المقالات

من شغب المحاضرة إلى قمة التحرير.. قصة محمد البيشي مع “الاقتصادية”

هل سبق لك أن سمعت عن شرارة غيرت مسار حياة أحدهم؟ هذا ما حدث تمامًا للأستاذ محمد البيشي، رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، والذي كشف عن قصة مثيرة وراء شغفه بالإعلام والصحافة.

استعاد البيشي بالأمس ذكرياته في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود في زيارة للقسم مع رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين عضوان الأحمري وأعضاء من مجلس الإدارة و هما زيد بن كمي وعلي الحازمي. فاللحظات التي توقف عندها لم تكن مجرد ذكريات عابرة، بل كانت لحظات محورية شكلت مستقبله، و كيف مهد قسم الإعلام الطريق لمستقبل “الاقتصادية”.

تذكر رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية أستاذه الدكتور تركي العيار، الذي كان له تأثير كبير في سنته الجامعية الأولى، حيث وصف نفسه بأنه كان “كثير المشاركة بشغب” في المحاضرات، وهي الصفة التي ربما كانت ستودي به إلى توبيخ، لكن القدر كان يخبئ له مفاجأة غير متوقعة.
يحكي البيشي: “في يوم من الأيام، استدعاني الدكتور إلى مكتبه بعد المحاضرة، وكنت متأكدًا أنه سيتحدث عن سلوكي في المحاضرة. لكن المفاجأة كانت أنه أخذني لمنحى آخر كان سببًا في دخولي الصحافة؛ حيث عرض عليّ فرصة العمل في صحيفة الاقتصادية آنذاك”.
هكذا قادته أسئلته المتكررة نحو عالم الصحافة، لتصبح تلك اللحظة نقطة تحول محورية في مسيرة محمد البيشي المهنية، من طالب جامعي مفعم بالحيوية و الفضول إلى أحد أبرز رؤساء تحرير الصحف الاقتصادية في المملكة.

قصة رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، ليست مجرد حكاية نجاح فردية، بل هي نموذج حي يجسد هذا التكامل وأهمية الدور الأكاديمي في إعداد أجيال شابة مؤهلة لدخول معترك العمل الصحفي والإعلامي.
الغالبية من القيادات الإعلامية و الخبراء في مجالي الاتصال و الإعلام تلمسوا طريقهم من خلال قسم الإعلام
بجامعة الملك سعود العريق بتاريخه كأول قسم إعلام على مستوى الجامعات السعودية و الخليجية و الثاني على مستوى الوطن العربي ، و الذي تجاوز الخمسين عاما، و الثري بأعضاء من هيئة التدريس من ذوي الخبرة بالعمل المهني، الذين كان لهم الدور الأكاديمي الفاعل؛ ليس فقط نقل المعرفة، بل اكتشاف الطاقات، وتوجيه المواهب، وفتح الأبواب.
قصة الأستاذ البيشي تجسد بوضوح كيف أن الفرصة المهنية المبكرة، التي جاءت بتوصية أكاديمية، كانت الشرارة التي جمعت بين شغفه بالدراسة و ممارسة العمل الصحفي و هو على مقاعد الدراسة. هذا الدمج المبكر هو ما يصنع الفارق، ويحول الطالب الواعد إلى مهني محنك وقائد ملهم في مجاله.
إن الاستثمار في تطوير أقسام الإعلام وتعميق شراكاتها مع المؤسسات الإعلامية والصحفية ليس رفاهية، بل ضرورة استراتيجية. و هو الطريق الأمثل لخلق جيل من الصحفيين والإعلاميين لا يمتلكون فقط المعرفة والمهارة، بل الرؤية والقيادة اللازمة لدفع عجلة التطور في هذا القطاع الحيوي.

• أستاذ مساعد بقسم الإعلام جامعة الملك سعود

د. ماجدة السويح

أستاذ مساعد بقسم الإعلام جامعة الملك سعود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى