تنعى الأوساط الأدبية والثقافية في المملكة والعالم العربي وفاة الشاعر السعودي يحيى توفيق حسن، الذي انتقل إلى رحمة الله أمس الإثنين عن عمر ناهز 95 عامًا، بعد مسيرة أدبية طويلة رسم خلالها ملامح جيلٍ من عشّاق الشعر والغناء.
ويُعد الفقيد أحد أبرز الأصوات الشعرية في جدة خلال القرن الماضي؛ إذ وُلد في رمضان عام 1351هـ (1929م) في أحد بيوت حارة المظلوم بجدة التاريخية، وحصل على دبلوم في اللغة الإنجليزية قبل أن يعمل في عدد من مؤسسات القطاع الخاص.
واشتهر الشاعر بقصيدته الخالدة “سمراء” التي كتبها قبل أن يبلغ العشرين من عمره، وحققت صدى واسعًا في الوطن العربي، لاسيما بعد أن لحنها الموسيقار جميل محمود وأدّتها الفنانة هيام يونس في ستينيات القرن الماضي. كما عُرف بقصيدته الروحانية “صلّى عليك الله” التي رسخت حضوره في ذاكرة محبي الشعر الديني.
وأصدر الراحل عددًا من الدواوين الشعرية، من أبرزها:
• أودية الضياع (1983)
• سمراء (1985)
• وافترقنا يا زمن (1987)
• ما بعد الرحيل (1990)
• حبيبتي أنت (1992)
وترجمه الدكتور عمر الطيّب الساسي في قاموس الأدب والأدباء الصادر عن دارة الملك عبدالعزيز (الجزء الأول، ص 338)، تقديرًا لمكانته الأدبية وإسهاماته الشعرية.
وللراحل حضور وطني بارز في شعره، ومن أشهر ما قاله في حب الوطن:
لن تهوني يا بلادي لن تُضامي
سوف نحيا العمر في عزٍّ نحامي
عن حماكِ
نحن إن باغٍ عدى يومًا عليك
نبضُنا سيفٌ يلبّي في يديك
كما كان شغوفًا بمدح النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قصيدته الشهيرة:
يا من ولدتَ فأشرقت بربوعِنا
نفحاتُ نورِك وانجلى الإظلام
أأعودُ ظمآنًا وغيري يرتوي
أيردُّ عن حوضِ النبي هيام
كيف الدخولُ إلى رحابِ المصطفى
والنفسُ حيرى والذنوبُ جسام
نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله ومحبيه وعشاق الشعر في الوطن العربي الصبر والسلوان.






