آراء متعددةالثقافيةحوارات خاصة

الكاتب طلال القشقري: مهنة النشر تحتاج للتطوير.. والتواصل مع الناس منبع الأفكار

تعتبر مهنة الكتابة واحدة من أصعب المهن على الإطلاق، والتي تحتاج مهارات خاصة لإتقانها، خاصة ما يخص كتب السيرة الذاتية التي يتحدث فيها الكاتب عن شخصه ومسيرته في عالم الفكر والثقافة والأدب.

ويعتبر الكاتب م. طلال محمد القشقري، واحدا من الأدباء الذي خاضوا هذه التجربة، وقدم كتابا عن مشواره في عالم الكتابة الصحفية، وهو ما حرصت “مكة” الإلكترونية على إبرازه، فضلا عن التعرف على رؤية الكاتب فيما يخص مجال الكتابة والأدب، فكان الحوار التالي:

متى قررت العمل في كتاب السيرة؟
-بعد تقاعدي من وظيفتي ككبير المهندسين المدنيين في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، قررت تأليف كتاب يجمع كل مقالاتي السابقة، ولكن اكتشفت صعوبة واستحالة ذلك لكثرة مقالاتي، إذ تجاوزت الألفين، فاتجهت لتأليف سيرتي الذاتية في عالم الكتابة الصحفية، وكيف أصبحت كاتباً، وتنقلي بين الصحف، وكواليس الكتابة والمقالات ممّا يجهله القارئ العزيز.

لماذا أخترت هذا الوقت لإصداره؟
-الله اختاره لي، وهو وإن كان متأخراً لكن أن يأتي أول إصداراتي متأخراً خير ممّا ألّا يأتي، وهو حلم تحقق، وعسى الأحلام تمتدّ وتكون سعيدة وليست كوابيس تؤرقني في ليالي الشتاء والصيف.

كيف تصف التجربة بعد صدور الكتاب؟
-اكتشفت أشياء كثيرة منها ما يتعلق بدور النشر التي لا هم لها إلا الأرباح، وتكاد تكون منسق طباعة أكثر منها دور نشر تسعى لترويج الكتب ونشرها بل ومساعدة المؤلفين على الانتشار، وأعتقد أن مهنة النشر تحتاج لتطوير لتكون عاكسة لمرآة الثقافة وليس لمضاعفة الأرباح فقط، أما كتابي نفسه فأنا على أحر من جمر لمعرفة ردود الأفعال، ولعل ذلك يحصل خلال الأسابيع القادمة بحول الله.

كيف تصف الكتابة اليومية؟
-مرهقة ومتعبة وشاقة، وتحتاج من الكاتب متابعة الأمور بشكل جيد، والناس في الحقيقة يستسهلون الكتابة، لكنهم إذا ما عاموا في بحرها اكتشفوا أنها كالبحر اللجي الذي يحتاج لغواص ماهر كي لا يغرق ولو في شبر ماء.

كيف توفق بين الكتابة اليومية وأعمالك الأخرى؟
-لا أخفي عليك أنّ كثرة الممارسة أكسبتني خبرة كبيرة في التوفيق، والكتابة عمل ذهني لو تمرس فيه كاتب يسهل عليه مع الزمن، وهناك من المقالات ما قد أكتبها خلال دقائق، ومنها ما يستغرق ساعات بل وأيام.

ما الذي تعتمد في الكتابة اليومية؟
-على التواصل مع الناس، وهو بالنسبة لي أكبر مصدر للمعلومات، وقد أتت وسائل التواصل الاجتماعي لتطلّ على مشهد المعلومات فغلبت كل مصادر المعلومات.

ما أصعب المواقف التي مرت بك أثناء الكتابة الصحفية؟
-المواقف كثيرة للغاية، لكن أصعبها هو عندما أكتشف أنّ معلومة معينة سردتها في مقال تكون غير دقيقة، أو صحيحة جزئياً، وهنا لا بُدّ من احترام عقول القُرّاء والاعتذار عمّا بدر.

ما المقال الذي ترك أثرا بالنسبة لك؟
-هي أيضاً كثيرة، لكنّ أبرزها مقال (مت قاعداً أو مت مهاجراً) إذ انتشر في أوساط القُرّاء والمسئولين منذ سنوات، وما زال يُتداول حتى تاريخه، وقد أسهبت فيه لمشكلة هجرة المتقاعدين السعوديين للخارج والإقامة هناك معظم أيام السنة.

كيف تصف تفاعل القراء مع مقالاتك؟
-الصحف الورقية قلّ توزيعها بعد انتصار الصحف الإلكترونية عليها بالضربة القاضية، وقُرّاء هذه الأخيرة صاروا أكثر، ولهذا أجد التفاعل الأكبر في الصحف الإلكترونية عندما تقتبس مقالاتي دون إحم أو دستور، ودون مقابل مالي، لكني أغض النظر عن ذلك لكثرة ردود الأفعال وعدد القراءات، فمثلاً إن قرأ لي بضعة آلاف من القُرّاء في صحيفة ورقية يصل العدد لنفس المقال في صحيفة إلكترونية لعشرات الآلاف.

ما قصة شهرزاد التي تذكرها في نهاية المقالات؟
– تعلمت من الكتابة أن أقسّم مقالي لثلاثة أجزاء، مقدمة قصيرة لكن تفي بغرض التمهيد والتعريف بموضوع المقال، ثم موضوع المقال، وأخيرا خاتمة للمقال، والخاتمة لا بد أن يكون فيها اختصار وعصارة أو خلاصة المقال، ولأني كنت أسمع صغيراً إذاعة صوت العرب القاهرية، وخصوصاً مسلسلها الرمضاني (ألف ليلة وليلة) الذي تختتمه الفنانة المصرية الراحلة زوزو نبيل بصوتها الأجش بعبارة (وهنا أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح) فكنت أكتب هذه العبارة مع خاتمة المقال، وقد أشرت لذلك بالتفصيل في كتابي (زنزانتي) في فصل يحمل نفس العبارة.

من أخذ بيدك لعالم الكتابة؟
– الآخذ الأول بعد توفيق الله هو وعاء قراءاتي، أنا كنت أقرأ كل شيء، وربما طفح الوعاء وكأنه قدر مضغوط فانفجر كتابات، لكن هذا لا يعني عدم وجود أشخاص ساعدوني على الانتشار، أذكر منهم الأستاذ علي مدهش نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ الأسبق، والأستاذ محمد علوي بالفقيه من صحيفة المدينة يرحمه الله، والدكتورة ليلى زعزوع الكاتبة المعروفة، والدكتور عبدالقادر طاش يرحمه الله، وأخيراً القارئ والكاتب الموجود داخل روحي، وجمهور القراء الأعزاء

ما شعورك وأنت تصدر أول كتاب لك؟
– شعور الأب الذي وُلِد له مولود بعد مخاض طويل، والله يهب لمن يشاء قدرة ورغبة للمؤلف، ويجعل من يشاء عقيماً عن التأليف.

بماذا تعد القراء في عام ٢٠٢٤؟
-لديّ توجه لتأليف كتاب عن مسقط رأسي مدينة (الطائف) وسيرتي الذاتية فيها، تلك البقعة التي اقتطعها ملاك من السماء من أرض الشام، ورسّخها في الحجاز لتكون أمناً لأهل حرم الله من الجوع، وكذلك أنوي بحول الله تأليف كتاب ثالث عن مرحلة دراستي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، تلك الجامعة العريقة التي هي إحدى أفضل جامعات العالم على الإطلاق.

هل توجه كلمة أخيرة؟
– أشكرك أستاذ عبدالله، والكتابة شبه اليومية وتأليف الكتب هما للتواصل مع شرائح القُرّاء الذي هو الأهم بالنسبة للكاتب، وأتمنى قراءة كتابي (زنزانتي) ومعرفة ردود الأفعال، فهو منّي وإليّ في نفس الوقت والزمان، وهو متاح حاليا في مكتبة جرير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com