الحرمين الشريفينالمحلية

“كل الطرق تؤدي إلى العُمرة”.. ٢.٧ مليون معتمر يتوافدون على المسجد الحرام وسط إجراءات أمنية وتنظيمية عالية

مكة المكرمة – “العمرة للجميع” شعار رفعته وزارة الحج والعمرة، بدعم من قيادات المملكة الممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حتى تتيح الفرصة لكل من يرغب في زيارة بيت الله الحرام وأداء العمرة في شهر رمضان المبارك، خاصة أن الأعوام الأخيرة لم تكن الفرصة متاحة للجميع بسبب ظروف جائحة كورونا.

تسهيلات كبيرة لأداء العمرة
وفي ضوء التسهيلات التي قدمتها وزارة الحج والعمرة لأداء عمرة رمضان لأكبر عدد ممكن، فقد أصدرت قرارا خلال شهر أغسطس الماضي بالسماح لجميع القادمين للسعودية بمختلف أنواع تأشيراتهم بتأدية العمرة، بما فيهم الحاصلين على تأشيرات عائلية وشخصية، يمكنهم أداء العمرة والذهاب إلى المسجد الحرام وزيارة المسجد النبوي، كيفما شاءوا.

كما سمحت الوزارة للقادمين من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودول شنجن، وحصلوا على تأشيرات هذه الدول، بتأدية العمرة خلال تواجدهم داخل أراضي السعودية.

وتتمثل أبرز التأشيرات المسموح لأصحابها بأداء العمرة في: تأشيرة الزيارة العائلية، وتأشيرة الزيارة الشخصية أو التجارية، وتأشيرة السياحة الخاصة بمقيمي دولة الخليج، وكذلك تأشيرة السياحة الخاصة بأمريكا وإنجلترا ودول الاتحاد الأوروبي (شنجن) والمقيمين بها، وتأشيرة العمرة الإلكترونية B2C، إضافة إلى التأشيرة الشخصية، وتأشيرة العمرة العادية، وتأشيرة زيارة الفعاليات، وتأشيرة زيارة المهرجانات، وأيضا تأشيرة الزيارة الحكومية لغير الحكوميين، وتأشيرة زيارة المضيف، وتأشيرة زيارة رجال الأعمال، وتأشيرة الزيارة للمؤتمرات، وتأشيرة الزيارة للمرور، والتأشيرة الدبلوماسية، والتأشيرة الخاصة.

أعداد كبيرة للمعتمرين
تشهد مكة المكرمة في الوقت الحالي زحام شديد، لاسيما في المناطق المحيطة بالحرم، في ظل تواجد أعداد قد تكون غير مسبوقة بالسنوات الأخيرة لأداء موسم العمرة، تقترب من ٣ ملايين معتمر.

ووفقاً لتقديرات وزارة الحج والعمرة بلغ عدد زوار بيت الله الحرام في رمضان هذا العام 1444هـ من المعتمرين نحو 2,765,510 مليون معتمر، وفقا لأحدث الإحصاءات عن عدد حجاج بيت الله الحرام على الموقع الإلكتروني لوزارة الحج والعمرة السعودية، حيث تم حساب عدد الحجاج وتوزيعه على عدد الأسابيع كالتالي: الأسبوع الأول من رمضان عدد الحجاج ما يقارب 226،886 حاج، بينما في الأسبوع الثاني من رمضان يبلغ عدد الحجاج قرابة 1،404،354 حاج، ثم في الأسبوع الثالث من رمضان يصل عدد المعتمرين لنحو 1،134،270 شخص بحلول 14 أبريل 2023، في حين تقدر الأعداد بعد 14 أبريل 2023 بحوالي 2،765،510 معتمرا.

من جانبه، أكد وكيل وزارة الحج والعمرة الدكتور عبد الفتاح مشاط ، أن عدد حجاج العمرة هذا العام سيصل إلى ما يقرب من 400 ألف حاج من داخل المملكة وخارجها يوميا، وفقا لدراسات وإحصائيات اللجان المتخصصة في الدولة، مشيراً إلى أن هذه الأرقام لا تزال في نطاق قدرة الحرم المكي، مما يؤكد نجاح خطة الوزارة للعودة التدريجية بأعداد المعتمرين للوضع الطبيعي.

استعدادات مكثفة لاستقبال المعتمرين
وأعلنت قيادة قوات أمن العمرة في المملكة، خطة وزارة الداخلية واستعداداتها لموسم العمرة للعام الحالي، والمعتمدة على عدة محاور شملت الجانب الأمني وإدارة وتنظيم الحشود وإدارة الحركة المرورية وتقديم الخدمات الإنسانية ودعم وتمكين الجهات المشاركة في تنفيذ الخطة وتوزيع القوى البشرية عليها.

وقال مدير الأمن العام الفريق محمد بن عبد الله البسامي، إنه جرت مراعاة الكثافات المتوقعة على محطات النقل العام في مداخل مكة ومحيط الدائري الثالث وبجانب الحرم المكي الشريف، لدورها في توزيع الكثافات على جهات الحرم كافة، كما جرت إعادة تنظيم مسارات المداخل والمخارج بما يحقق سلامة الحشود أثناء الدخول والخروج، مشدداً على أهمية الالتزام بلبس الكمامة حفاظاً على صحتهم وتوافقاً مع التعليمات الخاصة بالإجراءات الوقائية والتنظيمات الصحية.

وأشار “البسامي”، إلى أنه جرى تخصيص صحن المطاف والدور الأرضي وباب الملك فهد، وباب العمرة، وباب الملك عبد العزيز، وباب السلام، ومدخل المروة للمعتمرين، وسيكون مصلى الركعتين خلف المقام، لافتاً إلى أنه في حال وجود كثافات عالية سيتم توجيه الحشود إلى الدور الأرضي بين المروة وباب الملك عبد الله، منوهاً بأن الدور الأول والتوسعة السعودية الثالثة والساحات الخارجية مخصصة للمصلين، مشدداً على أنه سيتم التعامل بحزم مع مرتكبي الظواهر السلبية، ومنها التسول، حيث سيطبق النظام عليهم بصرامة.
وأكد مدير الأمن العام، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مركز العمليات الموحد 911 بمكة المكرمة، الثلاثاء الماضي، أن أداء العمرة يتطلب وجود حجز موعد في تطبيق «توكلنا» أو «نسك» والأعداد متاحة وكافية جداً وعلى ضيوف الرحمن التقيد بالمواعيد لأنها جزء من جودة التنظيم، وذلك بالتنسيق مع وزارة الحج والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

من جهته، قال مدير عام الدفاع المدني اللواء الدكتور حمود بن سليمان الفرج، إن المديرية العامة للدفاع المدني أكملت استعداداتها في جميع المواقع التي يرتادها المعتمرون والزوار من خلال العمل على التأكد من جاهزية المواقع المستهدفة وتوفر متطلبات الوقاية والحماية من الحريق فيها، خاصة في المنشآت التي تشهد كثافة عالية، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات النظامية بتطبيق اللوائح وضبط المخالفات.

وأضاف، أن المديرية جاهزة للانتشار المكثف حول المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والمواقع المهمة عبر مفتشي السلامة وقوات الدعم في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة، وجرى التأكد من جاهزية متطلبات الوقاية والحماية من الحريق، وتنفيذ برامج التوعية الوقائية للزائرين والمصلين والموجودين لرفع مستوى الوعي الوقائي وتلافي السلوكيات الخاطئة للحد من الحوادث، مشدداً على أهمية خدمات الإطفاء والإنقاذ في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة والمراكز الموسمية، ونشر وحدات متنقلة في أوقات محددة وفق ما يتطلبه الموقف، واستحداث عدد من فرق التدخل السريع، خاصة في المنطقة المركزية في العاصمة المقدسة وحول الحرم النبوي الشريف والمواقع الحيوية، وقوة دعم الحرم في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، إضافة إلى الإسناد الميداني.

*الحرم يتزين لاستقبال الزوار*
وعلى مدار الأيام الماضية تمت أعمال مكثفة داخل أروقة المسجد الحرام، لتطوير الخدمات التي سيتم تقديمها للزوار والمصلين خلال شهر رمضان ومن بعده موسم الحج، وذلك بناء على توجيهات الرئيس العام لشئون الحرمين الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

وتضمنت الخدمات داخل المسجد الحرام توفير الروبوتات لتعقيم مساحات واسعة، وتغطية جنبات المسجد الحرام، كما تستعين الإدارات الخدمية المتواجدة في استقبال القاصدين بما يزيد عن 500 آلة تستخدم لتنظيف وتطهير المسجد الحرام، يساندها في تنظيم عمليات الوقاية البيئية ومكافحة العدوى عدة فرق تعمل على تعقيم كافة جنبات المسجد الحرام وساحاته الخارجية ودورات المياه بأكثر من ٣٤ ألف لتر من المعقمات.

وتعمل وكالة شؤون الأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر، على تنظيم دخول المصلين بأدوار وساحات المسجد الحرام، والتأكد من جاهزية وسائل السلامة داخل المسجد الحرام، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة، مع الكشف المبكر عن جميع المخاطر، وفاعلية أنظمة الإطفاء، ومتابعة الصيانة الدورية لصناديق إطفاء الحريق وأجهزة الإنذار بالمسجد الحرام، وكذلك التأكد من سلامة طرق المشاة وإزالة جميع ما يعيق حركة ضيوف الرحمن خلال أداء مناسكهم من عقبات، وتطبيق خطة تقلبات حالة الطقس، وسط تهيئة مداخل وممرات المسجد الحرام.

وتعمل الوكالة على تنظيم دخول قاصدي المسجد الحرام عبر السلالم الكهربائية، والتنسيق مع العمليات بتوجيه المصلين إلى الأدوار العلوية والمعتمرين إلى صحن الطواف حسب خطة الرئاسة المعتمدة، إضافة إلى العمل على عدم الجلوس في الممرات ‏المؤدية إلى صحن الطواف أو السعي، ‏وعدم الجلوس خلف المقام، وكذلك توجيه المعتمرين إلى المصلى المخصص لسنة الطواف.

وتقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في إدارة التطييب والبخور، بتطييب وتبخير المسجد الحرام بأفخر وأجود أنواع الطيب، احتفاءً بزوار بيت الله الحرام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com