المحلية

استياء سعد البازعي من تجاهل دعوته لمؤتمر الرياض الدولي للفلسفة… و«مكة» تتساءل: هل هي فلسفة التهميش؟

أثار استياء الناقد والمفكر السعودي الدكتور سعد البازعي من عدم دعوته للمشاركة في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025 موجةً واسعة من التفاعل على منصات التواصل، بعدما عبّر عن استغرابه من غيابه عن جميع دورات المؤتمر رغم مسيرته الطويلة وأسهمه المبكرة في المشهد الفلسفي السعودي.

وقال البازعي في تصريحاته التي تداولها المغردون بفخر وألم في آنٍ واحد إنه أسهم في تأسيس جماعة الرياض الفلسفية التي أصبحت لاحقًا جمعية الفلسفة، ودرّس مقررات فلسفية منذ أوائل التسعينيات، وأصدر كتبًا تتقاطع مع المعرفة الفلسفية، ولا يزال يحاضر في تاريخ الفلسفة وتتناول أعماله رسائل جامعية محلية ودولية. ورغم ذلك — كما قال — «يُعقد المؤتمر الدولي الخامس للفلسفة دون أن أدعى للمشاركة… بينما يشارك بعض السعوديين ممن هم في مقام التلامذة سِنًّا وإسهامًا».

وتفاعل مثقفون وأكاديميون مع موقفه، معتبرين أن غيابه لا يقلّل من قيمته بل يكشف «ضيق الرؤية فيمن يتجاهل أسماء أسست المشهد». وكتب أحد المغردين:
«مكانك ليس مقعدًا في قائمة الدعوات… بل في الرؤية التي أسهمتَ في تشكيلها لعقود».

وقالت الدكتورة أمينة بنت عبدالرحمن الجبرين إن استياءه «مبرّر»، مؤكدة أن التهميش لا يغيّب القامات، بل يضيء حجم الأثر الذي صنعه أصحاب التجربة العميقة، مضيفة: «يكفي أنك بدأت حين كان البدء صعبًا، وهذا شرف لا يمنحه مؤتمر ولا يسلبه غياب».
وتفاعل الكاتب عواض شاهر مع موقف البازعي بكلمات مباشرة قائلاً:
«بصراحة… أنت أكبر من إطار الدعوة. مكانك ليس مقعدًا بين مقاعد تنتظر ضيوفها تحت مسمى مشاركين؛ مكانك الحقيقي في الرؤية التي أسهمتَ في تشكيل الحراك الثقافي لعقود. فهل إطار الدعوة على حجمك؟ قطعًا لا».

كما عبّر عبدالرحمن اليحيى عن دهشته من غياب البازعي، قائلاً:
«بالأمس سألني عنك عدد من المحاضرين الضيوف من كبار الأساتذة في شمال المغرب العربي، إذ كانوا يتوقعون مشاركتك في المؤتمر باعتبارك الأجدر بالحديث في محوره. وللأمانة، لم أجد جوابًا يليق بمكانتك، حتى تواصلت مع أخي مشعل ليقابل بعضهم لأنه أدرى بسبب الغياب. ولم أكن أعلم أصلاً أنك لم تتلقَّ دعوة من المنظمين!»

يُذكر أن مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة يعود في دورته الخامسة لعام 2025 بعنوان: «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى