهم الأمير ماجد حتى وفاته..وكان هنالك فايز الحارثي أيضًا وابن جلّال الذي كان كُلف من الدولة أن يرافق الرحالة الأجانب وكانت هنالك العديد من الأسر في مكة لها دور كبير في الحارة.

– هل تتذكرون موقف شخصي لكم ولن تنسوه؟
هنالك موقف حصل عندما كنت في الرياض وكان معي زميلي عبدالعزيز المعلم وكنا نريد أن نسكن في عمارة في منطقة الشميسي ويبدو أن تلك الأيام كانت هنالك أحداث في الرياض! وكان هنالك نوع من الحذر الأمني وعندما وصلنا إلى منطقة الشميسي وطرقنا الباب وكان الأخ الذي معي لم يكن يلبس الغترة وكنت أنا بطاقيتي فأشكالنا كانت غريبة نوعا ما.. ويبدو أننا أخطأنا في الشقة ولم يرغبوا أن يفتحوا لنا الباب واخبرونا بأن الشخص الذي نبحث عنه ليس هنا وجربنا بالمفتاح الذي معنا الشقة المجاورة ففتح الباب.. وعندما دخلنا اعتقد الجيران أن صديقهم الذي اسمه بالمصادفة عبدالعزيز كاسم صديقي قد وصل فأصبح أحدهم ينادي يا عبدالعزيز فدار بينهم حوار على أساس أنه عبدالعزيز صديقهم ولكن تفاجؤوا بأننا نفس الأشخاص الذين طرقوا الباب ولكن بعدها أصبحنا أصدقاء..وأيضًا قصة أخرى حصلت لي في مانشستر وكنت ذاهبا إلى الجنوب ولكن مع العجلة ركبت قطار ذاهب إلى الشمال ووجدت اللوحات الإرشادية كلها ذاهبة إلى الشمال ولكن تداركت الموقف ونزلت عند أول محطة وكان من المواقف التي لن أنساها.
– المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة..هل تعرفونها ببعضٍ منها؟
الثلاثي مكمل لبعض وأعتقد بأن المعلم هو بمثابة الأب وأذكر أنني في الثانوية العامة كانت رغبتي أن أدرس علمي لكن مدرس الرياضيات كان أستاذ شديد جدا..وكان عند أي غلطة من أي طالب يعطيك من الكلمات النابية التي تكرهك في المادة وتركت التخصص وأتجهت للأدبي لهذا السبب أعتقد أن المدرس يجب أن يكون مثل الأب.
– كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة للناس في كل مكان ماهي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على المجتمع؟
– لم يكن لدينا إلا الراديو وأنا شخصيًا كنت لا استمع للراديو إلا مرة واحدة في السنة عند غناء السيدة أم كلثوم حتى عندما ذهبت لبريطانيا أخذت معي تسجيلاتها.. وأيضا كان خطاب الملك فيصل وجمال عبدالناصر حيث كانت خطاباتهما نادرتين جدًا وكانوا يمثلون التوازن في العالم العربي.
– تظل الأفراح محطات لا تنسى في الحي.. ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة وكيف كانت؟
أعتقد بأن أجمل اللحظات عندما تخرجت من الجامعة وعُينت معيدًا فيها.. وكان والدي إمام مسجد الإجابة في حارة المعابدة وكان متعلم..ولكن من كثر ما كان يراني منكبا على الكتاب والدراسة كان يحزن علي ويقول لي يا فواز اطلع للبخشة والعب مع أصدقائك وشم هواء! وكان يقول للوالدة: اذهبي لفواز لأنه جالس في الغرفة وحده أخاف يأتيه مس! وكانت تجلس معي الوالدة تؤنسني وترفه عني.. هذه كانت من أجمل اللحظات في حياتي..وتذكري لرأفة أبي وأمي -رحمهما الله- بي وأيضًا أتذكر لحظة زواجي التي كانت من أجمل اللحظات في حياتي وعندما سافرت إلى بريطانيا وأنا عريس..ولكني سافرت لوحدي؛ لأن الزملاء نصحوني بالذهاب وحدي لكي أركز على اللغة..ولكني ذهبت من كسر الخاط؛فقد افتقدت أنيس وشقيق روحي في مكة المكرمة.. فكانت سنة صعبة علي جدًا وأتذكر عودتي وفرحتي بمقابلتها مجددًا.
– الأحزان في الحياة سنة ماضية كيف كان لأهل الحي التخفيف من وقعها؟
كان أهل الحي مشاركين في الأحزان والأفراح فكان أهل الحي جميعهم يقفون بجانبك ويخففون عنك ويساعدونك في الدفن ويحسسوك بأنهم أسرتك الثانية وليس فقط جيرانك وحتى في الزواج كان أهل الحي يعاونونك في الزواج وحتى في أدق التفاصيل مثل الفناجيل والأ كل والشرب ويعطون الرفد.
– ماهي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارة المعابدة؟
الألعاب كثيرة مثل لعبة الكبت والطرة وغيرهما.
– لو كان الفقر رجلاً لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه هل تروون بعضًا من قصص الفقر المؤلمة؟
أعتقد بأن قسوة الحياة تعلم الحياة! فلولا قسوة العيش لما صرنا رجالًا نحن في زماننا لم يكن لدينا ماهو متوفرا اليوم ولكن قسوة العيش صنعت منا رجالًا وكان لكل شئ قيمة ولكن الآن الإسراف كبير جدًا! فأنا عشت قلة اليد..وكنا نعمل وأنا لدي دفتر كشكول في البيت محتفظا به كنت أرسم فيه بيت العمر الذي كنت أتخيله ولله الحمد والمنة حققت الكثير من الأشياء التي كنت أحلم بها عندما كنت صغيرًا.
– ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة؟
أقول لهم ليتنا نعود لما كنا عليه من التواد والتراحم والمحبة وأن نجتمع ولو سنويًا لأن للأسف الشديد لم يعد هنالك اجتماعات حيث أتذكر أننا كنا في العيد لا نترك جارًا إلا ونعيد عليه ولكن اختلف الوضع كثيرًا وكنا أرقى بكثير من الآن وأطالبهم بأن نعود بما كنا عليه سابقًا.
– رسالة لأهالي الأحياء الجديدة، وماذا يعجبكم فيها؟
بصراحة لا يعجبني فيها شئ؛ لأن أغلب هذه الأحياء الجديدة ناس مؤقتين قادمون وذاهبون وقد يلومني من يقرأ الكلام هذا وفي الزمن هذا أصبحت الريبة والشك بين الجيران مرتفعة لأننا أصبحنا غرباء وحتى التناغم فُقد بين أهالي الأحياء الجديدة وأنا ساكن في حي العدل ولكن لا أعرف أحدًا هناك عدا مصلين المسجد.
– كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟
من الممكن أن يكون غريبًا ولكن أنا لا أخرج من بيتي! ولدي مكتبة فيها قرابة “٤٥٠٠ “كتاب أقضي أغلب وقتي بها وإذا أردت الخروج أذهب للمسجد فقط وآتي إلى عملي هنا في مكة التاريخية وعملي في الإمارة كعضو في لجنة التنمية السياحية وعملي في هيئة السياحة والتراث وكلها لخدمة مكة بدون عمل مادي بل لحب مكةالمكرمة.. وأيضًا عملي مع جامعة أم القرى في الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه.
– لو عادت بكم الأيام ماذا تتمنون؟
أتمنى أن نعيد تخطيط الجامعة ومكة المكرمة ؛ لأنني أرى أن مكة المكرمة والمسجد الحرام بالأخص خُنق بالفنادق التي حوله ولو تمتد إلى خارج مكة بدلًا من المسجد الحرام ويكون هنالك قطار للحرم أخف من هذه الباصات المتعبة والتي لا تتلائم مع ما وصلنا أليه من رقي وتقدم.
– صراحةً ما الذي يبكيكم في الوقت الحالي؟
يبكيني وضع العالم الإسلامي وأنا اتألم لوضعنا ولا أكون مبالغًا إن قلت أنني هجرت الإعلام؛ لأنني لا أعلم من أصدق وعندما أفتح الأخبار لا أجد إلا سفك الدماء والشتائم بين أمة الإسلام عكس الخارج الذي هو في تفتح ووئام ومحبة.. ولكن إذا أخذنا نظرة حولنا سنجد أن الأمة الإسلامية جميعها في اضطراب حتى عادتي سابقا في السفر إلى الشام تركتها بسبب عدم الأمان وكأنه أمرٌ دبر بليل لهذا العالم الإسلامي..!! الذي يعيش بصراعات وحروب.
– ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟
ذكرت لك حادثة الرياض ومانشستر ولكن لدي موقف أثر في نفسي ردًا على سؤالك السابق وأذكر موقف التخرج من الثانوية بتفوق.. ولكن عدم قدرتي على دخول العسكرية وبعدها مقولة والدي لي عندما قال ما يُقفل باب إلا ويفتح الله لك ألف باب..!! وبعدها صار تحولي من إداري إلى أكاديمي وكاتب .. وهذا من أجمل المواقف وكان سبب وجود كتب لي مثل ” في المسجد الحرام المكان والمكانة” وكتاب “المدارس في مكة العصر الأيوبي والمملوكي” وكتاب” مكة المكرمة أسماء ومواقع “وعدد من الكتب الأخرى التي حاولت أن أضع فيها حصيلة هذا العمر كله.
لمن تقول لن ننساكم؟
ج٢٧: لوالديّ الذي كان لهم فضل كبير عليّ بالرغم من عيشهم في شظف من العيش ولكنهما لم يمنعهما من بذل الحنان والتوجيه في الحياة الدراسية وغيرها وأقول لهما لن أنساكم من الدعاء.
– ولمن تقول ما كان العشم منكم؟
أحيانًا تحدث أشياء غير متوقعة مثل بعض المواقف الصادمة التي تحدث من أقرب الناس إليك سواءً من الأسرة.. أو المقربين منك .. ولولا محبتك لهذا الشخص لما تأثرت فأقول لهم ما كان العشم منكم..!!.
– التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية، لمن تقولون سامحونا ولمن تقولون سامحناكم؟
أرجو ممن يقرأ هذه المقابلة التي أنا سعيد بها وأكثر سعادة حضورك أستاذ عبدالرحمن في مكتبي ومن خلالك ومن خلال صحيفة مكة الالكترونية أقول لجميع زملائي سواءً في الجامعة أو من يربطني بهم عمل أرجو أن تسامحوني إن سمعتم مني كلمة أو رأيتم موقفًا حسبتوه أنه إاساءة لكم أوجرح لمشاعركم أرجو أن تسامحوني في هذا الشهر المبارك وأن تتذكروا دائمًا أنني لا أملك إلا كل حب وتقدير لكل من قابلته في هذه الحياة لأننا في البداية والنهاية كالمستظلين بشجرة ثم تاركينها في هذه الحياة وأقول لكل من أخطأ في حقي أو أساء إلي شخصيا.. الله يسامحك.
– في ختام لقاء ابن مكة الماتع دكتور فواز الدهاس ماذا ترغبون الحديث عنه؟
دعوة من القلب لكل من يقرأ هذه المقابلة أن يزور مركز تاريخ مكة لأني أنا وبحكم انتمائي لهذه المدينة المقدسة وحبي لها.. أرغب لكل من له غيرة ومحبة لهذا المدينة أن يساهم معنا في إسراع عجلة الدراسات والبحوث والنصيحة والرأي.. فبدون جهودكم لن نستطيع أن نعمل شئ لمكة وأرجو من رئيس التحرير الأستاذ عبدالله الزهراني وصحيفتنا مكة الالكترونية بحضورأن تأتي وتشرفنا في هذا المركز للتتعرف على أقسامه ومنشوراته من الكتب والدراسات حتى تكون هي واسطة خير بين هذا المركز والمجتمع المكي..ولا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر لصحيفة مكة الإلكترونية الممثلة في الأستاذ عبدالرحمن الأحمدي وأرجو أن يسامحني إن أتعبته وأدعو الله تعالى أن يكلل عمله وجهوده بالتوفيق والنجاح.








