
الباحة – أجواء عريقة وذكريات لا تُمحى من الذاكرة، شقاءٌ ومعاناة وبؤس تُعادل قسوتها الفرحة التي تهلُّ عليهم بقدوم الشهر المبارك أو العيد بالطرق التقليدية، التي تحمل عبق الماضي الجميل.
ذكريات كثيرة ومواقف لا تنسى، يرويها لصحيفة “مكة” الإلكترونية في زاوية “لقاءات رمضانية” الباحث التاريخي سعيد ناصر الغامدي.
أهلًا ومرحبًا بك ضيفنا، وكل عام وأنتم بخير، ومبارك عليكم الشهر الكريم.
أبقاكم الله، وبارك فيكم، ويشرفني أن أكون ضيفًا لكم في هذا اللقاء، وكل عام وأنتم بخير.
– كيف استقبلت شهر رمضان هذا العام خلاف ما كان عليه العام الماضي من الحجر المنزلي؟
شهر رمضان شهر خير وبركة وعبادة، ونشكر الله أن بلغنا صيامه، وفي الحقيقة صيام هذا العام مختلف عن الصيام أيام الحجر في العام الماضي؛ حيث صلاة الجماعة في المساجد والحركة والعمل بحرية أثناء اليوم مع الالتزام بالاحترازات المطلوبة؛ فنشكر الله على ما نحن فيه من نعم لا تُعد ولا تحصى.
– حدثنا عن بداية صيامك؟ ومتى كانت؟
كانت البدايات في سن مبكرة نفطر يومًا، ونصوم يومًا، وأحيانًا إلى منتصف اليوم، ونشرب من فم القربة، ونقول صائمين.
– هل كنت تصوم من تلقاء نفسك أم أن الوالدين كان لهما دورٌ في ذلك؟
كان للوالدين دور كبير جدًا في حثنا على الصيام، ومتابعتهم لنا، ونحن بصيامنا نعتبر أننا وصلنا إلى منزلة الكبار.
– كيف كان يستقبل الأهالي شهر رمضان في ذلك الوقت؟
يستقبل الشهر بالبهجة والفرح من الناس، ولكنه يعتبر كأي شهر من شهور السنة لا توجد له أي طقوس أو مشتريات، وكذلك نظام الحياة يمارسون أعمالهم مثل أي شهر مع اختلاف بسيط في ممارسة بعض الأعمال بحكم الصيام.
– حدثنا عن المعاناة التي كان يعيشها الآباء والأجداد في شهر رمضان؟
وعن كيفية توفير مستلزمات الصيام من مأكل ومشرب في ذلك الوقت؟
مثلما ذكرت سابقًا كان شهر رمضان مثل أي شهر من شهور السنة يُمارس الناس حياتهم اليومية المعتادة من زراعة، ورعي للمواشي، ويعانون الكثير من المشقة والتعب، ولاسبيل لهم في ذلك من أجل توفير لقمة العيش لهم ولأفراد الأسرة أما مستلزمات رمضان؛ فسامحك الله أخي حسن لا يوجد هناك مستلزمات مثل ما نحن فيه اليوم من نعم وخيرات كثيرة. وأنواع لا تعد ولا تحصى فمستلزماتنا التمر والقهوة وخبز التنور، وفي السنوات القريبة أتت إلينا بعض المأكولات والمشروبات الرمضانية البسيطة كالتطلي والشعيرية والتوت.
– ماهي أبرز المأكولات والمشروبات التي كان يتناولها أهالي القرية في سحورهم وإفطارهم؟
أبرز الماكولات هي الأكلات المعتادة في بقية أشهر السنة كالخبرة والدغابيس والعصيدة والمثرية في السحور، ويُضاف إليها في رمضان فقط اللقيمات أما المشروبات فالماء هو سيدها مع وضع ليمون على الماء -إن وجد- كذلك الحليب الطبيعي من الأغنام أو البقر.
– كيف كان برنامجكم اليومي الرمضاني؟
الحياة في السابق بسيطة فلا يوجد برنامج معين في رمضان، ولكن حسب ظروف الحياة للناس؛ حيث قد تكون الدراسة في رمضان فكنّا نذهب للمدرسة مثل الأيام التي قبل رمضان أما إذا صادف أيام إجازة فيكون البرنامج ممارسة الأعمال التي تتطلب أن نقوم بها مع بقية أفراد الأسرة، كانت الحياة بسيطة بدون تعقيدات، وبروتوكولات هذا الزمان.
– كيف كنتم تتلقون تعليمكم الشرعي في شهر رمضان؟
كان المجتمع بطبيعته يمارس العبادات، يتعلم الصغير من الكبير، وللمدرسة دور كبير في التوعية والتوجيه للطلاب، وحثهم على الصوم والصلاة، وغيرها من العبادات، ولا ننسى دور أمام المسجد في ذلك.
– من هي الشخصية التي تأثرت بها في صغرك؟
الوالد -رحمه الله- كان له تأثير كبير في حياتي.
– كل شخص له ذكريات جميلة وخاصة في شهر رمضان ماهي الذكرى التي لم تفارق مخيلتك؟
من الذكريات الجميلة اجتماع العائلة حول الفانوس أو الأتريك؛ لتناول طعام العشاء والفطور في رمضان، وكم كان لهذا الاجتماع من دور في المحبة والألفة والتآخي بين أفراد الأسرة.
– ماهو الموقف الذي لازال عالقًا في ذاكرتك؟
المواقف كثيرة وأهمها ما كنا نُعانيه من تعب ومشقة في إنهاء الأعمال المنوطة بنا قبل موعد الإفطار، وما يتخللها من مشاحنات بين الإخوان.
– حدثنا عن مظاهر العيد وكيف كان يستقبله الأهالي؟
للعيد في الزمن الماضي مظاهر وذكريات جميلة لا تُنسى منها الفرح بثوب العيد، وشماغ العيد والذهاب في صندوق اللوري لصلاة العيد ثم المرور على جميع بيوت القرية للاجتماع، والتهنئة بالعيد وتناول الفطور، وما يقدمه كل بيت من بيوت القرية من مأكولات، وحلويات كالحلاوة العسلية والحلقوم.
– ماهي الألعاب التي كنت تُمارسها أنت وأقرانك في زمنكم؟
كنّا نمارس العديد من الألعاب مثل: الغميمة، والطاق طاقية، والمطاردة، ولعبة المرز، وكذلك النبيلة والقطرة.
– ماذا تقول لجيلنا في الوقت الحاضر من خلال معايشتك لأنواع الطقوس الرمضانية المختلفة؟
الحمد لله على ما نحن فيه من نعم لا تعد ولا تحصى، وأقول لهذا الجيل حافظوا على هذه النعم بالشكر لله، وعدم التبذير، وأن يكونوا يدًا واحدة مع دولتهم ضد أي حاقد وحاسد لبلادنا بلاد الحرمين.
– ماهو طبقك المفضل على مائدة الإفطار قديمًا وحاليًا؟
الطبق المفضّل قديمًا هو كل ما يقع تحت اليد أما حديثًا فنشكر الله على مانحن فيه من نعم لا تعد ولا تحصى؛ ففي كل يوم يقدم أصنافًا متنوعة من الأطباق والمأكولات، ونسأل الله أن يُديمها.
– ما رأيك فيما يعرض على الشاشة في شهر رمضان من برامج؟
لست من المتابعين لما يُعرض في الشاشات من برامج لا تناسب ذائقتي، ولا روحانية هذا الشهر الكريم.
– ما هو البرنامج الذي تحرص على مشاهدته قديمًا وحاضرًا؟
من البرامج قديمًا برنامج على مائدة الإفطار، وبرنامج المسابقات والفتاوي، وفي الراديو برنامج البادية وأم حديجان.
– ماهي العادة التي افتقدها العم سعيد في شهر رمضان؟
الاجتماعات بين الأسر والجيران؛ حيث كانت لقاءات عفوية أخوية بسيطة، ونشتاق فيه للقاء بعضنا مع بعض، وكذلك تبادل الأطباق الغذائية بين الجيران.
– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء؟
نختم بشكري وتقديري لكم، وآمل أن لا أكون ضيفًا ثقيلًا علي قناتكم، ونسأل الله حُسن الختام، وقبول الصيام والقيام.






