لا تدخر المملكة جهدا في خدمة ورعاية ضيوف الرحمن وتسهيل وتيسير رحلتهم الإيمانية، وتبذل كل ما في وسعها من أجل راحتهم وتوفير أرقى الخدمات من أجلهم بالتعاون بين وزارة الحج والعمرة وجميع الجهات المشاركة في إدارة مواسم الحج وتحت توجيهات وإشراف القيادة الرشيدة.
وعلى الرغم من تنظيم موسم الحج الثاني تحت ضغوط جائحة كورونا، إلا أن المملكة آثرت سلامة الحجاج وقصرت الحج على 60 ألف حاج فقط ممن تلقوا التطعيمات الكاملة، واغتنمت هذه الفرصة لتسخير التقنية في خدمة ضيوف الرحمن وتنظيم موسم الحج وضمان نجاحه وفق أعلى معايير الصحة والسلامة والإجراءات والتدابير الوقائية.
و في هذا الموسم، اعتمدت الجهات المختصة ومن بينها وزارة الحج والعمرة على استثمار التقنيات الحديثة في إدارة الموسم وتنظيمه استعدادا ومواكبة لرؤية 2030 التي تطمح لاستضافة 5 ملايين حاج سنويا و30 مليون معتمر.
وأول هذه التقنيات، بطاقة شعائر الذكية التي دشّنها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، لتكون هوية الحاج الرقمية لتسهيل أداء المناسك، والتي جاءت امتداداً لمشروع منصة الحج الذكية الذي أطلقته وزارة الحج خلال موسم حج ١٤٤٠هـ وطورته بما يتناسب مع متطلبات موسم حج ١٤٤٢هـ.
ووفقًا لصاحب إحدى حملات الحج المشاركة سالم الزهراني، فإن بطاقة شعائر منحت وزارة الحج والعمرة شهادة من إمارة منطقة مكة المكرمة التي أشادت بتميزها في تقديم بيانات الأفواج ومواقع المخيمات في منى، مشيرا إلى إجراء دورات تدريبية لمنسوبي الشركات للتعريف بكيفية استخدام البطاقات وإرسال البيانات.
وأوضح الزهراني، أن البطاقة تسهم في ربط العمليات والخدمات عبر منصة إلكترونية متكاملة وتساهم في الحد من الحج غير النظامي وتعمل على تيسير وتسهيل رحلة الحج على الحجاج وأصحاب الحملات ويمكن استخدامها في وسائل النقل والدخول عبر البوابات الإلكترونية، كما أنها تهدف لبناء بيئة رقمية متكاملة تتواكب مع رؤية 2030 لتحقيق النجاح على كافة الأصعدة.
وتمنح البطاقة مستخدميها من ضيوف الرحمن إمكانية معرفة نقاط التجمع، وأوقات التحرّك وجداول التفويج، واختيار الوجبات.
وعلى صعيد آخر، أطلق برنامج ضيوف الرحمن، سوار الحاج الذكي “نسك” والذي يقدم تقنية مبتكرة تعمل على تطويرها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة لفتح آفاق واسعة من الخدمات الموجهة للحجاج خلال موسم الحج.
ويهدف سوار “نسك” الذكي، إلى تقديم حج ذكي وميسر وإثراء التجربة الدينية للحاج وتقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن، كما أنه يقدم معلومات الحاج ورصد الحالة الصحية وإمكانية طلب المساعدة وتوفير الخدمات التي يحتاجها الحاج، كما أنه يمكن من خلاله قياس نسبة أكسجين الدم وطلب المساعدة الأمنية وقياس معدل نبضات القلب والمساعدة في التفويج، وبالإضافة إلى إرسال الرسائل التوعوية للحجاج.
ويستهدف مشروع السوار الذكي في نسخته التجريبية للعام الجاري 5 آلاف حاج فقط، وتجدر الإشارة إلى أن هذه التقنيات تأتي بدعم وتوجيه من قبل سمو ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” والتي تعمل على تطويع البيانات؛ لتعزيز البنية التحتية الرقمية وابتكار حلول تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 في بناء اقتصاد قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي.
