تحقيقات وتقارير

مهور تصرف ولا يبقى منها سوى العلب والأوراق

[B]شعيب .. الغلاء الفاحش في أسعار الذهب جعل العروس تعزف عن شرائه

عبير العيد / صحيفة مكة الألكترونية

المهر حق للمرأة شرعه الله تعالى حيث يقدمه الزوج عند عقد النكاح فهو هدية للمرأة وتطيبا لخاطرها ,والذي هو في الأساس ملك لها.
يتميز الصيف بكثرة الأعراس والأفراح مما لا يصعب عليك أن تجد عروسا تحاورها وتصارحها عن مهرها كيف أنفقته وكيف استفادت منه فأين ما وليت فهناك عروس مازال نقش الحناء عاشقا كفيها ,…ومع حرارة هذا الصيف تذوب المهور بأيديهن وفي مجالات سرعان ما تزول ولا تعود عليهن بشيء من الفائدة الدائمة .
التقت الوطن بعدد من عرائس هذا العام وألقت عليهن استفسار عن الطريق الذي أنفقن فيه مهورهن فكان إجاباتهن كالتالي:

قالت أسمهان "طالبة ثانوية" ان معظم مهرها صرف في شراء الملابس والماكياج والملابس والإكسسوارات أما ما بقي منه فكان لشراء الذهب بالرغم من ارتفاع أسعاره ولكن أفضل من ضياع المال في أشياء لا تبقى بقيمتها مع الوقت
وأضافت أن والدها قد قدم لها مبلغا كبيرا من المال حيث ساهم ذلك في زيادة مجوهراتها.وتضيف أسمهان ان كل ما اشترته من ملابس لم تعد تناسبها الآن بسبب الحمل والولادة وقد خسرت منها الكثير , اما الماكياج فكثير منه لم تستعمله بعد ..وتشعر بالندم على الإسراف الشديد في مهرها وتتمنى لو عاد بها الزمن للوراء لفكرت ألف مرة قبل ان تقدم على هذا الشراء والإسراف.

(وجدان مساعد) عروس هذا الصيف تقول هي كذلك صرفت معظم مهرها في شراء الماكياج والملابس البيتية وملابس الخروج و العطورات والحقائب وبعض الهدايا للعريس وشيء بسيط من قطع الذهب والتي أصبح من الصعب الحصول عليه بكثرة كالسابق بسبب ارتفاع أسعاره.

أما صالحة معيش عروس لم تكمل العام وطالبة جامعية فقد فضلت المساهمة في البداية ولكن ما ساهمت به قد اختزل إلى الربع تقريبا وتتمنى من الله تعالى ان يحسن قيمة هذه الأسهم حتى تسترد المبلغ بدون خسارة على الأقل …وأضافت ان باقي المهر كانت حرة فيه حيث ذهب لشراء الملابس والماكياج والعطور وغيرها بالإضافة إلى بعض الهدايا للعريس ..تقول كل مهري ذهب هباء منثوراً.

أماني .م معلمة لا تختلف كثيرا عمن سبقتها تقول أنها صرفت مهرها بالكامل في شراء الملابس والماكياج والعطور والحقائب وبعض الإكسسوارات للبيت الجديد, كما أنها أضافت ان والدها ساعدها بإهدائها مبلغ من المال لشراء الذهب.

(ف.العبد لي ) ذهب مهرها في شراء الملابس أيضا والماكياج وغيره بالإضافة إلى كمية من الذهب ولكن مع موجة الأسهم والاكتتابات فقد باعت كل ما تملك من ذهب حتى الهدايا مساهمةً بثمنها في إحدى الشركات رغبة في مضاعفة المبلغ , وهي الآن تعض أصابع الندم بسبب الخسارة الكبيرة في الأسهم .

منى رده .. طالبة جامعية خاص قالت ان والدها دفع لها المهر بكامله تتصرف فيه كيفما يحلو لها !…تقول لأنني اعشق التسوق والشراء فقد اشتريت بكل مهري ما أحتاج إليه كعروس فكانت متعة الشراء عندي أفضل من الادخار…تقول لو كان المهر يدفع مرتين لذهب بنفس الطريقة فليس كل مرة يمكن ان احصل على هذا القدر من المال حيث أمارس متعتي في الحياة وهي التسوق والشراء.

هذا هو المهر وهذا ما صرف فيه إسراف في إسراف وتبذير بلا تفكير وإهدار من غير استدبار .
إنني لا أستهجن شراء الملابس والماكياج ولا أنكرها ولكن كل شيء بمقدار ,إن الاحتفاظ واستثمار جزء من المهر هو تقدير لهذا المال الذي عادة لا نحصل على مثله بمعناه وليس بصورته …حيث يصرف في أشياء لا يبقى منها سوى العلب والأوراق.
من حق الزوج وواجب على العروس أن تحرص على اقتناء ما تتزين وتتجمل به أمام زوجها ولكن ليس بهذا الإسراف .

نموذج مختلف عما سبق فإن (ع.عاتق) و (م.عاتق) شقيقتان سيكون زفافهما في شهر واحد تشاركتا معا في شراء قطعة ارض في ضواحي مكة حيث جمع والدهما مهريهما ودفعه قيمة لهذه الأرض حتى يحول بينهما وبين الإسراف وترك جزءا من المال لشراء مستلزماتهن بالمعقول.
ترى [COLOR=orangered]مصممة الأزياء السيدة فاطمة قربان[/COLOR] بأنه من منطلق رأيها الشخصي والجو الاجتماعي العام ان اغلب المهور بالكاد تفي بحاجات العروس من ملابس وماكياج وعطور ومستلزمات خاصة , ولكن بالرغم من أنني مصممة أزياء أرى انه من غير المعقول ولا المستحب ان تتكلف العروس او والدتها فستان الزفاف بغرض التفاخر به أمام الضيوف بل لا بد من الاعتدال والوسطية في كل الأمور , فلا أشجع الإسراف في قيمة فستان الزفاف , بل يمكن ان يظهر فستان العروس جمالها كلما كان ناعم وغير مكلف او مبالغ فيه , فليس كل ثوب عروس مكلف و باهض السعر يظهر جمال العروس , إنما فخامته وجماله يشكل مجموعة عناصر تكمل بعضها البعض بحيث تظهر العروس في ليلة عرسها ذات طله رائعة
وليس كل ثوب عروس يناسب أي عروس او حتى المكان الذي يقام فيه الفرح فربما يكون الفستان طويل جداً " بذيل " ولكن المساحة التي تمشي فيها العروس لا يظهر جماله .
وتشير قربان لأسعار الفساتين المكلفة والخيالية بأنها تتراوح مابين خمسة آلاف حتى تصل إلى 100 ألف وللأسف ان هذا في غاية الإسراف خاصة ان الزمن الذي ترتديه فيه لا يتجاوز الساعة فقط .!!
وتتمنى من كل مقبلة على الزواج ان تتريث في الشراء ولا تندفع له إلا بعد ان تقوم بعمل جدول منظم وذلك بعمل ميزانية تحدد فيه مشترياتها او ما نسميه بجهاز العروس وكل ما تحتاجه بشكل منظم .
وتضيف انه في انتقال العروس من وسط أسرتها لبيت الزوجية اكبر تأثير على حياتها الزوجية لو لم تكن على علم ودراية بهذه الحياة ..تقول أرى انه في تخصيص دورات لإعداد العروس خير مجال يمكن ان تصرف فيه العروس جزء بسيط جداً من مهرها , لتحصل على دورات تأهيلية تهيئها لممارسة حياة زوجة مرنه ونستطيع بذلك ان نجنب مجتمعنا ظاهرة الطلاق المبكر والمنتشر هذه الأيام .وهنا يجب التركيز على جوهر الزواج وهو الهدف الثاني فيجب على الفتاة ان تفكر كيف تسعد زوجها وكيف تؤسس أسرة سعيدة وتربي أبناء يفخر بهم الوطن وهذا هو الهدف الأساسي من الزواج. فالزواج ليس بقيمة الفستان ولا بمكان او بقاعة الأفراح ,إنما هو هدف سامي كبير.
علقت [COLOR=orangered]الأخصائية الإجتماعية بدار المسنين بمكة المكرمة حفصة شعيب[/COLOR] على الموضوع بقولها (نعم هناك إسراف وتبذير للمال ظاهر …ولكن أي عروس يقترن لديها الزواج مع الإسراف, فإن لم توجه من قبل الأهل عند الشراء بشكل يضمن لها عدم الإسراف فإن الخطأ يقع عليهم …وأضافت لو كانت هناك دورات بمسمي (إعداد عروس ) تتعلم فيها أي فتاة مقبلة على الزواج فنون الماكياج والطبخ والعناية بالزوج والبيت وتربية الأطفال لوجدنا طريقا مفيدا لصرف جزء من المال.
كما انه من قبل كان شراء الذهب يستحوذ على مبلغ كبير من مهر العروس ولكن الغلاء الفاحش في أسعاره جعل العروس تعزف عن شرائه او تقتني القدر اليسير جداً من , فما عاد هناك ما يحفظ لها مالها مثل الذهب فتضطر لإسرافه وإنفاقه في أشياء المفروض ان تقنن وتحدد عند الشراء .
وتشير الأخصائية حفصة شعيب إلى انه في ماليزيا لا يتم عقد الزواج حتى تحصل العروس على دورة إعدادية للحياة الزوجية ’ فلو كان هذا النظام يطبق لدينا لتجنبنا الكثير من المشكلات الزوجية والتي باتت تهدد كيان الأسرة السعودية مثل الطلاق والخلع والتعليق وغيرها .[/B]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    بصراحه تسلم الأيادي يا عبير 😉

    موضوعك جدا جدا رااائع وقد أجدتي الإختيار , وكان الوقت جدا ً مناسب فنحن

    الأن في إجازة الصيف موسم الأفراح , وتزكيكك في موضوع تبذير المهر وإسرافه

    فيما لايعود على المرأة بالنفع كان موفق .

    أرى أن الفتاة العاقله أن تختزل جزء بسيط من مهرها للزمن ..فلا أحد يعلم ما تخبأة

    الأيام من المفاجأت .دمت لنا سالمه يا غاليه ,,

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com