البطاقات

معزوفة المطر

 

على ذلك الطريق المظلم وقفت بانتظار النور
كان البرد قارساً و الظلام حالك

مع أن الهواء بارد جدا ..
إلا أنها كانت تشعر بالعطش الشديد من شدة الجفاف

ساقاها لا تتوقفان عن الارتعاش أبدا ..
لقد كانت منهكة من الركض طويلا

رفعت عينيها إلى السماء ..
لم تكن عيناها طبيعيتان فقد ظلتا
ترجفان كثيرا
تلونت شفتاها بلون ليلكي كالبنفسج
والوخز شديد في ما وراء وشاحها الأزرق الصوفي

قررت أخيرا ثني ركبتيها
و الجلوس على سجاد الثلج الأبيض الجميل
أنزلت رأسها أيضا
لم يكن لديها خيار آخر

لقد ذبل الورد الذي كان في سلتها الصغيرة
نبضات قلبها بدأت تضعف شيئا فشيئا
حتى الدموع
لم تعد قادرة على الجريان

[ هي لم تكن إلا الأميرة الهاربة من القصر ]

قررت الاستسلام للموت هناك
فلم يتبقى بحوزتها أي قوة إطلاقا

إلا أن المطر هطل أخيرا
وكان [دافئا] بشكل لا يصدق !
كما أن صوته يشبه كثيرا
لحن الكمان الذي كانت تعزفه كل يوم

يا للجمال ..
لقد أمسى دفء الماء المنهمر يمحي صفحة البياض
شيئا فشيئا
قطراته تنساب بتناغم عجيب
تكشف ببطء رداء الثلج عن أغصان نضرة ،
وأزهار حمراء كانت صامدة ثم بدأت
تتراقص بفرح
مع روعة تلك المعزوفة المتجددة !

البرق يلسع بسطوته مهجة الظلام ،
يعانقه ،
ثم يسمعه نغما مهيبا .. ذا جلجلة و [ بهجة ]

حتى شجرة الزيزفون بدأت في التمايل
[ بإتقان ] واعتلت معها أهازيج صفحات الماء حين التقت
بحرارة
مع قطرات دافقة [ عذبة ] تدلل وتروي ما حولها بشغف !

وقفت الهاربة وقد اقشعر فؤادها بصمت
نظرت إلى الأعلى ثم أغمضت ،
أخفضت رأسها
ثم رفعت يديها للسماء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى