
الباحة – أكد العميد المتقاعد عبدالعزيز محمد الغامدي، مساعد مدير شرطة محافظة جدة سابقًا، أن وجود النيابة العامة خطوة جوهرية وضرورية مكّنت رجال الأمن من التفرغ لمهامهم الأساسية، وفي مقدمتها كشف غموض القضايا والتحري والبحث والقبض على المتهمين. وأوضح الغامدي أن هذه الخطوة أسهمت في تركيز ضابط التحقيق على عمله الأمني المتعلق بتحقيقات الضبط وجمع الاستدلالات، باعتبارها القاعدة التي ينطلق منها المحقق في النيابة لاستكمال إجراءات التحقيق وتحديد صحة الاتهام وأدوار المتهمين.
ويأتي هذا الطرح ضمن الحلقة الثامنة عشرة من سلسلة “مواقف ومذكرات أمنية” التي تقدمها صحيفة “مكة” الإلكترونية، حيث يستعرض الغامدي مسيرة مهنية حافلة امتدت لثلاثة عقود في خدمة الأمن، متناولًا أبرز تجاربه الإدارية والأمنية ومحطاته التي شكّلت مسيرته المميزة.
– عرف القراء الكرام بنفسك ؟
عبدالعزيز محمد سعد الغامدي، من مواليد قرية مسب بمدينة الباحة عام ١٣٩٠ وكانت النشأة وحياة الطفولة بقرية مسب بالباحة
-.أين تلقيت تعليمك في جميع مراحلك الدراسية؟
المرحلة الإبتدائية بمدرسة الحبشي الابتدائية المجاورة لقريتنا ثم متوسطة الباحة ايظًا المجاورة للقرية وبعدها ثانوية السروات وبعد ذلك جامعة ام القرى قسم الجغرافيا بعد ذلك اتجهت للعمل العسكري.
– لماذا اتجهت للعمل العسكري دون غيره ؟
كان لدي رغبة للعمل في العمل الأمني منذو المرحلة المتوسطة كونني كنت أرى في ذلك العمل شغفي وأن أقدم فيه خدمة جليلة لوطني وبتوفيق الله تيسر ذلك والتحقت بدورة الضباط الجامعيين بكلية الملك فهد الأمنية
– أين قضيت خدمتك العسكرية بعد تخرجك من الكلية حتى تقاعدك؟
بعد تخرجي من الكلية برتبة ملازم تم تعييني بشرطة منطقة الباحة حيث عملت ضابط تحيق ثم رئيس تحري في ادارة التحريات ثم عدت للعمل ضابط تحقيق ثم رشحت لدراسة الماجستير عام ١٤٢٨ بجامعة نايف وبعد التخرج عدت للعمل الجنائي وتم تعيني مديرًا لشؤون الأمن بشرطة محافظة بلجرشي وكنت وقتها برتبة رائد ثم تم تعييني مديرُا لإدارة الأمن الوقائي بشرطة المنطقة ثم مديرًا لشرطة محافظة قلوة وبعدها مديرًا لشؤون الأفراد بشرطة المنطقة ثم مديرًا لشرطة محافظة بلجرشي ثم مديرًا لشرطة محافظة العقيق ثم رشحت للعمل بشرطة محافظة جدة وتم تعييني مشرفًا على شعبة تنفيذ الأعمال الحقوقية ثم مديرًا لشعية الموارد البشرية إضافة الي تعييني قائدًا ميدانيًا للجهات الأمنية في إزالة الأحياء العشوائة ثم مديرًا لشعبة الامداد والتموين إضافة الى عملي قائدًا ميدانيا للجهات الأمنية في إزالة الأحياء العشوائية حيث استمر عملي في ذلك من بداية أعمال الإزالة حتى إنتهائها وبعد ذلك تم إحالتي للتقاعد برتبة عميد حيث انتهت المدة النظامية للخدمة في تلك الرتبة.

– عملت في العديد من المواقع وتوليت العديد من المهام والمسؤوليات ماذا تعني لك هذه المراحل؟ وماذا اكتسبته من كل مرحلة؟
بفضل الله استفدت الكثير من الأعمال التي قمت بها سوأء مايتعلق بامور العمل الجنائية والميدانية والادارية لاسيما ما تعلمناه من قاداتنا ورؤساؤنا المباشرين فقد تعلمت واستفدت منهم الشيء الكثير ومن ذلك الصبر والتريث في اصدار الاحكام على الاخرين سواء العاملين او المراجعين والاهتمام بشكر من يستحق الشكر
– عملت في مجال العمل الجنائي ماذا كان يعني لك هذا المجال؟
كان تعلقي بالعمل ومتابعتي له مقدمة علي كل شي لاسيما العمل الجنائي فالعمل الجنائي يعني لي حقوق الوطن والمواطن وهو أمانة عظيمة تحتاج لإخلاص ودقة وصبر وابتغاء وجه الله قبل كل شيء أما إذا كان الهدف هو اخلاء المسولية فقط فلن تكن النتائج إيجابية .
– يصادف ضباط التحقيق بعض القضايا المعقدة التي تحتاج إلى جهد وتفكير عميق في فك رموزها، ماهي القضية التي لازالت عالقة في ذاكرتك ؟
هناك العديد من القضايا منها قضايا قتل وسرقات كبيرة وغيرها من القضايا الكبيرة مررنا بها وتم بتوفيق الله ثم بمتابعة وتوجيهات مدرائنا الوصول الي كشف الجناه بها بعد ان كانت غامضة ولايمكن حصرها وهناك ايظًا قضايا تم الاشتباه فيها بأشخاص ومن خلال التحقيقات اتضحت برأتهم والتوصل بفضل الله للجناه الحقيقيين منها قضايا قتل وقضايا سلب وسرقات.
– بعد أن أصبحت النيابة العامة الجهة المعنية بالتحقيق هل هذا افقد الضابط الحديث فرصة تسلم تعلُّم التحقيق الجنائي وصقل موهبته الجنائية؟
وجود النيابة العامة امر جيد وكان لابد منه لتفريغ رجال الامن لاعمالهم الاساسية والتي منها كشف غموض القضايا والتحري والبحث والقبض على المتهمين كما جعل ضابط التحقيق يتفرغ لعمله الأمني فيما يخص القضايا تحقيقات الضبط وجمع الإستدلالات حيث هي القاعدة التي يسير وينطلق منها المحقق في النيابة لاستكمال إجراءات التحيق وتحديد صحة الاتهام وادوار المتهمين .
– من خلال عملكم الأمني لا بد من مصادفة بعض المواقف، ماهي أبرز المواقف التي لازالت عالقة في الأذهان ؟
من المواقف التي يصادفها المحقق في بعض القضايا أن يتغير الاتهام الموجه لاشخاص متهمين وموقوفين والادلة والقرائن حولهم قوية الى اشخاص اخرين لم يكن هناك اي اشتباه بهم او أحيانًا يكونوا هم المدعين .

– لابد انك نلت شرف المشاركة في مهمة الحج.. اذكر لنا أبرز ما يُصادفه رجال الأمن من مواقف في مثل هذه المواسم؟
مشاركات الحج العمل فيها يختلف فيكون فيه بتوفيق الله إنجازات غير متوقعة قد لايتصورها الشخص وإنهاء مهام في اوقات قياسية اقل من الوقت المفترض لها وبكل مهنية واتقان . ودولتنا حفظها الله بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين وسمو سيدي وزير الداخلية-حفظهم الله- تولي الحج والعمرة جُل اهتمامها فلا ياتي عام جديد آلا وهو افضل مما سبق بدرجة كبيرة لاسيما في النواحي الأمنية والمرورية لتسهيل تحركات الحجيج وحفظ امنهم.
– ماذا تعلمت من السنوات الطويلة التي قضيتها في مجال العمل الأمني؟
تعلمت من العمل الأمني الصبر والتريث في اصدار القرارات والاهتمام بالعاملين وتوفير البيئة المناسبه لهم ومشاركتهم بعض الاعمال الميدانية حتا ولو كانت بسيطة
– كيف ترى من يتعامل بالغلظة والشدة مع مرؤوسيه؟
من يتعامل بالغلظة والشدة مع مرؤسية فلن يطور عمله وسيجعل بيئة العمل سيئة تنفر العاملين وتجعل انتاجيتهم ضعيفة ولكن الحزم مطلوب واللين أيضآ مطلوب والعدل بين العاملين من اهم الأمور التي تجعل العمل ينجح ويتطور كونه يرضي العاملين ويزيد من آهتمامهم وحرصهم على العمل اضافة إلى ارتياحهم النفسي .
– بماذا خرج العميد عبدالعزيز من خدمته العسكرية؟
خرجت من خدمتي العسكرية بالحمد لله والشكر أن جعلني أحد جنود هذا الوطن الغالي وان وفقني لخدمة ديني ثم مليكي ووطني حفظهم الله واسأل الله أن يتجاوز عنا فيما حصل منا من قصور فبعد الإنتهاء من العمل يتمنى الشخص انه قدم افضل مما كان وهذا ما اشبهه عند فقد الوالدين فالواحد منا يتمنا انه قام بالمزيد من العمل لهما وزيادة البر فحكامنا حفظهم الله ووطننا غالين علينا جميعآ وبرهم واجب ديني قبل كل شي .
– عملت نهاية خدمتك العسكرية بشرطة محافظة جدة، ماذا تعني لك هذه الفترة؟
فترة عملي بشرطة محافظة جدة فترة مميزة جدًا ومختلفة عن عملي السابق بمنطقة الباحة وقد استفدت منها الكثير ففي محافظة جدة توليت أعمال إدارية وميدانية ومن اهمها أن كنت قائدًا ميدانيًا للجهات الأمنية المشاركة في إزالة الأحياء العشوائية وفي الباحة كانت معظم اعمالي جنائية وإدارية وكانت الأعمال الميدانية قليلة مقارنة بمدة الخدمة.

– في ظل رؤية 2030 تم تمكين المرأة في خوض غمار العمل العسكري كيف ترى هذه النقلة؟
تمكين المرأة من الأعمال العسكرية الأمنية امر طيب جدًا وساهم في السيطرة الأمنية الدقيقة لاسيما في القضايا التي يكن بها عنصر نسائي ولايمكن أن يكن العمل الأمني متقن تماما دون الاستعانة بالعنصر النسائي سواءً عسكريات أو مدنيات.
-ماذا يقول العميد عبدالعزيز عن النقد الإعلامي؟
النقد الإعلامي لابد أن يكن الهدف منه التوعية ولابد أن لايمس حرمات الأشخاص وأن يكن متجردًا وموضوعيًا حتى يصل إلى هدفه الصحيح ولدينا رجال إعلام مميزين يهتمون بأمن الوطن والمصلحة العامة قبل كل شي.
– بغد أن حلقت بناء في أجواء العمل الأمني كيف تقضي برنامجك اليومي بعد مسيرة( ٣٠ ) عامًا من العطاء؟
اقضي برنامجي اليومي في الاهتمام بوالدتي وعائلتي وابنائي كذلك زيارة الأقارب والأصدقاء والاطلاع على ماهو مفيد وجديد.
-بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء؟
اختم هذا اللقاء بالشكر لله اولًا وأخيرًا فلولا هدايته ولطفه لكنا من الخاسرين وأشكره ان أحسن ختامنا في عملنا كما اشكر حكومتنا الرشيدة وعلى راسها خادم الحرمين الشريفين ولي عهده الامين وسمو سيدي وزير الداخليه حفظهم الله على مايولونه الجهات الامنية من اعتمام ومايقدمونه لها من امكانيات كما احمد الله ان وفقنا للعمل مع زملاء مميزين نفتخر بزمالتهم واستمرار التواصل الجيد المميز معهم حتى بعد التقاعد فلم نجد منهم إلا الوفاء والتقدير،







