
تصوير : محمد العلي _ الباحة
في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها مجتمعنا، تبرز المبادرات الإنسانية والمجتمعية التي تسعى في تقديم العون والمساعدة لذوي الدخل المحدود في شتى المجالات والعمل على قضاء متطلباتهم كمواضيع ذات أهمية. تُعد جمعية “يشفين” الصحية بمحافظة قلوة من المؤسسات الرائدة في المجال الصحي والطبي ، حيث تسعى جاهدة لتقديم الدعم والرعاية للفئات المستهدفة في خدماتها الصحية والطبية غير الربحية وبرامجها التوعوية والتثقيفية.
في هذا الحوار، عبر صحيفة مكة الالكترونية نلتقي مع الأستاذ عبدالله بن حمدان العويدي، رئيس مجلس إدارة جمعية يشفين الصحية، لنتعرف على مسيرة الجمعية، وأهدافها، والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى الخطط المستقبلية لتعزيز خدماتها وتوسيع نطاقها.
– حدثنا عن جمعية يشفين الصحية بقلوة من حيث فكرة تأسيسها، وكيف تأسست؟ ومتى؟
تأسست جمعية يشفين، بمسماها السابق “جمعية أصدقاء الصحة بقلوة – يشفين”، عام 2019. جاءت الفكرة استجابة لاحتياجات مجتمع محافظة قلوة، وذلك بتوجيه من سمو الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة الباحة – حفظه الله – بأن يكون هناك جمعية صحية غير ربحية تعمل تحت مظلة القطاع الثالث، بهدف تلبية احتياجات المستفيدين، ومساندة الجمعيات الأخرى برؤية متخصصة في المجال الصحي.
– ما هي أهداف الجمعية ورؤيتها؟
بعيدًا عن النصوص المحفوظة والمكتوبة، تتمثل أهداف الجمعية في خدمة الإنسان وتلبية احتياجاته الصحية. أما الرؤية القادمة، فنسعى إلى أن نكون النموذج الأول الرائد في القطاع الثالث بمنطقة الباحة، ولا أستبعد أن نصل قريبًا إلى مستوى المملكة بأكملها.
– ما هي الأقسام التي تتكون منها الجمعية؟
هذا سؤال مهم. كان للجمعية هيكل تنظيمي تقليدي مثل بقية الجمعيات، لكنه لم يكن يلبي الطموحات والتطلعات بشكل كامل. لذا، في الربع الأخير من عام 2024، أعدنا هيكلة الجمعية إداريًا، بالاستعانة بمختصين لتحديد احتياجات المستفيدين، ورسم هيكل تنظيمي جديد يخدم المجتمع بشكل أكثر فاعلية.
تم استحداث عدة وحدات منها:
• وحدة التطوع والتوعية الصحية لتفعيل التطوع الصحي وتعزيزه.
• إدارة الاتصال المؤسسي لتحسين السمعة المؤسسية، وإدارة الفعاليات، وتفعيل الإعلام الصحي.
وقد نجحنا – بفضل الله – في تحقيق نتائج ملموسة، ونعمل باستمرار على تطوير الإدارة التنفيذية لتوسيع نطاق الخدمات.
– ما هي الطرق المتبعة للحصول على خدمات الجمعية؟
تم تفعيل التسجيل عبر الموقع الإلكتروني، مع تنفيذ حملات إعلامية لتوعية الجمهور بوسائل التسجيل. ويمكن للمستفيد الحضور شخصيًا أو إرسال ممثل من الدرجة الأولى، أو التسجيل إلكترونيًا عبر الموقع الرسمي، حيث يقوم المختصون بالتواصل مع المستفيد وإفادته بالتفاصيل اللازمة.
كما قمنا بتمديد ساعات العمل إلى 12 ساعة يوميًا، مقسمة على فترتين صباحية ومسائية، لضمان خدمة المستفيدين بشكل أفضل.
– كم عدد المستفيدين من خدمات الجمعية منذ تأسيسها؟
بلغ إجمالي عدد المستفيدين 23,000 مستفيد من الخدمات المتنوعة، بما في ذلك المبادرات والبرامج التوعوية. أما عدد المستفيدين من الخدمات الصحية فقد بلغ 600 ملف طبي، تنوعت بين توزيع أجهزة ومستلزمات طبية، مع خدمة 480 مستفيدًا سنويًا بشكل متكرر.
– ما هي أبرز الخدمات التي قدمتها الجمعية لهؤلاء المستفيدين؟
نسعى إلى تنويع الخدمات، والتي تشمل:
• التكفل بالعمليات الجراحية والفحوصات الطبية، خاصة فحوصات العيون.
• توفير الأجهزة والمستلزمات الطبية للمحتاجين.
• برامج التوعية والتثقيف الصحي.
• إجراء الفحوصات الميدانية والاستكشافية.
– هل خدمات الجمعية مخصصة للمواطنين فقط أم تشمل المقيمين أيضًا؟
جمعية يشفين جمعية غير ربحية، تعمل على خدمة الإنسان دون تمييز، وبما أننا في مملكة الإنسانية، فإن خدماتنا متاحة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
– ما هي أبرز البرامج والمبادرات التي نفذتها الجمعية؟
قدمنا العديد من البرامج الناجحة، منها:
• برنامج تفعيل الأيام العالمية الصحية، والذي يتضمن التوعية والفحوصات الاستكشافية، وبلغ عدد المستفيدين منه 1,196 مستفيدًا.
• برامج مخصصة لعمليات وفحوصات العيون.
• توفير المستلزمات والأجهزة الطبية.
– ما هي أبرز الشراكات المجتمعية لدى الجمعية؟ وما أهدافها؟
حققنا 20 شراكة مجتمعية، شملت:
• دعم إداري وقانوني.
• تبادل المنفعة مع جهات أخرى.
• تقديم خصومات للمستفيدين والتكفل بالعمليات الجراحية.
• شراكات استراتيجية لتوفير المستلزمات والأجهزة الطبية، وتنفيذ برامج التوعية والتثقيف الصحي.
ونطمح في 2025 إلى زيادة عدد الشراكات، لأننا نؤمن بأن الشراكات المجتمعية أساس العمل الخيري.
– ماذا حققت الجمعية من إنجازات خلال مسيرتها؟
استطعنا – بفضل الله – تقديم خدمات متميزة للمستفيدين، وأصبحنا في مقدمة القطاع الخيري الصحي بمنطقة الباحة. كما توسعنا في قطاع تهامة، ونعمل حاليًا على الوصول إلى مدينة الباحة، ونتطلع إلى توسيع خدماتنا لتشمل منطقة مكة المكرمة من خلال مكاتب خدمية وتسويقية.
– كيف تعمل الجمعية على تطوير أقسامها وخدماتها؟
التطوير وإدارة التغيير ضرورة حتمية في كل مؤسسة ناجحة. لذلك، استعنا بخبراء متخصصين لتحسين الأداء، ونجحنا في استقطاب 42 كادرًا إداريًا وتطوعيًا لدعم الهيكل الجديد، ونتوقع أن تظهر نتائج هذا التطوير في نهاية عام 2025، مما سينعكس إيجابيًا على مستوى الخدمات المقدمة للمستفيدين.
– على ماذا تعتمد الجمعية في تنفيذ أعمالها وبرامجها؟
نعتمد بشكل أساسي على كفاءة الكوادر البشرية التي نمتلكها، كما نُعوّل على قبول المجتمع وترحيب الشركاء بنا، مما يساعدنا على تحقيق أهدافنا بنجاح.
– ما هي الخطط المستقبلية للجمعية؟
لن نقف عند محافظة قلوة فقط، بل لدينا خطة توسعية مستقبلية تشمل مناطق ومحافظات أخرى.
• نطمح إلى التوسع في منطقة الباحة بالكامل، ومن ثم إلى منطقة مكة المكرمة.
• تعزيز الفرص التطوعية العامة والصحية في محافظة قلوة.
• افتتاح مكاتب خدمية للمستفيدين في المحافظات المجاورة، وإنشاء مكتب رسمي في الباحة قريبًا، ضمن خطط التوسع بإذن الله.
س- بماذا تود أن تختم هذا اللقاء؟
نسأل الله أن يحفظ بلادنا وقيادتنا الرشيدة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – وسمو الأمير الدكتور حسام بن سعود، أمير منطقة الباحة، على دعمهم اللامحدود للقطاع الخيري.
كما أشكر الإدارة التنفيذية ومنسوبي الجمعية على جهودهم المتميزة خلال عام 2024، وما حققوه من إنجازات تخدم المستفيدين والمجتمع، وهذا يعكس مدى كفاءتهم المهنية.