المحلية

رحيل الصحفي أحمد مكي.. عمود الكلمة الصادقة وصوت الوعي الاجتماعي

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودّعت الساحة الصحفية اليوم الأربعاء 26 صفر 1447هـ، واحدًا من أعمدة الكلمة الصادقة، الكاتب الصحفي أحمد حسن مكي، أحد أبرز الأسماء التي حفرت اسمها في ذاكرة القرّاء، ورفعت صوتها في وجه التقصير، ومدّت قلمها لبناء وعيٍ اجتماعي وإنساني ممتد.

صحفي حمل رسالته بشرف

تميّز الراحل أحمد حسن مكي بسيرة مهنية امتدت لعقود في “عكاظ” وواصل فيها تألقه عبر صحيفة مكة الإلكترونية، حيث سطر بإخلاص زاوية”: “وجوه الخير” و”غير معقول”. و “نماذج مرفوضة” جسّد فيهما روح المسؤولية، فكانت الأولى منصة لتسليط الضوء على النماذج المشرفة، والثانية صرخة توعية لرفع كفاءة الخدمات في القطاعات الحكومية والخدمية، ومعالجة أوجه القصور بشجاعة مهنية ووعي مجتمعي نادر.

مقالات حملت هم الوطن والإنسان

لم يكن مكي كاتبًا يُراقب المشهد من بعيد، بل كان صوتًا من الناس وإليهم. فمقالاته لم تُكتب لمجرد الرأي، بل كانت رسائل توعية، ومطالب إصلاح، ونداءات إنسانية. تنوّعت مواضيعه ما بين الحج والعمرة وخدمات ضيوف الرحمن، وقضايا المرور، ومشاكل الخدمات العامة، وأسعار المياه والكهرباء، وإمدادات الغاز، حتى تفاصيل سوق السمك في مكة.. كل هذه القضايا تناولها بنَفَس المسؤول، لا الباحث عن استعراض.

“مكيات”.. العودة الصادقة إلى نبض مكة

عاد أحمد مكي إلى الكتابة مؤخرًا عبر زاويته “مكيات” في صحيفة مكة الإلكترونية، في سلسلة مقالات كانت مليئة بعبق الماضي، وسخونة الواقع، ووعد بأن تكون “ساخنة وحامية الوطيس”، على حد تعبيره، وهو ما تحقق في آخر أعماله مثل:

“عربات الطواف الكهربائية وشباري زمان؟!”

“مع التحية للأمن العام والإدارة العامة للمرور”

“دعم فواتير الماء والكهرباء لسكن المواطنين”

“زيادة عبوات زمزم لجدة يا معالي الرئيس”

“تمديد وقت إغلاق سوق السمك”.. وغيرها

جميعها مقالات كتبت من قلب مكة، وبهمّ المواطن، وبلغة تخلط ما بين البساطة والعمق، وتسرد الواقع بلغة لا تعرف التزييف أو التجميل.

كاتبٌ ماكو فكة منه.. حتى بعد الرحيل

قالها بنفسه في مقاله الشهير “ماكو فكة”.. “الصحافة إدمان لا فكاك منه”، وهكذا كان أحمد حسن مكي، حتى وهو متقاعد عن العمل الرسمي، لم يتقاعد قلمه، ولم يضعف صوته. بقي وفيًا لمكة، لأهلها، لقرّائه، لوظيفته كـ”ضمير صحفي” يكتب دون مجاملة، وينقد دون تشهير، ويساهم في بناء وعي جماعي عبر كل سطر خطّه.

الختام.. وداعًا لمن حمل القلم بضمير

برحيل الأستاذ أحمد حسن مكي، تفقد الصحافة السعودية، ومكة خاصة، واحدًا من فرسان الكلمة الصادقة، وركيزة من ركائز التوجيه المجتمعي النبيل.

وقد انتقل الفقيد إلى رحمة الله تعالى في منزله بمكة المكرمة، تمت الصلاة عليه اليوم بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام، وورى جثمانه الثرى في مقبرة المعلاة، فيما خُصص عزاء الرجال يوم الخميس في منزل جدّه محمد صالح اليماني بحي أم الكداد، ويُقام عزاء النساء لثلاثة أيام في الموقع ذاته.

أسرة صحيفة مكة الإلكترونية تتقدم بأحرّ التعازي وصادق المواساة إلى أبنائه: حسن، وغفران، وروان، وإلى ابنته الإعلامية غفران مكي، وإلى أسرته الكريمة وكل محبيه.

رحم الله أحمد حسن مكي، وجعل ما خطّه قلمه في ميزان حسناته، ورفع درجته في عليين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى