الثقافية

ندوة “التعاطي الإعلامي مع أزمة الرسوم المسيئة للرسول ﷺ”: يجب التعامل مع هذه الأزمة عبر القوة الناعمة والمعرفة المقننة والقضاء

• الغربي: “إعلاميون” كمؤسسة مجتمع مدني تتفاعل مع القضايا من جانب المهنية للإعلام
• أ. د. البلوي: يجب علينا أن نفهم كيف تشكلت حرية التعبير في الغرب
• تشاو: من الواجب احترام الأديان وعدم التعرض لها
• أ. د. الرفاعي: يجب تعزيز حضور القوة الناعمة والعمل على رفع دعوى عبر المنظمات الدولية
 
الرياض : أكد ضيوف ندوة “التعاطي الإعلامي مع أزمة الرسوم المسيئة للرسول ﷺ” التي نظمتها جمعية إعلاميون وذلك في مقرها في الرياض بحي الملقا في قاعة الفعاليات، وهم كلٌ من: الأستاذ الدكتور/ إبراهيم البلوي عضو هيئة تدريس بكلية اللغات والترجمة – جامعة الملك سعود، الأستاذ الدكتور/ عبد الله الرفاعي عميد كلية الإعلام والاتصال ورئيس تحرير جريدة “المسلمون” الدولية سابقاً، والأستاذ/ لي تشاو مراسل تلفزيون الصين المركزي في الرياض، فيما أدارة الندوة الزميل أحمد المالكي عضو جمعية “إعلاميون”، أكدوا أن هناك حاجة للعمل على تطوير أساليب مواجهة مثل هذه الأزمات عبر القوة الناعمة وكذلك المعرفة والقانون الدولي. 

في البداية الندوة، قال سعادة رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” الأستاذ سعود بن فالح الغربي في كلمة الجمعية الترحيبية، أن لـ “إعلاميون” كمؤسسة مجتمع مدني، موقفها من القضايا التي تمس المجتمع السعودي بعمومه أو بخصوصية المجتمع الإعلامي، كما أنها تتفاعل مع القضايا المحلية والإقليمية والدولية من هذه المنطلقات المجتمعية والمهنية للإعلام، وقضية الرسوم المسيئة للمصطفى النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي شهدتها دولة فرنسا وما أعقبها من تطورات مؤسفة، واجهت رفضا عالميا سواء على المستوى الرسمي للحكومات الإسلامية أو على المستوى الشعبي للمجتمعات الإسلامية، وحتى من المنظمات الدولية، وقد أصدرت جمعية “إعلاميون” بياناً بهذا الخصوص نشر بعدة لغات، ودعت فيه وسائل الإعلام الفرنسية تحديدا أن لا تكون مشتركة في هذه الأزمة، وأن يكون تعاملها محايدا موضوعيا ولا تبرر تصعيد الموقف لأي طرف، أو تنحاز لطرف عن الآخر. 

وأوضح الغربي، أن الجمعية تنظم ندوة إعلامية نوعية حول هذا الموضوع من زاوية إعلامية لمناقشة التعاطي الإعلامي مع الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم. 

من جانبه، قال الدكتور إبراهيم البلوي عضو هيئة تدريس اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود، أنا سعيد بالمشاركة في مثل هذه الندوة الاستثنائية في وقتها ومحاورها، حرية التعبير مسألة يجب أن نفهمها وما رادفها من مراحل في تشكيلها وبلورتها في المفهوم الغربي، الدين الإسلامي يرفض العنف والاعتداء بجميع صورة، كما أن المعرفة تعتبر منتج وهذا المنتج يقدم للأخرين ويستهلك وأن المعرفة ليست مجردة من الأهواء والأهداف حيث أن كل مؤسسة تعليمية أو أكاديمية تقدم أي منتج فأنها تعمل على أن تحقق هذه المعرفة أهداف تلك المؤسسة أو الجهة. 

وأضاف البلوي: أن وصول مثل هذه الرسوم المسيئة إلى مؤسسات التعليم في فرنسا التي كان لا يجب أن تصل إليها تعزز مفهوم تهميش الأخر والتقليل من شأنه وتعزز فكرة الإساءة للأخرين لدى النشأ، وتعمل هذه المناهج على التقليل من جهود الأخرين وتعزز موقف التعالي مما تدفع إلى العنف والتمييز العنصري سواء على المستوى العرق أو الجنس أو الدين. 

وأردف البلوي “هناك مؤسسات مجتمع مدني عابرة للحدود على أساس المواطنة الدولية، وهي تعمل على الانسجام مع الأخرين باختلاف أعراقهم ومشاربهم وثقافاتهم عبر مفهوم الإنسانية، وهذه الرسوم كان هناك رفض من العديد من المؤسسات الدينية والمجتمعية ترفض مثل هذه الرسوم المسيئة، ولذلك وجب علينا أن نتعامل مع هذه الأزمة من الجانبين القانوني والقضائي، لذلك فإن الباب الوحيد الذي يجب أن يطرق هو الباب القانوني عبر منظمات دولية وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني لوقف مثل هذه الاستفزازات”. 

من جهته، قدم الأستاذ لي تشاو مراسل تلفزيون الصين المركزي في الرياض، شكره لجمعية “إعلاميون” على دعوته والمشاركة في هذه الندوة المهمة، وقال: يجب علينا ومن خلال هذه الأزمة التعاطي معها من خلال القيم، وأن الإعلام الغربي هو المسؤول عن نشر مثل هذه الصور المسيئة، ويجب عليه تحمل المسؤولية عن استفزاز المسلمين، ولكن في نفس الوقت لدينا في الصين مثل يقول بأن النشر مثل السيف له حدين، لذلك يجب على المسؤول في تلك الصحيفة الفرنسية وغيرها من الصحف الأخرى أن تراعي عدم المساس بالرموز الدينية لأي ديانة أو مذهب بدعوى حرية التعبير. 

وأشار تشاو أن هناك ضوابط لدى الإعلام الغربي لا يتجاوزها، ولكن إذا كان الحديث عن اختلاق الأكاذيب ونشرها كما حدث من قبل بعض الصحافة الغربية في نشر العديد من الأكاذيب عن الصين بدعوى الترفيه والترويح عن القارئ الغربي كان حرياً بهم معرفة أبعاد مثل هذا النشر وتداعياته على الشعب الصيني وردود الفعل التي قد تحدث من مثل هذه الأخبار المغلوطة، وأن مثل هذه الأفعال يجب مواجهتها عبر القانون والقضاء في تلك الدول،

لذلك يجب علينا بذل الجهود ونساهم في مواجهة مثل هذه الصراعات ونحقق التعايش بشكل سلس بين الشعوب. 

على صعيد متصل، قال الأستاذ الدكتور عبد الله الرفاعي عميد كلية الإعلام والاتصال سابقاً ورئيس تحرير صحيفة المسلمون سابقاً “نعم.. نعم.. نحن فاشلون” هذا هو الخبر الرئيس الذي سوف أنشره لو كنت رئيس تحرير أي صحيفة، وهذا دليل أننا لم ننشر ديننا في العالم بالشكل الصحيح، فيما نجح اليهود وهم قله في تجريم من يتعرض للرموز اليهودية، قبل الحربين العالميتين كانت الإساءة لليهود حق للمواطن الغربي في الوقت نفسه كانت صورة المسلم مميزة ومحترمه لدى الغرب، واليوم تحول الوضع حيث أصبح المسلم يشار إليه بالإرهاب والدمار بينما اليهودي لا يمس له طرف أو يشتم بصورة حتى غير مباشرة. 

وبين الرفاعي أن الجاليات الإسلامية في الدول الغربية فشلت في فرض حضورها وشعائرها وتعظيم وتعزيز رموزها الدينية واحترامها وعدم المساس بها، كما لم نستطع أن نغير من الثقافة التي فرضت عليها من قبل الإرهابيين، واليوم من يحرك الشارع في الغرب هم الإرهابيين الذين يدعمون من قبل الأخوان وإيران وتركيا وهم من يفرض هذه الثقافة غير السوية على صورة الإسلام ويشوهها. 

وأشار الرفاعي إلى أننا على المستوى الثقافي ليس لدينا رؤية ثقافية كي ينطلق منها الإعلام لدينا في مواجهة مثل هذه الأزمات، وما نشاهده من الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي شيء يشرف ونعتز به حيث يمثلون خط الدفاع الأول عن المملكة ورموزها ودينها، ورغم ذلك ليس لدى هؤلاء الشباب ثقافة أو تأهيل في تقديم نص إعلامي حقيقي لمواجهة الاعلام الغربي أو كل مسيئ. 

وبين الرفاعي أن سبب فشل إعلامنا التقليدي في مواجهة مثل هذه الازمة يعود إلى عقلية من يدير هذه الوسائل الإعلامية التقليدية وعدم تطور الفكر لديهم ويعتقدون أن مراحل تطور الاعلام من الإذاعة والتلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي هي مراحل طبيعية لهذا التطور، وهذا المفهوم خاطئ لذلك فأن الاعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي تعتبر طفره نوعية جديدة ولها قواعدها وأنظمتها وشروطها التي يجب أن نفهمها كي نطوعها لخدمة أهدافنا الوطنية والدينية.

وأكد الرفاعي أن الطريقة المثلى للتعامل مع مثل هذه الأزمات هي في الاستفادة من القوة الناعمة التي نملكها ولكننا لا نحسن استخدامها وبذلك تكون قوة ناعمة مهدرة.

وفي ختام الندوة، كرمت جمعية “إعلاميون” المتحدثين في ندوة “التعاطي الإعلامي مع أزمة الرسوم المسيئة للرسول ﷺ‬”، حيث سلمهم سعادة رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” الأستاذ سعود بن فالح الغربي، دروع تكريمية، وهم كلٌ من: الأستاذ الدكتور/ إبراهيم البلوي عضو هيئة تدريس بكلية اللغات والترجمة – جامعة الملك سعود، الأستاذ الدكتور/ عبد الله الرفاعي عميد كلية الإعلام والاتصال ورئيس تحرير جريدة “المسلمون” الدولية سابقاً، والأستاذ/ لي تشاو مراسل تلفزيون الصين المركزي في الرياض، إضافة إلى مدير الندوة الزميل أحمد المالكي عضو جمعية “إعلاميون”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com