الرزق كلمة واحدة، لكنه جميل، نعشقه وننتظره في كل الأوقات، ونرغب في التمتع به في كل اللحظات، ونرجو الزيادة فيه بلا توقف ولا نقصان، لأنه من عند المُعطي الغني الكريم.
الرزق عند الله، ليس عند علّان أو فلان، ونحن مؤمنون بذلك ومتيقنون، نبذل الأسباب لقطف الأرزاق وديمومتها، ونتجنب قدر الإمكان موانع الرزق ونواقصه وحرمانه.
الرزق ليس محصورًا فقط في مالٍ معدود أو صحةٍ محسوسة أو عيشٍ آمن، بل هو أوسع وأشمل، في الحياة التي نعيشها.
يحتاج منّا في كل صباح، وحتى آخر دقيقة قبل النوم، أن نعيش تفاصيله اليومية، ونستشعره، ونستحضره، لنكتشف كمًّا هائلًا من الخيرات والنعم التي تحيط بنا، وتستحق شكرًا وحمدًا لتدوم وتزيد.
الرزق مليء بالتفاصيل:
السعي فيه، والرضا به، والتوكل على الرزاق، والشكر الذي يجلب الخيرات، والحمد الذي يحفظ النعم، والصبر في رحلات السعي للرزق، وفي الصعوبات والاختبارات المصاحبة لبذل الأسباب… كلها تبشرك بالأجر، وتحمل في طيّاتها حُكم رب العالمين.
قد يكون ما كُتب لك عطايا قادمة، أو عطايا في أشياء، وحرمان في أُخرى، فجميعها خير؛ لأن عطاؤه خير ومنعه خير، وكلاهما خير، وإن كنا لا نعلم الحكمة أو السبب، فهو ليس اختيارنا، بل اختيار ربنا.
والحق أن الأرزاق قسمة الخلّاق، فهو أرأف بالعباد من أنفسهم، وليس في خزائنه نقص، فَقسمة الأرزاق وسعتها وضيقها قائمة على علمٍ وحكمةٍ وعطفٍ ورحمة