الثقافيةصالون مكة الأدبيملحق صحيفة مكة الأدبي

لا شيء.. قصيدة للشاعر محمد توفيق لبن

لا شيء

( إلى محمد عبد المنعم عماشة الذي أنهى حياته من أعلى الكوبري المعدني بدمياط)

 

لا شيَء سيصلحُ ما أفسدَهُ العالمُ

لا التينُ الشوكي

ولا فنجانُ القهوةِ

ولا رميةُ نردٍ في مقهى شعبي

ولا رنةُ كعبِ المومس حين تمر

ولا النهد الفائر حين يفور

لا شيَء سيصلحُ ما أفسده العالمُ

فكر أن يستبدلَ رابطةَ العنقِ

بمقصلةِ الموتِ

 

كان الغضروفُ هنالك 

مرتحلًا في العمودِ الفقري

والوزنُ الزائدُ كان يحولُ دون صعودِ الكرسي

لا شيَء سيصلحُ ما أفسدَه العالمُ

لا شيء ..

فكرَ أن يُشعلَ نفسه نارًا

لا لست فنارًا 

أو تنورًا 

والخالة نورة

جالسة تخبزُ كعكَ العيدِ وكماجَ اللبنِ والأبوري

أين الخالة .. ؟

لا شيء سيصلحُ ما أفسدَه العالمُ

 

أمسكَ سلك التلفازِ

فكرَ أن يصنعَ موتًا 

لكن الفيزياءَ شغَلته

كم فاز يسطيع أن يصعق هذا الإحساس..؟

كم من الوقتِ يستغرق

أن يحكمَ قبضتَه الموتُ

لا شيَء سيصلحُ ما أفسدَه العالمُ

لا شيء ..

فكرَ أن يهبطَ درجَ البيتِ 

لا شيَء سيصلحُ ما أفسده العالم

لا شيء ..

 

 

على كورنيشِ النيل وحيدًا مشى

كحزنِ النهرِ حين الطميُ أرهقه

لم يرَ حينَ حدَّقَ في الماءِ صورتهُ

لم يرَ

كان يودُ لو أن أحدًا ما يسأله

لكن أحدًا لم ينتبه

خلع نعلَيه

وتنفس الصعداء

أخرج هويته

وهاتفه الجوال

وحدق في الماء طويلًا

حتى رأى جثتَه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى